يطوى الأمريكيون غداً الثلاثاء، صفحة باراك أوباما الذى تنتهى ولايته الثانية والأخيرة، ليختاروا ما بين المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، والمرشح الجمهورى دونالد ترامب، بعد صراع انتخابى هو الأشرس فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
هيلارى كلينتون تحيى جمهورها
وقبل أقل من يوم من بدء الاقتراع، منح مكتب التحقيقات الفيدرالية "FBI" المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون "قبلة الحياة"، بعدما برأها من الدفعة الأخيرة من تسريبات البريد الإلكترونى، مؤكدا أنها لن تواجه أى اتهامات فى هذا الشأن، وذلك بعد أيام من إعلان المكتب بدء التحقيق فى تلك التسريبات، الأمر الذى كان له تداعيات سلبية على المعسكر الديمقراطى، وتسبب فى تقدم المنافس الجمهورى دونالد ترامب فى استطلاعات الرأى للمرة الأولى من انطلاق مارثون الانتخابات.
وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالية أن الرسائل التى تم الإعلان عن اكتشافها مؤخرا على جهاز يخص هوما عابدين مساعدة كلينتون، ليس لها صلة بوزيرة الخارجية السابقة أو بالتحقيق الذى أجرى حول استخدامها "سيرفر" خاص وقت توليها الوزارة.
كلينتون وفى الخلفية جدول بـ"الأيام الحاسمة" فى سباق البيت الأبيض
فيما قال أعضاء فى الكونجرس الأمريكى إن مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى تمسك بتوصيته عدم ملاحقة هيلارى كلينتون فى قضية رسائلها الإلكترونية بعدما أطلع على كمية من الرسائل الإلكترونية الجديدة تسربت عبر مساعدة لها.
ورحب فريق حملة المرشحة الديموقراطية بقرار "إف بى آى" الذى جاء فى رسالة وجهها الأخير إلى أعضاء فى الكونجرس، الأمر الذى من شأنه أن يعزز موقف هيلارى كلينتون قبل يومين من الانتخابات الرئاسية.
وقالت شبكة سى إن إن الإخبارية الأمريكية، إن مدير "الإف بى آى" جيمس كومى قال للنواب إن وكالته لم تغير رأيها بأن هيلارى كلينتون لا ينبغى أن تواجه اتهامات بعد الكشف عن إيميلات جديدة.
كلينتون تداعب أسرة من السود فى أحد المطاعم
وذكرت سى إن إن أنه من المستحيل معرفة مدى تأثير ما فعله كومى، عندما أثار القلق قبل 11 يوما فقط من الانتخاب ثم التراجع قبل يومين، فقط على السباق. إلا أن هذا التطور يمكن أن يساعد كلينتون على وضع حد للجدل الذى عصف بها فى الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية والذى ساعد ترامب.
وفور إعلان مكتب التحقيقات عدم وجود صلة بين كلينتون والرسائل الإلكترونية، قفزت مؤشرات أسهم أسواق المال العالمية والدولار، مدفوعة بقرار عدم الملاحقة القضائية للمرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون فيما يتعلق بالفضيحة الجديدة الخاصة ببريدها الإلكترونى.
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال حقق مؤشر ستاندرز آند بورز 500 مكاسب 1.3% عن افتتاحه، الاثنين، ليكون فى طريقه لإنهاء أطول موجة هبوط له منذ 36 عاما. وارتفع مؤشر ستوكس أوروبا 600 بنسبة 1.2%، فى بداية التعامل، مدفوع بالبنوك وشركات الطاقة، فى حين تراجع مؤشر نيكى، البورصة اليابانية، بنسبة 1.6% بسبب ضعف الين.
ويعتقد العديد من المستثمرين أن فوز كلينتون برئاسة الولايات المتحدة سيعزز الأصول الخطر مثل الأسهم، على الأقل فى المدى القصير، كما أن وجود فترة من الهدوء فى الأسواق من شأنه أن يساعد فى بقاء الإحتياطى الفيدرالى فى المسار الصحيح لرفع أسعار الفائدة ديسمبر المقبل، مما يدعم الدولار.
وشهد مؤشر وول ستريت جورنال للدولار، الذى يقيس الدولار مقابل سلة من 16 عملية، إرتفاعا حيث حقق الدولار إرتفاعا 1.3% مقابل الين، و0.7% مقابل اليورو، و0.9% مقابل الجنيه الإسترلينى. فيما قفز البيزو المكسيكى ، الذى كان يميل للتحرك عسكيا مع إحتمال فوز دونالد ترامب بالرئاسة، بنسبة 2.2% مقابل الدولار.
المرشحة الديمقراطية مع كاتى بيرى
فى سياق متصل، قالت صحيفة واشنطن بوست فى تقرير لها إن الإسبان، وهم الأمريكيين من أصول مهاجرة ويتحدثون الإسبانية، سيصوتون بنسبة تاريخية فى الانتخابات الرئاسية المقرر إجرائها الثلاثاء، فى الولايات المتحدة للتعبير عن رفضهم المرشح الجمهورى دونالد ترامب.
وأوضحت الصحيفة، أنه فى ولاية فلوريدا، ذات الأهمية الخاصة فى سباق البيت الأبيض، وفى غيرها من الولايات فى كافة أنحاء البلاد، هناك مؤشرات مبكرة على أن الإسبان قد تم حشدهم فى هذه الانتخابات بشكل غير مسبوق فى التاريخ الأمريكى. وقامت مجموعة النشطاء وحلفاء كلينتون، مدفوعين إلى حد كبير بالمخاوف المتعمقة من دونالد ترامب، باستخدام استراتيجيات جديدة للتواصل مع الناخبين ويأملون الاستفادة من تنامى مشاركة الناخبين اللاتينيين.
وفى ولاية نيفادا، إحدى الولايات الحاسمة فى السباق الرئاسى، اصطف الناخبون أمام أحد مراكز التصويت المبكر، الأمر الذى أدى إلى مد ساعات التصويت ليتحقق فى النهاية رقم قياسى فى المشاركة فى التصويت المبكر فى الولاية.
كلينتون تحيى مؤيديها فى أحد الشوارع
وليس بالضرورة أن يكون التصويت المبكر مؤشر للنتائج النهائية نظرا لأن هؤلاء الذين شاركوا حتى الآن لديهم دوافع، وأن الانتخابات سيحسمها الملايين الذين سيصوتون يوم الثلاثاء. إلا أن بعض المحللين يقولون إن التصويت المبكر للاتينيين يعكس نسب الإقبال فى يوم الانتخاب.
فى المقابل، يتمسك المرشح الجمهورى دونالد ترامب بأمل الفوز بالانتخابات الأمريكية، بعدما تقدم قبل أقل من أسبوع للمرة الأولى على غريمته كلينتون فى استطلاعات الرأى. حيث قرر أن يمضى ليلة الانتخابات فى 8 نوفمبر مع أنصاره فى نيويورك وذلك بعدما حجز فندق خاص للاحتفال بـ"ليلة النصر" المنشودة.
الجمهورى دونالد ترامب فى احد المؤتمرات الانتخابية
وحذر مراقبون من احتمال وقوع أعمال عنف، بالتزامن مع انطلاق عملية الاقتراع، حيث سبق أن أعلنت مليشيات أمريكية مسلحة دعمها للمرشح الجمهورى دونالد ترامب، ومن بينها "حافظوا القسم" و"3%"، وهددت بالخروج فى مسيرات مسلحة حال خسارة مرشحهم الانتخابات.
وقال كريس هيل، أحد أفراد تلك المليشيات فى حوار سابق لـ"اندبندنت" إنه سيعمل على وقف أى قرار قد يجرد أى مواطن من الحق فى حمل السلاح النارى، فى إشارة إلى اقتراحات المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، مشيرا إلى أن انتخاب "ترامب" هو آخر فرصة لإنقاذ أمريكا.
ترامب
دونالد ترامب يحتضن العلم الأمريكى
ترامب ونظرة ثقة فى الفوز
ترامب على سلم الطائرة يحيى أنصاره