منزعجون لأن تصريحات أمين عام مجلس التعاون الخليجى، جاءت على طريقة «أنا وأخويا على ابن عمى»، واعتبروا قطر المتآمرة هى «أخويا»، ولم يتحرك لهم ساكن إزاء التدخلات السافرة فى شؤوننا، التى هم أعلم بها جيدا، لم يقولوا لأميرها الطائش «عيب» لمّ نفسك وزبانيتك واترك مصر والمصريين فى حالهم، ولا تتطاول على الشقيقة الكبرى، التى تترفع عن الصغائر وتتسلح بأقصى درجات ضبط النفس، لم يقولوا له احترم إرادة المصريين الذين هبوا لتخليص وطنهم من الزمرة الإرهابية المجرمة.
منزعجون لأن بلدنا الصابر يحارب فى معركة وجود وبقاء، وفى قلبه جرح غائر حزنا على شهداء الوطن، الذين سقطوا وهم يؤدون شعائر الصلاة، وبدلا من أن تنتفض دول الخليج لتمد لنا يد العزاء والمواساة، لم تنزعج ولم تتأسف ولم تشجب وتدين، وكل ما أرقها هو الدفاع عن الأمير الخائن، الذى يحتضن فوق أرضه ويفتح قصوره وكنوزه، للمجرمين الهاربين من مصر، وتحتويهم أجهزته المخابراتية، وتقدم لهم الدعم اللوجيستى، وكان بيان الداخلية المصرية، مشفوعا بالإدلة الدامغة حول الأصابع القطرية القذرة، التى حركت الخونة المجرمين، للقيام بجريمتهم اللاإنسانية ضد نساء وأطفال يؤدون الصلاة.
منزعجون لأن العلاقات الأخوية التى مازلنا نتعشم فيها خيرا، كانت تحتم على من أصدر البيان أن يتروى ويهدأ، ولا يتصرف بأسلوب القبيلة وانصر أخاك ظالما أو مظلوما، ولماذا لم ينزعج عندما منعت البحرين قناة الجزيرة من تغطية فعاليات القمة الخليجية الأخيرة، ولماذا لم ينزعج عندما صرخت دول خليجية بالشكوى ضد الإعلام التآمرى لتلك القناة فى دولها، ولماذا لم يكلف نفسه بالاطلاع على ملف التخابر المخزى، لمرسى وأهله وعشيرته والحصول على أخطر المعلومات المتعلقة بالأمن القومى المصرى.
منزعجون لأن مواقف الدول لا يجب إقرارها على قاعدة «واحدة بواحدة»، وتوجيه رسالة ملتوية ردا على الموقف المصرى تجاه سوريا، فالملفات مختلفة ولا يجب خلطها، وأمن مصر قضية شعب ووجود ومصير وحياة أو موت، ومن القاهرة العامرة سوف تهب نسائم الاستقرار على المنطقة كلها.
قد نختلف كمصريين حول قضايانا، ولكن فى لحظات الخطر نصبح جميعا روحا واحدة فى جسد واحد، ضد قطر التى لن تنجو من لعنة تآمرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة