لا يمكن وصف ممارسات العائلة الحاكمة حاليا فى قطر، إلا عبر المثل العربى: «إذا لم تستح فاصنع ماشئت»، فمنذ انقلب حمد بن خليفة على أبيه الشيخ خليفة آل ثانى بدعم إسرائيلى أمريكى، تم اختطاف تلك الإمارة الهادئة التى لا يتجاوز عدد سكانها 250 ألف نسمة إلى نفق مظلم من العمالة والبغاء السياسى لخدمة الأهداف الصهيونية والأمريكية فى المنطقة العربية.
هل يصدق أحد أن الإمارة القطرية التى لا تمتلك إلا جيشا رمزيا لا يتجاوز 12 ألف فرد، بينهم 8 آلاف فرد مشاه، تستخدم ذراعها الإعلامية قناة الجزيرة للتطاول على الجيش المصرى العظيم، هل نسى تميم وأبوه وأمه أنه لولا الجيش المصرى، بقيادة محمد على باشا فى معركة الدرعية، لما كانت إمارة قطر موجودة أصلا، ولكانت جزءا من منطقة الإحساء السعودية؟
لا نستطيع أن نلوم عائلة آل ثانى، لأنهم يسيطرون على منطقة صحراوية بلا حضارة أو تاريخ، وكل ما يعرف عنها أنها كانت موطنا لقبائل تربى النعام والإبل وبحارة يصطادون اللؤلؤ، وعندما كانوا يفزعون من الخوف يطلبون الحماية من أقرب حاكم قوى، لكننا لا بد أن نضرب على أيديهم بقوة إذا تناسوا حجمهم، وظنوا أنهم قادرون على التمدد ليناطحوا الدول العريقة المستقرة ذات التاريخ.
عليكم أن تخجلوا من أنفسكم وأنتم لا تفعلون شيئا إلا شراء البشر والخبرات بعوائد الغاز، لتكوين شعب لآبار الغاز التى اكتشفتموها، وأصابتكم بالخبل وجنون العظمة، عليكم أن تخجلوا وتخرسوا لأن الحال وصل بكم إلى استقدام باكستانيين وهنود ومرتزقة البلاك ووتر ليستخدموا الأسلحة الحديثة التى تشترونها، حتى صار اسم جيشكم «خير هنود الأرض»، وأنتم تعرفون طبعا أصل هذه التسمية الساخرة الدالة على شططكم وتهوركم، وفتحكم الباب لكل من هب ودب من هوام الأرض تشترون ولاءه بالمال حتى تمتلكوا الحماية.
ولا أملك إلا أن أعيد على أسماعكم قصيدة الشاعر الوطنى القطرى ابن الذيب عن ثورة الياسمين التونسية، التى يقول فيها: آه عقبال البلاد اللى جهـل حاكمهـا/ يحسب أن العزّ بالقـوات الأمريكيـة / وآه عقبال البلاد اللى شعَبْهـا جايـع/ والحكومة تفتخر فى طفـرة الماليـة / وآه عقبال البلاد اللى تنـام مواطـن/ معك جنسية وتصبح مامعـك جنسيـه/ وآه عقبال النظام القمعـى المتـوارث /لا متى وانتم عبيـد النزعة الذاتيـة/ وإلى متى والشعب ما يدرى بقيمة نفسه/هذا ينصـب ذا وآراءه كلهـا منسـيـه/ ليه مايختار حاكم بالبلـد يحكـم لـه/ خلص من نظام السلطـة الجبريـة/علّم اللى مرضى نفسه، ومزعل شعبـه/بكره يجلّس بدالـه واحـد بكرسيـة/لا يحَسْب أن الوطن باسْمه وبسم عياله/ الوطن للشعب وأمجاد الوطن شعبيـة.