قرأت لك.. "السلام فى الفكر الإسلامى والغربى"

الأحد، 18 ديسمبر 2016 07:09 ص
قرأت لك.. "السلام فى الفكر الإسلامى والغربى" غلاف الكتاب
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"جاء الإسلام الذى تنبثق كلمته من السلام لتطبيق ونشر الأمن والسلام أولاً فى ضمير الفرد ثم فى محيط الأسرة، ثم فى وسط الجماعة وأخيراً فى الميدان الدولى بين الشعوب والأمم.. وفكرة الإسلام فكرة عميقة أصيلة تتصل اتصالاً وثيقا بطبيعته وفكرته عن الكون والحياة والإنسان"، بتلك الكلمات بدأت الدكتورة ناهد الخراشى، مقدمة كتابها "السلام فى الفكر الإسلامى والفكر الغربى".

 تقول المؤلفة إن هدفها من الكتاب هو الرد على الاتهامات التى تطول الإسلام من خلال مفهوم السلام وأنه طبيعة جاء بها الإسلام كرسالة وهدف وعمل وسلوك قبل أن تعرفه الأمم، على حد وصفها.

واستعانت "الخراشى" فى دراستها بنظرية الفليسوف الألمانى الشهير "كانط" إذ أعلن فى كتابه "فروض عن بداية تاريخ الإنسانية" أن أكبر شر يصيب الشعوب المتمدنة، هو دوام الاستعداد للحرب"، مؤكدة أن الخوف من الحرب أمتن ضمانة ودافع للاستبداد"، مطالبة أيضا بضرورة إلا يكون المجتمع همجيا، مما يتيح للفرد أن يمارس حريته وغايته الأخلاقية.

وفى "السلام فى الفكر الإسلامى" تتناول "الخراشى" موقع ذكر كلمة السلام ومعانيها المختلفة، فتذكر أن القرآن الكريم ذكر فيه تلك الكلمة 44 مرة، فما ذكرت فى 240 موضع فى كتب السنة النبوية الشريفة.

كما تستند الكاتبة فى بحثها إلى كون السلام اسما من أسماء الله الحسنى- بحسب المعتقد الإسلامى- حيث تقول: "السلام والقدوس اسمان لله تعالى، ومعناهما متقاربان، فإن القدوس مأخوذ من قدس بمعنى: نزهه وأبعده عن السوء مع الإجلال والتعظيم.

 

وترى الكاتبة أن للسلام حكم منها "أنه شعار الأمة، وسبب للمحبة والإخاء بين الناس، دليل وحدة الأمة، وسبب لحصد الحسنات، وسبب لدخول الجنة"، مستندة فى تأويلها لحديث عن النبى محمد: "لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شىء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم".

 

وفى "فلسفة السلام فى الإسلام" ترى الكاتبة أن جوهر الإسلام يرتكز على حقيقة واضحة وهى كونه دين سلام حيث تقول "تقوم قاعدة الإسلام على حماية الإنسان من الفزع والخوف والقلق والاضطراب والحرص على حمايته والحفاظ على حقوقه المشروعه فى الأمن والسكينة والاطمئنان"، لكن الكاتبة تؤكد كل تلك المظاهر المحققة للسلام، تأتى كلها من مركز القوة، فبدون القوة يتحول السلام لاستسلام، مع تأكيدها على أن الإسلام ذو نظرة متكاملة تحقق المرونة والحيوية والقدرة على التلاؤم مع كل زمان ومكان.

 

وحول "نظرة الغرب إلى الإسلام" تقول الكاتبة: "على مر العصور كانت نظرة الغرب إلى الإسلام أنه يشكل خطرا كبيرا يهددهم مما جعل هدفهم السيطرة والهيمنة على ذاتية الحضارة الإسلامية وفقدانها منظومتها القيمية التى تؤثر بشكل مباشر على المجتمع مما يهدد سلامه واستقراره الأمنى".

 

وتستدلل "الخراشى" على كلامها بالوضع العالمى، بعد أحداث 11 سبتمبر، والتى ترى أن الأحداث شهدت تعرض العالم الإسلامى إما للغزو أو للحصار، بعد تلك التاريخ، مشيرة أن كل تلك الأحداث هى المهدد الحقيقى للسلام العالمى، والتى ترى أنه لن يتحقق إلا عن طريق محورين هما "استعادة الثقة بين الإسلام والغرب، والتفاعل الحر مع الغرب"، موضحة أن المواطن فى الغرب يشعر بالتهديد من جانب المسلمين ولمعالجة ذلك لا بد من اللجوء للحوار بدلا من العنف والتركيز على القواسم المشتركة بين الجانبين، إضافة إلى الانفتاح والتفاعل مع الآخر مع الحفاظ على الخصائص الذاتية الحضارية".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة