مسلسل العصيان عرض مستمر فى السودان.. موجة غضب مدنى ثانية تقترب من الخرطوم يوم الاستقلال.. المعارضتان السلمية والمسلحة تجتمعان على المشاركة الاثنين المقبل.. والنظام: لن نسقط بـ"الكيبورد"

الجمعة، 16 ديسمبر 2016 01:43 م
مسلسل العصيان عرض مستمر فى السودان.. موجة غضب مدنى ثانية تقترب من الخرطوم يوم الاستقلال.. المعارضتان السلمية والمسلحة تجتمعان على المشاركة الاثنين المقبل.. والنظام: لن نسقط بـ"الكيبورد" الرئيس السودانى عمر البشير
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

موجه جديدة من العصيان المدنى تستعد لها المعارضة السودانية تربك حسابات النظام السياسى وتقلق الرئيس عمر البشير، خاصة بعد إعلان أغلب قوى المعارضة وحتى الجماعات المسلحة عن تضامنها مع دعوات العصيان الذى ينطلق الاثنين المقبل زامنا مع ذكرى إعلان الاستقلال.

 

هذه الموجه تأتى عقب أقل من شهر على الموجة الأولى من العصيان فى نهاية نوفمبر الماضى بسبب مجموعة من القرارات الاقتصادية التى أطلقتها الحكومة وأدت إلى ارتفاع أسعار السلع والوقود، وقدرت الأوساط السياسية نجاح العصيان المدنى الأول بنسبة تتراوح من 30 إلى 40%، مما شجع السياسيين على تكرار التجربة ولكن بتنظيم أكثر من سابقتها، ولذلك عمد ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعى إلى الترويج لدعوات العصيان المدنى مبكرا.

 

تحرك المعارضة لحشد الدعم والتأييد الشعبى للمشاركة فى العصيان المدنى الذى وصفة النشطاء السودانيون ببداية الثورة تم على أكثر من مستوى، حيث سارعت قوى المعارضة المسلحة والسلمية إلى تنظيم صفوفها الداخلية عقب إعلانها تأييد العصيان ودعت قواعدها للانخراط فيه وتنظيم نفسها.

 

واجتمعت قوى نداء السودان المشكلة من عدد من الأحزاب السودانية فى مقدمتها "حركة تحرير السودان" و" العدل والمساواة" و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" و"حزب الأمة"، وقررت دعم العصيان بكافة مكوناتها بالخرطوم والقيام باتصالات مباشرة مع مكوناتها فى الخارج، لبحث توسيع قاعدة العمل الجماهيرى المتصاعد ضد النظام.

 

وحاول التحالف استمالة قوات الجيش والشرطة تحسبا لعمليات عنف، وأكد التحالف أنه ليس بينه وبين القوات السودانية بكافة أشكالها عداء مبدئى وأنهم جميعا من صلب هذا الشعب، ويتوجه إليهم بالدعوة لاحترام خيارات الشعب السودانى والانحياز إلى جانبه للعمل سوياً ضد أعداء الانتفاضة.

 

المفاجأة فى الأحزاب المؤيدة للعصيان أنها لم تقتصر فقط على المعارضة بل إن حتى حلفاء الحكومة انقلبوا عليها، حيث دفعت قيادات فى "الحزب الاتحادى الأصل" (أكبر حليف للحكومة) ببيان يدعو جماهيره الواسعة للالتفاف حول العصيان، والعمل على إنجاحه عبر المشاركة فيه بفعالية.

 

أما الخطوة الثانية فى اتجاه دعم العصيان تمثلت فى بدء كتّابٌ سودانيين ومحللين، فى استغلال المنابر الإعلامية المتاحة لهم للترويج لفكرة العصيان المدنى وتشجيع الجميع على المشاركة، وتعديد مساوئ النظام وتطمين الشعب بأن أى تحركات ستكون سلمية وأن الجميع لجأ لفكرة العصيان المدنى لتجنب التظاهر، وما سيقابله من عنف نظامى، كما حدث فى أحداث 2013 المشابهة وأدت إلى سقوط مئات القتلى.

 

أما الخطوة الثالثة، فتتمثل فى تكوين لجان العصيان فى مختلف الولايات السودانية، وتكثيف الدعوة له، ومن أبرز الولايات التى اعلنت مشاركتها فى العصيان المدنى كما أكد "راديو دبنقا" ولاية سنار وكردفان والبحر الأحمر التى أعلن نشطاؤها السياسيون أن أنشطة مكثفة هذه الأيام تصب فى دعم وتأييد العصيان، وفى شرق السودان أكدت الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة دعمها وتأييدها للعصيان المدنى، وطالبت المواطنين بالعمل الجاد من أجل نجاح العصيان المدنى، موضحة أن خلاص البلاد فى ذهاب النظام الحالى.

 

ليس الدعوة للعصيان فحسب بل ذهبت أحلام المعارضة السودانية إلى الترتيب لمرحلة ما بعد النظام الحالى، حيث اقترح "حزب الأمة" المعارض، بقيادة الصادق المهدى، عقد مؤتمر جامع للمعارضتين، المسلحة والسلمية، خارج السودان، للاتفاق على ترتيبات الفترة الانتقالية ما بعد إسقاط نظام الخرطوم، ولوضع برنامج إقليمى ودولى لشرح الموقف الداخلى، وصولًا لمحاصرة النظام وإكمال السياسات البديلة، ودعا الحزب، فى بيان له، نقله موقع سودان تربيون، للانطلاق نحو الثورة والتغيير، بعد تعنّت النظام فى الاستجابة للتسوية السياسية.

 

فى المقابل، استشعر الحزب الحاكم خطورة العصيان المعلن، ولجأ إلى تكثيف توزيع منشورات حملت صورة الرئيس البشير، مع كلمات تعظم من أهمية الاحتفال بأعياد الاستقلال، والعمل على استقرار البلاد، وأخرى تحذر من الانجرار خلف العصيان، باعتبار أن البديل سيكون الحركات المسلحة، وبدأت فى نشر عبارات على شاكلة "أنا سودانى ضد حركات التمرد وضد العصيان المدنى".

 

كذلك ظهر الرئيس السودانى أكثر توجّسًا عن ذى قبل، وبدا ذلك جليًا فى خطابه الذى ألقاه منذ أيام ونقلته التليفزيونات السودانية أمام حشد من مدينة كسلا شرق السودان، حيث قال "سمعنا خلال الأيام الماضية من أناس يتخفون خلف الكيبورد، دعوة إلى إسقاط هذا النظام"، "إذا أردتم إسقاط النظام واجهونا مباشرة فى الشارع، ولكنى اتحداكم أن تأتوا إلى الشارع، نعلم أنكم لن تأتوا لأنكم تعلمون ما حدث فى السابق"، مؤكدا أن "هذا النظام لا يمكن إسقاطه بواسطة الكيبوردات".

 

ويبقى أمام يوم الاستقلال السودانى الذى يراهن السياسيون على أن يكون يوم جديد للاستقلال ثلاث أيام، سيتم خلالها حشد كل طرف لاتباعه فالمعارضة تحشد صفوفها والرئيس يوحد مؤيديه، إلا أن النقطة الفصل فى إنجاح أو فشل أى تحرك ضد النظام السودانى هو الشعب السودانى .










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة