تلقيت مكالمة من مواطن عرفنى بنفسه: «اعتبرنى أى واحد»، «اختار الاسم اللى يعجبك وهتلاقى زيى كتير»، هكذا قدم نفسه قبل أن يذكر اسمه الحقيقى.
قال لى: «إنه قرأ مقالى» كل واشرب بـ322 جنيها، «25 أكتوبر الماضى» الذى أتعجب فيه مما قاله مسؤول بجهاز التعبئة والإحصاء بأن 322 جنيها تكفى لإنفاق الفرد طوال الشهر على الأكل والشرب.
قال لى المواطن الذى طلب منى أن أعتبره «أى واحد»: «بدون لف ودوران، أنا مدرس من 25 سنة ومرتبى 2650 جنيها شهريا، ومكافأة سنوية فى حدود 6 آلاف جنيه، يعنى لو قسمنا المبلغ على شهور السنة هيكون 500 جنيه لكل شهر، يبقى مرتبى 3آلاف و200 جنيه، ولا أعطى دروسخصوصية لأنى مدرس أنشطة، وعندى ثلاث أولاد فى مراحل التعليم المختلفة، جامعة وثانوى وإعدادى، ولا يوجد لى دخل آخر».
إنه يعيش فى معاناة دائمة بسبب قلة مرتبه مع احتياجات أسرته التى تتزايد يوميا بعد يوم مع كبر الأولاد وتزايد احتياجاتهم، بينما تكون الزيادة فى الدخل قليلة: «شوية جنيهات يدوب ملهمش لازمة»، هكذا يذكر المواطن الذى قدم فى كلامه فاتورة شاملة بمصاريف الشهر، فيها ثوابت هى، إيجار السكن وفواتير الكهرباء والمياه والغاز ودروس الأولاد، والباقى بعد ذلك يتم صرفه على 30 يوما، فيهم الأكل والشرب على 90 وجبة يوميا «فطور، غداء، عشاء»، ومصاريف مواصلات إلى العمل، ومصاريف يومية للأولاد، ولو حدث مكروه بإصابة أحد أفراد الأسرة بمرض يبقى عليه العوض.
ينتهى «المواطن» من كل هذا بأن مرتبه لا يتذكر منذ زمن طويل أنه يكفيه، لكن الظرف أصبح أكثر صعوبة الآن، ولم تكن مفاجأة فواتير الكهرباء التى زادت الضعف عليه هى الوحيدة، فأسعار كل شىء زادت فى حين أن مرتبه كما يقول: «يشهد استقرارا لا مثيل له».
يقول المواطن إنه ولمواجهة أزماته يقوم بتدوير السلف شهريا، أى يقوم بالسلف فى الثلث الشهير من الشهر، ثم يقوم بالسداد وقت تقاضى راتبه، وهكذا يعيش حياته على «سلف دائم».
تلقيت المكالمة منذ أيام، والسؤال: كيف سيكون حال هذا المواطن بعد تخفيض سعر الجنيه؟ وإذا كان هذا المواطن يتقاضى ما يزيد على ثلاثة آلاف جنيه، فهل يتذكر أحد أن هناك من يتقاضى 300 و200 جنيه شهريا.