فارق كبير بين أن يكون لديك جيش وطنى مشهود له بالكفاءة، ومحل تقدير من الجميع فى الداخل والخارج، وبين دولة تستعين بالمرتزقة والمتجنسين وتطلق عليهم كذبا مسمى الجيش الوطنى.. هذه هى الخلاصة التى يجب أن يدركها الجميع، فمهما حاولت دويلة تسمى قطر أو قناة أسسها الإسرائيليون لتكون خنجرا فى صدر العرب ومنفذا لدخول الإسرائيليين بيوتنا، للتشكيك فى وطنية الجيش المصرى الوطنى والمبنى على أسس وطنية احترافية، فمحاولاتهم ستبوء دوما بالفشل بل إنها تزيد احتشاد المصريين حول جيشهم الذى لم يخذلهم فى أى وقت، وكيف يخذلهم وتاريخيا يجود بأنبل القيادات الذين لم يقبلوا أبدا بالتفريط فى شبر واحد من أرض مصر، ولا السكوت عن أى تهديد تتعرض له مصر، بل وقف بقوة مدافعا عن الحدود المصرية وأمن المصريين فى الداخل والخارج، لم يقهره أعداؤنا فى الخارج، وأفشل كل مخططات الإرهابيين المدفوعين من مخابرات دولية وإقليمية لكى يحولوا مصر إلى إمارة إرهابية.
لن أتحدث كثيرا عن الجيش المصرى، فتاريخه أكبر من تلخيصه فى مقال، فتاريخه طويل ومشرف يزعج دوما الأعداء، لكنى أقف هنا أمام حالة التلاحم والالتفاف من جانب المصريين حول قواتهم المسلحة ضد أى إساءة أو تلميح يصدر من هنا أو هناك، فى ملحمة قلما تجدها فى أى دولة، حتى تلك الدويلة التى تحاول بناء مجد زائف وكاذب، فرغم ما تملكه من إمكانيات مالية ضخمة، لكنها عاجزة عن تشكيل هذا التلاحم داخلها، فكيف يتلاحم شعب حول جيش أكثريته من المتجنسين المنضمين للجيش بعقود عمل وجنسية مدفوعة الأجر، أو بمعنى أدق جيش قوامه العشرة آلاف مرتزق، لا يهمهم سوى مرتبهم نهاية كل شهر لتحويله إلى أسرهم فى الدول الآسيوية المنتمين لها، فهل مثل هذه التركيبة قادرة على صنع تلاحم شعبى حولها؟
بالتأكيد لا يعرف قيمة الجيش إلا من لديهم جيش وطنى مثل الجيش المصرى الذى يعد من أكثر جيوش العالم وطنية، دافع عن التراب المصرى ضد الأعداء، وحمى المصريين ووقف سدا منيعا أمام كل المحاولات، وحقق انتصارات أزهلت كل الخبراء والعسكريين على مستوى العالم، هذا الجيش يقف حائلا أمام المحاولات الخارجية لضرب مصر وتركيعها، لذلك فهو الهدف الذى يحاولون ضربه الآن بشتى الطرق، بالشائعات والأكاذيب والتزوير لخلق عداوة داخل المصريين تجاهه، لكن بفضل الله ولإدراك المصريين بطبيعة جيشهم وقياداته فإن هذه المحاولات القذرة والدنيئة كانت عاملا فى زيادة الترابط بين المصريين وجيشهم، لأنه جيش يمثل كل مصر، فكل بيت به ضابط أو جندى يهدم فى صفوف القوات المسلحة المصرية، ولن تجد أسرة مصرية إلا وكانت قوة دفع لأبنائها لكى يلتحقوا بالجندية المصرية التى تعد أهم وأقوى مدرسة فى المنطقة بل والعالم فى الوطنية والاحترافية، ولنا فى ذلك أمثلة متعددة، أذكر منها مشاركة قواتنا المسلحة فى عمليات حفظ السلام الدولية بأكثر من 10 بلدان على مستوى العالم، ودائما تسجل التقارير والتوصيات حضورا مميزا لضباطنا وجنودنا فى ساحات حفظ السلام الدولى.
لن يضير جيشنا فيلم تسجيلى تحريضى تنتجه قناة الجزيرة، ولا تقولات هنا أو هناك من خونة يحملون الجنسية المصرية ولا يستحقونها، لكن كل هذه الأفعال والتصرفات تضيف رصيدا جديدا لقوة جيشنا وخوف الأعداء منه، وإلا ما دفعوا كلابهم للهجوم عليه والادعاء عليه كذبا وزورا، فقد فشلت كل الخطط لتوريط القوات المسلحة مع الشعب المصرى، وأثبت الجيش أنه مع الإرادة الشعبية أينما اتجهت، وأنه سيبقى حصنا أمينا للمصريين كلهم، ولن ينحاز لأحد إلا لمن يرتضيه الشعب، فشل الإخوان وتركيا وقطر فى ذلك فأطلقوا كلابهم النابحة علهم يحققون بمثل هذه الأفلام ما فشلوا فى تحقيقه طيلة السنوات الماضية، لكن فشل هؤلاء أيضا وافتضح أمرهم ليس أمام المصريين فقط، وإنما أمام كل متابع لأداء جيشنا الوطنى العظيم.