تمنيت أن يكون خبر سفر وزير البترول المهندس طارق الملا إلى إيران صحيحا، خبر السفر أذاعته وكالة رويترز، يوم الجمعة الماضى وأسرعت مصر بنفيه جملة وتفصيلا، وفى نفس اليوم أعلنت شركة أرامكو إيقاف توريد شحناتها البترولية إلى مصر، خلال نوفمبر الجارى للمرة الثانية بعد وقفها الشهر الماضى.
مهما تحدثت «أرامكو» عن عوامل اقتصادية أو فنية كأسباب لإلغائها توريد الشحنات البترولية إلى مصر، فإن «السياسة» هى الأصل فى الموضوع، ومع ذلك فإنه وبفرض التسليم بصحة أن هناك أسباب خاصة باقتصاديات الشركة دفعتها إلى موقفها المفاجئ نحو مصر، بما يعنى أنها تبحث عن مصالحها الخاصة، فلماذا يكون اللوم على مصر لو تعاملت أيضا بمنطق مصالحها الخاصة؟ ولماذا يكون اللوم عليها لو بحثت عن احتياجاتها البترولية عند إيران؟ والسؤال الجامع لكل ذلك هو: «لماذا تبقى العلاقات المصرية الإيرانية على هذا النحو من البرود وعدم الجرأة فى اقتحامها بأفق سياسى يختلف عما ساد من قبل».
والمعروف أن العلاقات المصرية الإيرانية تخضع لعوامل إقليمية ودولية، غير أن هناك من يريد لها أن تبقى على حالها المريض، واللافت أن هذا يحدث بينما تودع دول العالم الكبرى أسباب تجميد علاقاتها مع إيران فى متحف التاريخ، وبعد ثورة 25 يناير ذهبت التوقعات إلى إحداث خلخلة فى جمود علاقات طهران والقاهرة، لكن وبكل أسف بقيت الأمور دون تقدم جوهرى، يقوم على فتح المجال لعلاقات كاملة بين البلدين يسودها الاحترام المتبادل.
قطع العلاقات بين البلدين أدى إلى وجود أجواء غير طبيعية، استغلها البعض لتأجيج القضايا المذهبية متمثلا فى صراع الشيعة والسنة، وتطفو هذه القضية تحديدا على السطح كلما بقيت التوترات السياسية على حالها، ونحن فى غنى عن هذا النوع من الصراعات المذهبية التى تسيل دماء بسببها، وتخدم أجندة قوى الإرهاب التى نكتوى بها ونحاربها على كل الجبهات، ويسقط فيها شهداء أبرار من الجيش والشرطة.
هناك بالطبع تحديات أمامنا تتمثل فى العلاقات مع دول الخليج، وهى علاقات لا يمكن التفريط فيها مهما كانت الخلافات بيننا وبينهم، والدعوة إلى ضرورة تقدم العلاقات المصرية الإيرانية لا تعنى من بعيد أو قريب أن تكون على حساب هذه العلاقات، غير أن «درس أرامكو» لا يجب أن يمر مرور الكرام.
عدد الردود 0
بواسطة:
****** أحفاد الفراعنه ******
الله ينور عليك, عين العقل..
ولكن السياسه ليست السبب الرئيسى , وهناك سبب رئيسى أهم وأنت تعرفه , ألأهم أن تاريخ مصر وحضارتها التى تمتد لأكثر من7000 عام لن يسمح لها بأن تكون تابع لأى دوله فى العالم.