جميعنا يعرف المقولة الشهيرة (Ladies First) ، أى النساء أولاً، فأى رجل يعتبر نفسه جنتلمان دائمًا، يُقدم المرأة على نفسه، ويعتبر هذا من أهم أدوات الإتيكيت، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أن أساس هذه المقولة لا علاقة له على الإطلاق بالإتيكيت.
فقصة هذه العبارة الشهرية تعود إلى إيطاليا فى القرن الثامن عشر الميلادى، حيث كان هناك شابًا من إحدى الأسر الغنية فى إحدى مقاطعات إيطاليا وقع فى حب فتاة من أسرة أقل منه فى المستوى المعيشى والطبقات التى ينتمى إليها كل منهما، فاتفق الاثنان على الزواج، ولكن الشاب لقى معارضة شديدة من قبل أسرته والتى اضطرت لتهديده بعدم مباركة هذا الزواج.
وازدادت الضغوط على الشاب والفتاة، فقررا ألا يُفرقهما سوى الموت وخوفًا من أن يفترقا، وقررا الانتحار، فتوجها إلى صخرة عالية جدًا ومُطِلّة على البحر، وعندما قررت الفتاة القفز أولاً منعها الشاب من القفـز؛ لأنه لا يستطيع أن يراها تموت أمامه، وقرر الشاب أن يقفز أولاً، وبالفعل قفز الشاب وسقط ومات، فما كان من الفتاة عندما رأت هذا المنظر إلى أن غيرت رأيها وغدرت بالشاب وعدلت عن مرافقته إلى الموت، وعادت إلى البلـدة وتزوجت من شخص آخر من طبقتها، وخانت حبيبها الذى ضحى بنفسه من أجلها، وعندما علم أهل القرية بذلك، قرروا أن تكون النساء أول من يبدأ بالأعمال، وظهرت مقولة: "السيدات أولاً" .
والواقع أن أساس القصة يؤكد أنه لا صلة له بالإتيكيت، ولكننا نجحنا فى أن نُحول المعنى السيئ لهذه المقولة إلى معنى جميل يعطى المرأة حقها فى المجتمع ويجعلها متميزة، ولكن السؤال، هل لو علم الرجال بأصل هذه المقولة سيظلون يُبدون المرأة ويميزونها ويجعلونها أولاً، أم أنهم سيجعلونها تبدأ بكل ما فيه مخاطرة ومجازفة أولاً ! .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة