لم يعد مثيرا للدهشة أن تصف << الجزيرة>> داعش بأنها دولة والعراق بأنها ميليشيا، وتعتبر الإرهابيين ثوريين، وقد تحولت إلى قناة فكاهية، وبكل جدية واهتمام وتركيز قدمت قناة الجزيرة حلقة من برنامج ضخم عن مظاهرات 11 نوفمبر، وبكل سمت الجدية بدأت بتقرير قال، إن الدعوة للمظاهرات وراءها النظام فى مصر، وفى نفس الفقرة توقع أن تكون ضخمة لأن الشعب كله سينزل، مثل مظاهرات فيها ثلاثة وكانوا يصفونها بالحاشدة.
وصور التقرير مصر على أنها »مافيهاش « أى حاجة كويسة ،ثم إن المذيع عاد ليتحدث بجدية وعمق وهو يمثل دور »أنه بيعمل شغل عميق « وقدم شخصا على أنه زعيم حركة» النزول النازل«، كان الكائن يبدو مختلا، وهو يقسم بأغلظ الإيمان أنه سينزل من أجل كذا وكذا و » سوف نفعل ونسقط ونقيم ونهدم وندمر«. وانتهى الأخ من خطبة »عنزاء « أقرب للأفلام الكوميدية، لكن المذيع ظهر وهو يقدم الكائن القائد الزعيم المهندس والثائر وقال: » معنا قائد وزعيم حركة غلابة فلان الفلانى من إسطنبول«.
طبعا كل من يتفرج تصور أنه نطق الاسم غلط، لكن ظهر الكائن المختل بالفعل من إسطنبول، وهو الذى أقسم على النزول فى مصر، ما علاقة اسطنبول بالموضوع؟. السؤال هنا لا محل له من الإعراب فالقناة هى قناة الجزيرة كوميدى من الدوحة. والمذيعون يعملون بالأجر وينفذون ما يطلب منهم لدرجة أنهم يصفون داعش بأنهم الدولة، والجيش العراقى بأنه ميليشيات، وليس عليهم حرج عندما يوجه مذيعهم بكل جدية أسئلة للزعيم »الإسطانبولى « وهو يدعو من العاصمة التركية للنزول فى مصر، وكأنه من أصحاب الخطوة أو ذوات الأربع.
وليس هذا فقط، فقد استعان المذيع بمحللين ليبحثوا »الثورة الإسطانبولى« فى مصر، ورأينا المذيع يتصل بمحللين سابقين وحاليين ليردوا على الأسئلة، والأخ القائد قاعد فى اسطنبول أمام الشاشة، فى برنامج يتم الإنفاق عليه من موازنة إمارة الهبل الثورى الفكاهى، ويمكن التعرف على حالة الثورية القطرية، وما تم ضخه طوال سنوات فى دول الربيع التى تصدر الدواعش الصورة فيها بفضل الدعاية، وهكذا يبدو أن قناة الجزيرة غيرت نشاطها إلى قناة الثورة الفكاهية والزعيم» الاسطانبولى « كل ساعة وكل يوم، ومعه تحليلات وتقارير لا تقل فكاهة ومسخرة.