سعيد الشحات

حلب وما بعدها

الخميس، 01 ديسمبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى 24 ساعة استطاع الجيش العربى السورى أن يغير بشكل كبير الوضع على الأرض فى مدينة حلب، وذلك بتحرير نصف الأراضى التى احتلها الإرهابيون خلال السنوات الأخيرة فى الجزء الشرقى من حلب، حسب تأكيد وكالة «إنترفاكس الروسية»، نقلا عن المتحدث باسم وزير الدفاع الروسى.
 
الانتصارات التى تتحقق فى حلب ستترك نتائجها على المنطقة بالكامل، ففوق أنها ستؤدى إلى هزيمة قوى الإرهاب التى تدنس أراضى سوريا، فإن الهزيمة الكبرى ستكون للأطراف الإقليمية والدولية التى ساندت هذه القوى، فهل ستتقبل هذه الأطراف الموقف الجديد، أم أنها ستعمل من أجل مزيد من النار هناك؟
 
لو أعدنا قراءة حوار وزير الخارجية القطرى الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثان، لوكالة رويتر، فسنجد فيه شعورا كبيرا باليأس وصل به إلى حد القول بأن بلاده ستسلح الميليشيات السورية حتى إذا أنهى الرئيس الأمريكى ترامب الدعم الأمريكى لها، وأعلن صراحة عن نوعيات السلاح الذى ستزوده لهذه الميليشيات ومنها الصواريخ التى يتم إطلاقها من على الكتف، وذلك بزعم «مواجهة الطائرات الحربية السورية والروسية».
 
ويؤكد هذا الكلام أن هناك من يصمم على جعل الأرض السورية تحت رحمة الإرهاب، وذلك بالإعلان صراحة عن إدخال السلاح للميليشيات المسلحة التى يطلق وزير الخارجية القطرى عليها وصف «المعارضة» ولا يجرؤ على الاعتراف صراحة بأنها «داعش» و«النصرة» وغيرهما من التكوينات الإرهابية الأخرى، وكما قلنا سابقا فإنه فى حال رفعت أمريكا يديها عن هذه القوى الإرهابية فلن تستطيع قطر فعل شىء، لأنها ببساطة لا يمكنها أن تغرد خارج السرب الأمريكى.
 
حال الأطراف الإقليمية بعد حلب، إن استكمل الجيش السورى انتصاراته، سيكون حال المهزوم فى أى حرب راهن وبكل قوة على الانتصار فيها، وأنفق مليارات الدولارات تحت زعم أن باب النصر سيتم فتحه قريبًا له، وأن كل المنطقة سيعاد رسم خرائطها وفقا لإرادته، ولهذا قد نجد عمليات إرهابية أكثر تدعمها هذه الأطراف من باب انتقام المهزوم من المنتصر، وبالطبع فإن المنتصر لن يكون الجيش العربى السورى فقط، وإنما كل الذين يقاومون الإرهاب، وكل الذين دعموا الجيش العربى السورى، ومصر ليست بعيدة عن هذا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة