"هروب الأزواج" آفة تضرب الأسرة المصرية.. زوجات يقصصن حكايات فرار أزواجهن من المسئولية.. والأعباء الاقتصادية تخلف 3 مآسى أسرية.. ورجال: اللى يعمل كده ميبقاش راجل.. والطب النفسى يضع الحلول فى يد المرأة

الأحد، 11 ديسمبر 2016 04:06 ص
"هروب الأزواج" آفة تضرب الأسرة المصرية.. زوجات يقصصن حكايات فرار أزواجهن من المسئولية.. والأعباء الاقتصادية تخلف 3 مآسى أسرية.. ورجال: اللى يعمل كده ميبقاش راجل.. والطب النفسى يضع الحلول فى يد المرأة خلافات زوجية - أرشيفية
كتبت أمانى الأخرس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وفق ما يظن البعض فإنه ربما أن يكون السبب الرئيسى وراء فشل الأزواج فى إقامة حياة سعيدة مع زوجاتهم هو الأوضاع الاقتصادية، التى تجعل الحياة صعبة وتحولها إلى جحيم، وفى هذا الإطار تعددت البلاغات فى أقسام الشرطة التى تفيد بتغيب الأزواج عن المنازل، مما يجعلها قضايا متعلقة بهروب نسبة من هؤلاء الأزواج لعدم قدرتهم على تحمل المسئولية وتلبية احتياجات أسرهم، حتى أصبح هناك أسر كثيرة بلا عائل، وباتت الزوجة أو ربة المنزل "معلقة الحال" لا تعرف إن كانت متزوجة أم مطلقة، أو حتى أرملة.

 

وفى هذا الصدد نقدم لكم بعض النماذج التى روت قصصها مع هروب أزواجهن، ففى البداية قالت "س.ح" 35 سنة، ربة منزل وتعيش بمنزل بسيط بمنطقة باب الشعرية، إن زوجها اختفى وتركها منذ ستة أشهر، وبحثت عنه فى كل مكان وأبلغت الشرطة ووجهت نداء إنسانيا أيضا من خلال ملصقات لكل من يتعرف عليه بالاتصال بها، مؤكدة أنه هرب وتركها تتحمل مسئولية 5 أبناء فى مراحل التعليم المختلفة بعد أن عجز عن الوفاء بالتزاماتهم المادية.

 

وبالمقابل روت "ص.م" 31 سنة ربة منزل ومقيمة بمنطقة إمبابة، قصتها مشيرة إلى أن زوجها اختفى وتركها منذ عدة سنوات، وبعد عناء شديد من البحث عنه، قامت بإبلاغ الشرطة، مؤكدة فى محضرها أن زوجها تركها تتحمل مسئولية 3 أطفال فى مراحل تعليم المختلفة لعجزه عن تحمل مسئوليتهم، ومنذ رحيله لم تستطع توفير الاعتمادات المالية لأبنائه، وتركها تصارع الحياة وحدها.

 

وفى شبرا نجد "م.ع " التى قالت لـ"اليوم السابع": "لا أعلم إن كان زوجى هرب أم تغيب لسبب آخر ولكن ضغوط الحياة اليومية جعلت منا غرباء داخل المنزل الذى نعيش فيه منذ عدة سنوات، عبء الحياة جعلنا نعيش دون مشاعر وخصوصا أنه لدينا 4 من الأبناء يحتاجون الرعاية الصحية والتعليم وتكوين مستقبل مشرق، وظهرت على زوجى فى السنوات القليلة الماضية علامات اليأس من تلبيه احتياجات الأسرة وأصيب باكتئاب حاد جعله يطالبنى بعدم عرض أى مشكلة منزلية عليه أو عرض أى طلب من احتياجات الأبناء عليه وأعيش إن لا أعرف إن كنت مطلقة ولا متزوجة".

 

واختلفت آراء بعض الأزواج الذين علقوا على تلك الظاهرة، حيث قال سامى كمال 32 سنة ميكانيكى: "من يهرب من زوجته ومن تحمل مسئولية منزله ليس رجلا فهو يفتقد لمعنى الرجولة، فيجب على الرجل أن يتحمل المسئولية ولو لم يكن على قدرها لا يفكر فى الزواج من الأساس، فالزوجة والأسرة أمانة فى رقبة كل زوج سيسأله الله عز وجل عنها فى يوم القيامة، والمشاكل لا يكون حلها بالهرب، ولكن بالمواجهة والنقاش".

 

أما محمد خليل 28 سنة موظف فقال: "لماذا يهرب الرجل بينما الله سبحانه وتعالى أحل لنا الطلاق فإذا لم يستطع الرجل توفير احتياجات زوجته ولم يستطع مواجهة المشاكل فعليه أن يفكر فى الانفصال، فهو أهون كثيرا من الهروب، فهو يدمر حياته وحياة أسرته بهذا الهروب غير المبرر".

 

أما عن آراء بعض الزوجات فى تلك الظاهرة فتقول صباح عبد الحميد 38 سنة ربة مدرسة وتقيم بمدينة السلام: "الزوج الهارب لا يستحق أن تبحث عنه زوجته ولو تعرضت لذلك سألجأ للمحكمة من أجل الطلاق فقط، لأن زوجى فى هذه الحالة ليس الرجل الذى يمكن أن أعيش معه، لأنه غير قادر على المسئولية، فيعطنى حريتى ويهرب كيفما يشاء ولكن لا يتركنى معلقة، ويجب أن يحمينا القانون من تلك الظاهرة".

 

وتقول منال سعيد 31 سنة ربة منزل مقيمة بمنطقة الدقى: "يجب على الزوجة أن تتأكد أولا أن هذا الزوج هارب وليس غائبا لسبب آخر، فمن الممكن أن يكون وقع له أى حادث، وإذا أيقنت أنه هارب فعليها أن تفضحه فى كل مكان، ليعلم الجميع أنه ليس رجلا، حتى يفقد احترامه لنفسه، وإذا عاد إليها لا تقبل استمرار الحياة معه، لأن من يهرب مرة يستطيع الهرب مرات عديدة".

 

وفى نفس السياق كان لرأى الطب النفسى رأيا مفصلا، حيث أكدت حنان الشاذلى، أستاذ علم النفس، أن هناك رجل ينصاع لتلبية رغبات الآخر دون مناقشة أو اعتراض بأحاسيس شديدة للمسئولية، ولكن نتيجة لذلك ربما لا يجد اهتماما من الآخر لأنه تعود أن يقوم بكل شئ دون مساعدة من أحد فإذا ما زادت الضغوط شعر بوحدة وإحساس بعدم القيمة من الآخرين، فيفضل القوقعة بعيدا عن الطرف الذى أهمله ولم يقدر مجهوده ويتحول العطاء عند هذا الرجل إلى شعور بالاحتراق النفسى الذى يفضّل فيه أن يبتعد عن الضغوط بعدما شعر بأنه يعيش تعيسا ميتا لا يستمتع بأى شىء، وهناك رجل اخر وهو العنيد الأنوى، الذى لا يفكر فى مصلحته واحتياجاته وإذا ما وضع فى مأزق مطالبا بتحمل المسئولية فضل أن يهرب بعيدا مبررا ما يسلكه بأشياء غير واقعية.

 

وتشير "الشاذلى" إلى أن الزوجة إذا لعبت الدور المستمر بلوم الزوج وإشعاره بأنه مقصر مهما بذل، فإنه سيشعر بالإحباط المستمر لعدم التقدير ربما يجد مبررا للهروب من هذا النقد واللوم المستمر، ولكن إذا تمتع الزوجان بقدر عالى من الرشد لاستطاعا أن يتقربا فى وجهات نظرهما، بحيث تصبح العلاقة ودية ندية يحظى الطرفان فيها بالاحتواء والاحترام والحب غير المشروط هنا تنجح العلاقات وتصح نفسية الأبناء.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة