أحمد إبراهيم الشريف

ثقافة الإرهاب «3»

الأربعاء، 14 ديسمبر 2016 06:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تقول وكالات الأنباء، إن رجلا طعن راكبا فى قطار بمحطة بجنوب لندن، ثم لاحق الناس صائحًا «أريد أن أقتل مسلمًا» وظل الرجل يهتف بهذه الجملة فى الشوارع نحو 15 دقيقة، حدث ذلك يوم الاثنين الماضى.
 
يستطيع المتخصصون المعاصرون وعلماء الاجتماع أن يجيبوا عن سؤال.. هل أصبح العالم طائفيا بشكل أكبر من المتوقع فى الفترة الأخيرة ؟ وأعتقد مما نراه أن إجابتهم ستكون «نعم»، أصبحنا نعيش سنوات مؤذية ممتلئة بالطائفية، فى العالم كله، فمنذ سنوات مضت كانت الطائفية وكراهية الآخر صفة تطارد الأنظمة السياسية، بينما كانت درجة التسامح بين الشعوب مرتفعة جدا، اليوم بسبب الحوادث الإرهابية المتكررة، أصبحت الشعوب لا تقل قلقا ورعبا عن مؤسساتها.
 
بالطبع انتشار التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم داعش ورفاقه فى المنطقة العربية والإسلامية وما قاموا به من تفجيرات فى الغرب أشعل الكراهية فى العالم كله، وبالتأكيد ما حدث فى الكنيسة البطرسية من قتل النساء والأطفال سوف يلقى بظلاله فى العالم كله على المسلمين، ويؤكد، عند الكثيرين، أن دين المسلمين عنيف بطبعه، وبالتالى سنجد فى الخارج هجمة شرسة على الدين الإسلامى، وهنا نقول للمسؤولين ولرجال الأزهر، لن يفيد الكلام والحديث والتبرئة، لكن يفيد العمل والحركة ونسف المناهج التعليمية القديمة، والبدء بخلق إنسان معاصر لا يعيش فى الكهف، كما أكد الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق، فى تصريحات له عن الأزمة.
 
عزيزى القارئ، هل تتخيل أن هناك الكثيرين الذين شغلوا أنفسهم بعد الحادث الإرهابى الأليم الذى راح ضحيته نحو 25 إنسانا من النساء والأطفال الرضع والبنات الصغيرات الحالمات بالفرحة، بالإفتاء هل هم شهداء أم لا؟!، ونشروا آراءهم الممتلئة بالجهل والغباء على صفحات التواصل الاجتماعى، يرون أن المسيحيين ليسوا شهداء، لأنهم ليسوا على ديننا، وليسوا أخوة لنا.
 
وطبعا العيب ليس على هؤلاء فقط، لكن على من علمهم ذلك، وأفتى لهم به، ولم يخرج من كهفه القديم، ولا يعرف شيئا عن حرمة الدم الإنسانى، العيب على من يظن نفسه يملك رحمة الله، فيتصرف بدلا من العزيز الرحيم، فيمنح الشهادة لمن يشاء ويسلبها ممن يشاء.
 
لدينا أزمة كبرى المفروض أن نتدخل لحلها، لا أن نكون فى موقف المتفرج على «مصيبته» وتأخذنا العزة بالإثم، ونظن بأننا ضحايا للعالم المتربص بنا ونحن مسكونون بالبراءة فقط، نحن أيضا مخطئون، ومطالبون بوقفة حقيقية مع أنفسنا شعوبا ومؤسسات، قبل أن يضيع كل شىء، ونجد كل مختلف معنا يردد فى شوارع الدنيا «أريد أن أقتل مسلما». 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة