أحمد إبراهيم الشريف

آثار سوريا والعراق فى "اللوفر"

السبت، 05 نوفمبر 2016 11:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للأزمة السورية والعراقية، تفاصيل كثيرة لا يمكن بحال من الأحوال الإلمام بها، أو حتى تخيلها بشكل كامل فقد أصاب العطب كل تفاصيل الحياة هناك، ولعل ضياع التراث يمثل أحد أبرز هذه التفاصيل التى تعبر بشكل واضح عن تفاقم المشكلات، فالنهب والتدمير الذى لحق بالمناطق الأثرية والتراثية كان عنيفا ومدمرا، وتنظيم داعش الذى لا يعرف سوى التخريب كان أثره كبيرا.
 
بعد ذلك توالت الاقتراحات لحفظ هذا التراث، فاليونسكو من جانبها تطالب بترميمها والمحافظة عليها، بينما فرانسوا هولاند الرئيس الفرنسى كان لديه اقتراح جديد ومختلف يبدو بريئا، لكنه فى الحقيقة ليس كذلك.
 
فى هذا الاقتراح يدعو هولاند لحفظ التراث المهدد فى سوريا والعراق فى مركز محفوظات لمتحف اللوفر، والمقرر افتتاحه فى عام 2019 ببلدة «ليفان» بشمال فرنسا، والموضوع له أصل ولم يحدث فجأة، ففى 20 سبتمبر الماضى من مدينة نيويورك، أعلن الرئيس الفرنسى إنشاء صندوق عالمى لصون التراث المعرض للخطر، بقيمة 100 مليون دولار على أن يتم إطلاقه أثناء المؤتمر الذى سيعقد فى 2 و3 ديسمبر على هامش الانتهاء من متحف اللوفر بأبو ظبى.
 
على المستوى النفسى، سنسارع جميعا لنعلن أن هذه المبادرة طيبة وستحافظ على هذا التراث المهدد والمنهوب والضائع، وسيتم الاهتمام به وترميمه فى متحف اللوفر بتقنية حديثة مما سيحميه من الضياع، لكن أرى أن هذه الآثار سوف يحدث لها ضياع بشكل مختلف، وأنه سوف يتم نهبها بطريقة مبتكرة قانونية، وأنه إن تم ذلك ودخلت هذه الآثار مخازن اللوفر فإنها لن تعود إلى الأرض السورية أو العراقية مرة أخرى.
 
ولا أقول هذا الكلام من منطلق الإيمان بنظرية المؤامرة، لكن انطلاقا من نظرة الغرب لنا، فرنسا لن تقول أبدا إنها لن تعيد هذه الآثار، لكنها ستحدد الاستقرار التام شرطا أساسيا لعودتها، وبالتالى ستماطل فى حدوث هذا الاستقرار، ولن تعترف أبدا بأن الوقت ملائم لعودة التراث إلى أرضه.
 
على العموم رغم رفضنا لهذا لمقترح، لكن يمكن أن نستفيد منه على أن يطبق فى دولة عربية، بشرط ألا يكون التراث الثقافى متشابها بين الدولة المضيفة والتراث المحفوظ، حتى لا تختلط الأشياء وندخل فى مشاكل سياسية أكبر لا نعرف أولها أو آخرها.
ويظل الحل الأفضل هو الوقوف يدا واحدة فى وجه التخلف المحيط بنا المتمثل فى الأنظمة المتصارعة على الحكم، وفى تنظيم داعش الذى لا يعرف سوى التخريب، وحينها لن نكون فى حاجة لنقل آثار أو حمايتها خارج أرضها.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة