هذا الوقت لا يحتمل فيه الحياد. هذا الوقت يجب أن نعمل فيه على قلب رجل واحد، نعى الموقف الراهن جيدا، ندرك المخاطر التى تمر بها المنطقة بأثرها ومدى تأثير ذلك علينا. لا مجال لإضاعة الوقت والانحراف عن مسار بناء الدولة المصرية الحديثة بكل ما يحمل ذلك من تحديات جسام.
وبين الحين والآخر يخرج علينا الدكتور محمد البرادعى ببعض الكتابات التى تحتوى على العديد من الإشارات والعبارات مقصودة الأهداف، فى محاولة يائسة منه لتغيير المشهد السياسى فى جمهورية مصر العربية، ودعونى أفترض جدلا أن الدكتور محمد البرادعى شخص وطنى وأتنازل عن رؤيتى له كمعول هدم استخدم فى كل الأوقات الحاسمة ضد مصالح جمهورية مصر العربية. دعونى أتجاهل أيضا تصريحه الأخير بعد هجوم "زقدان" الإرهابى، والذى راح ضحيته اثنا عشر شهيدا من خيرة أبناء الوطن، هذا التصريح الذى تنسى فيه عن عمد الترحم على الشهداء ولم يدين بشكل صريح ومباشر الفعل الإجرامى الذى ارتكبه أعداء الوطن والمتربحين من زعزعة استقراره. لم تحمل أى من كتابات الدكتور محمد البرادعى يوما أى موقف متضامن مع وطنه فى الأوقات بالغة الدقة، وكان تجاهل معطيات المجتمع المصرى، وأزماته التى تفاقمت منذ اليوم الأول للثورة هو الثمة المميزة، لم يتم تقديم أى حلول واقعية لمشكلات وأزمات المجتمع المصرى. وبعد ثلاث سنوات من الصمت اختار الدكتور محمد البرادعى هذا التوقيت الحساس للحديث عن ثورة الثلاثين من يونيو، وأحداث فض اعتصامى رابعة والنهضة، والحقيقة أنه لم يدخر جهدا فى دعم أعداء الوطن، بل لم يدخر جهدا فى الدفاع عن الجماعة الإرهابية.
إن قراءة البيان الأخير للدكتور محمد البرادعى والذى جاء على غير العادة بما يزيد عن المائة وأربعين حرفا والذى يتبرأ فيه من معرفته بتفاصيل ثورة الثلاثين من يونيو 2013 وما احتواه من تجاهل متعمد لوقائع لا يمكن إنكارها، فالواقع أن الجماعة الإرهابية هى أول من انقلبت على الديمقراطية، وهددت بنشر الفوضى، وتجاهلت كم الإنذارات التى وجهت للجماعة، تجاهل الدكتور محمد البرادعى حالة الصلف الذى أصاب أفراد تلك الجماعة عقب وصولها للحكم، تجاهل خروج الملايين من المصريين للمطالبة باستعادة الدولة المصرية من خاطفيها.
ويأتى بعد ذلك كله ليتبرأ من رد الفعل الطبيعى الوحيد ضد التهديد والترويع والحرق والعنف الممارس فى رابعة والنهضة وقبلها، وبعدها فى سيناء وضد الكنائس فى صعيد مصر وفى الشوارع وتفجيرات الكمائن.
مع من يريدنا الدكتور محمد البرادعى أن نقف؟!، مع من يريدنا أن نتسامح؟!، لقد نسى عن عمد فى خضم سرده لوقائع من وحى خياله من كان للمصريين سوى جيشهم ليكون كما عهد المصريون به دائما درعا يحمى ويصون أبناء هذا الوطن. لا أعرف لماذا لا يوجه الدكتور محمد البرادعى وأبناء مدرسته نقدهم لقيادات التيارات الفكرية المتطرفة التى هددت وروعت وحرقت وقتلت.
وفى اعتقادى أن ما جاء بالبيان لا يحمل البراءة كما يدعى البعض، فالرجل يحاول زرع فكرة التصالح مع جماعات الدم والعنف، باعتباره الحل الوحيد، ولقد كشف البيان خبث النوايا ومن يعمل ضد الوطن ولا شك أنه من الجيد أن ينزع الدكتور محمد البرادعى قناعه الأخير الآن، ليعلم الجميع من يتربص بمصر وأمنها، وخلاصة هذا البيان هو محاولته الواهمة للبحث عن دور جديد من خلال إعادة التواصل مع الجماعة الإرهابية.
حفظ الله مصر، وحماها من كيد كل كائد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة