يقر الكونجرس نتيجة الانتخابات الأمريكية فى السادس من شهر يناير العام القادم، ويتولى الرئيس الأمريكى المنتخب ترامب، مهام عمله فى نهاية شهر يناير وأوائل فبراير.
أمامنا شهر وأيام ستحاول فيها قوى الإرهاب الحصول على أكبر مكاسب ممكنة، تشتد المعارك الدموية فى اليمن، والموصل وحلب، سيناء وفلسطين، ولبنان، ستحاول القوى المناهضة للإرهاب التقدم إلى الأمام لدحر الإرهاب، سنسمع دوى المتفجرات، وسنبكى شهداء، ونفرح لانتصارات سنفقد أعزاء سواء وهم يتصدون للإرهاب أو بالاغتيالات، كل ذلك سيحدث قبل تولى ترامب وصعود الترامبية التى تحت لواء مرجعيتها «العنصرية» تناهض الإرهابيين بمنهجية قد نختلف عليها ولكنها ستكون مساندة لكفاحنا ضد الفاشية، ولو إلى حين، الأمر الذى يذكرنى بمعركة برلين 1945، حيث دخل الأمريكان والروس تلك العاصمة من الشرق والغرب وتم تقسيم ألمانيا، ترى ما هو نصيبنا من كعكة الدم والدموع؟
إننا أمام معارك حقيقية للجيل الرابع من الحروب، ولا شك أن الإعلام المعادى بكل وسائله يستفيد من أخطاء بارونات الإعلام الذين يسهلون مهمتهم حينما يتبعون سياسة الإنكار الساذجة فى عالم مفتوح وثورة اتصالات، أو الندب والفبركة، ولا أحد يرصد أننا فى شهر واحد سبقتنا وسائل الإعلام المضادة فى الكشف عن ثلاثة اتهامات «بجرائم تعذيب» فى أقسام الشرطة المصرية، وبدلا من الشفافية من إعلام الداخلية يتم التأخير فى إصدار بيانات رسمية، وتقوم «جوقة البارونات» بحملة إنكار وتشويه، يؤدى ذلك إلى تضخيم وفبركة من الجانب المضاد، ولأن المواطنين لا يصدقون البارونات.. فينحازون لتصديق الرواية الكاذبة والمفبركة، بالطبع لا يضير الداخلية التى قدمت آلاف الشهداء والجرحى فى مواجهة الإرهاب أن يكون بين أفرادها مخطئون، ولكن إعلام الداخلية غير مؤهل لا لتقديم أبطاله أو لاحتواء الأزمات الدورية التى تحدث فى الأقسام، على الجانب الآخر تحرك بعض الشباب النوبى مطالبين بحقوق مشروعة، وحاول البعض احتواء تلك الأزمة.. ولكن أغلب وسائل الإعلام لم تكن بالوعى الكافى بأبعاد الأزمة وكيفية استثمار البعض لحقوق المواطنين المصريين النوبيين فى إثارة القلاقل لأغراض أخرى، المستفيدون من الأزمات يستفيدون من أخطاء من يديرون الأزمات أكثر من الأخطاء إن حدثت، مثلا أى تحليل مضمون للخطاب الموجه ضد الضحايا سيجد الاتهام الحقيقى أو غير الحقيقى بالاتجار أو التعاطى للمخدرات، وتكرار هذا الخطاب يجعل المواطنين يتعاطفون مع الضحايا حتى لو كانوا بالفعل كذلك، مثال آخر حينما توفى المواطن مجدى مكين واتهم أحد الضباط بتعذيبه، لم يكن أحد يلتفت لعشرات البوستات على «فيس بوك» تشر إلى أنه مسيحى ولكن بارونات الفضائيات أعدوا وليمة شملت ثمانى برامج فى أسبوع واحد لنفى صفة الطائفية عن الضحية، ولكن تكرار الرسالة أدى لتعاطف أوساط مسيحية، وأيضا قمت برصد «47» مقالا وخبرا وسبعة برامج حوارية حول زيارة الأنبا مكاريوس للصلاة عند الضحية وربط ذلك بنقد الأسقف ونفى الطائفية عن الحادث، مما أدى لإثارة الهواجس فى نفوس مئات الآلاف من الأقباط من مريدى الأنبا مكاريوس، لايمكن أن يكون كل تلك الحملة «توارد أفكار»، قد يكون بالفعل هناك وجهات نظر ترى فى الزيارة مخاطرة، ولكن تصدقوا أن كل تلك المقالات والأخبار والبرامج لم تتجه للأنبا مكاريوس بالسؤال: «لماذا فعلت ذلك»؟
ولكى يكتمل المشهد تأتى الأحكام بالحبس على نقيب الصحفيين وأعضاء من المجلس، بالطبع لا تعليق على أحكام القضاء، ولكن فوجئت بأكثر من عشرين مقالا يصبون الزيت على النار، وأربعة برامج تناقش الاتهام!!
كل ذلك فى أسابيع معدودة وأغلب من يديرون الأزمات مثل «الدبة التى قتلت صاحبها من الخوف عليه»، قد نختلف مع بعض ضباط الداخلية ولكن لانختلف على الداخلية، وقد نختلف مع بعض الأقباط الذين حاولوا «تطييف» قضية مجدى مكين، ولكن لانختلف على وطنية الأقباط والأنبا مكاريوس، قد نختلف مع بعض الذين استثمروا المشكلة النوبية ولكن للنوبيين حقوق مشروعة، يا عالم ياهوه مصر فى خطر.