هل الداعون لهذه الثورة هم بالفعل غلابة ويعنيهم مساندتهم
هل الثورات قد أصبحت سلعة يمكن شراؤها، وتكون تحت الطلب عندما نحتاج إليها؟ وهل يوجد فى العلوم السياسية ما يسمى بالثورة المستمرة؟ فالثورة هى حدث وإن كان مفاجئاً لا تاريخ لها معلوم، ولا مكان لها معروف ولكنها حركة تنظيمية وظروف مواتية وفعل جماهيرى، فإذا كانت الظروف الموضوعية يمكن أن تستغل لمن يريد إحداث بؤر توترات وعوامل استفزاز والسعى إلى عدم استقرار مستغلاً تلك المشكلة الاقتصادية التى تراكمت عبر عقود، حيث تم ترحيلها وتراكمها وإسقاط أى حلول جذرية لها خوفاً من ردود الفعل الجماهيرية، نعم هناك اختلاف حول قرض صندوق النقد بكل ما يستتبعه من شروط أياً كانت من الصندوق أو من الحكومة حيث إن هذه الشروط من سيتحمل تبعاتها ويحصد نتائجها السلبية هو المواطن الفقير وغير القادر، نعم أن تعويم الجنيه قد جعله يفقد حوالى نصف قيمته مما يجعل القوى الشرائية له تفقد أكثر من هذه القيمة نظراً لحالة الجشع ونهم الاحتكار وتغلغل الفساد الذى يسيطر على المجتمع بكاملة، نعم أن عملية رفع الدعم عن السلع الاستراتيجية مثل الطاقة والكهرباء والمياه والغاز سيمثل عباً كبيراً على الدخول المتدنية. نعم لم يشعر المواطن الذى سيدفع ثمن فاتورة الإصلاح الذى سيتجرع الدواء المر وحده، حيث لا يوجد هناك عدالة فى توزيع الأعباء حتى الآن. نعم أن تزايد الديون الداخلية والخارجية وتفاقم عجز الموازنة هو همً ثقيل علينا وعلى الأجيال القادمة. نعم مطلوب وفوراً قرارات تشعر المواطن بالعدالة ليس فى توزيع المكاسب، ولكن فى تحمل الأعباء، فرفع الحد الأدنى إلى 1600 على الأقل وتطبيق الحد الأعلى للأجور أصبح واجباً، كما أن تخفيض حقيقى لبذخ الحكومة وتخفيض دخول الوزراء والمحافظين وأعضاء البرلمان صار ضرورة لا مناص منها، كما أنه لا إصلاح حقيقى للاقتصاد بغير إنتاج حقيقى يسد حاجة الداخل ويزيد الصادرات للخارج ليقلص عجز الميزان التجارى، ولا سياحة مستقرة بغير ممارسة لفن وصناعة السياحة، ولا استقرار للسوق بغير تطبيق القانون بحزم وحسم على الجميع ديناصورات الاستيراد وتجار العملة وسماسرة الأراضى قبل غيرهم، كل هذا وغيره كثير ولكن هل ونحن فى ظل هذه الظروف، التى يعمل الكثيرون على استغلالها، تحت اسم ثورة الغلابة 11/11 ؟. فهل هناك بالفعل ثورة؟ أى هل هناك تنظيم ثورى لديه خطة ثورية ويمتلك الآليات والقوة التى تجعله يستطيع أن يسيطر على السلطة بهدف التغيير للأحسن فى كل مناحى الحياة، وأولها حل المشكلة الاقتصادية؟ وهل لدى هذا التنظيم السرى الذى لا نعرفه خطوط اتصال وعلاقات تنظيمية وسياسية بالقاعدة الجماهيرية التى ستسانده وهى تثق أنه هو البديل المطلوب الذى سيحل مشاكل مصر؟ وهل الداعون لهذه الثورة هم بالفعل غلابة ويعنيهم مساندتهم أم هم لا يملكون غير الحسد والحقد والثأر وتصفية الحسابات مع النظام السياسى ومع السيسى تحديداً، ليس لكى يكونوا بديلاً له لأن هذا قد فات أوانه وانتفت أسبابه؟ هم يريدون هدم الوطن وإحداث الفوضى وتكرار ما حدث فى 28 يناير 2011، الذى مازلنا وسنظل نعانى نتائجه لسنوات قادمة، فهل، وبالرغم من الظروف القاسية التى يمر بها الوطن والمواطن، سيوافق من يريدون حلاً للمشاكل وحفاظاً على الوطن الذى لا نملك سواه ويصبون إلى استقرار حقيقى وتحقيق عدالة اجتماعية والوصول لدولة العدل، يمكن أن يوافقوا أو يشاركوا فى هدم الوطن؟ عندها سيضيع الحل ويتوه الأمل وتحل الفوضى، عارضوا النظام اختلفوا مع السيسى أسقطوا الحكومة اسعوا إلى المواقع الديمقراطية حاسبوا الفاسدين حافظوا على الغلابة فعلاً وعملاً ولكن الأهم أن نحافظ جميعاً مؤيد ومعارض على مصر «خدوا المناصب والمكاسب بس خلولى الوطن» الحل والأمل فى أن تكون مصر بالفعل لكل المصريين.