عبد الفتاح عبد المنعم

«داعش» و«الإخوان» يشتريان فتاوى القتل والذبح من «سوبر ماركت الإرهاب»

الإثنين، 19 ديسمبر 2016 11:45 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استخدمت كل التنظيمات الإرهابية نصوص الفتاوى على طريقة «لا تقربوا الصلاة»، وبعضهم تعمد أن يأخذ من الأحاديث الضعيفة والتفسيرات النادرة لبعض آيات القرآن والأحاديث النبوية وهدفه الرئيسى تحليل عمليات الذبح والقتل للمسلم وغير المسلم، ويكفى أن ضرب الأكمنة الثابتة أثار جدلا فقهيا داخل التنظيم الإرهابى الإخوان، وهو ما جعل «حسم» الذراع العسكرية للإخوان تخرج بفتوى دينية تقدم مبررات فقهية غريبة، على أن ضرب الأكمنة من الشرع وهو أغرب تعامل مع قتل المصريين، وهو ما كشفه بحث الكاتب «على أنوزلا» الذى رصد كيف استغلت القلة الداعشية التى بررت عمليات الذبح والحرق، حيث استشهد الدواعش والإخوان ومن يفتى لهم بعدد من الوقائع والأحداث التى شهدت أفعالا مماثلة، ويستندون على ذلك بإجازات لفعلهم من التراث الفقهى الإسلامى من قبيل تلك الإجازة الملتبسة والضعيفة التى ترد على لسان أبو هريرة الذى يقول: «‏بعثنا رسول اللّه، صلى الله عليه وسلم، فى بعث فقال‏: «إن وجدتم فلانًا وفلانًا لرجلين فأحرقوهما بالنار»، ثم قال حين أردنا الخروج: «إنى كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانًا وفلانًا، وإن النار لا يعذب بها إلا اللّه، فإن وجدتموهما فاقتلوهما». ويؤوِّل بعض المفسرين تراجع النبى عن أمره الأول بأنه مجرد «نهى» على سبيل التواضع! وليس تحريما أو منعا.
 
وقد وجدت هذه الفتاوى الداعشية من يحاربها ويرفضها ويستنكرها، وهو ما فعله الداعية الإسلامى سلمان العودة على صفحته الرسمية فى موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، حيث استنكر قيام تنظيم داعش باستخدام الحرق، كما حدث فى إعدام الأسير الأردنى معاذ الكساسبة حرقاً منذ عامين تقريبا، واعتبرها الداعية الإسلامى سلمان العودة جريمة نكراء، حيث يرفضها الشرع والأخلاق الإسلامية السمحة مهما كانت الأسباب. وعن حكم قيام التنظيم بهذه الجريمة البشعة ذكر أنه مرفوض سواء وقع على فرد أو جماعة أو شعب.
 
وعلى الطرف الآخر، حيث يقف المستنكرون لهذا الفعل الإجرامى، يعتبرون أن اعتماد فتوى منسوبة لابن تيمية كسند شرعى لعملية إحراق الطيار الأردنى عمل تحريفى للفتوى التى أخرجت من سياقها، على اعتبار أن هذه الفتوى التى لا يشككون فى وجودها تتعلق بجثث من يوصفون بـ«الكفار» وليس بالأحياء.
 
وفى رده على جريمة «داعش»، وصف «الأزهر» الذى يعتبر أكبر مرجع فكرى للإسلام السنى، هذا العمل بـ«الإرهابى الخسيس الذى أقدم عليه تنظيم داعش الإرهابى الشيطانى». وأعرب عن استيائه الشديد من الإقدام على هذا العمل الذى قال إنه «يستوجب العقوبة التى أوردها القرآن الكريم لهؤلاء البغاة المفسدين فى الأرض الذين يحاربون الله ورسوله أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف».
 
لقد حولت داعش والإخوان و«حسم» وغيرها من التنظيمات الإرهابية الفتاوى إلى سوبر ماركت كبير يشترون منه ما يريدونه من الفتاوى التى تناسب إجرامهم ضد الإنسانية، ولهذا فإن الإخوان وداعش قد بررا قيام محمود شفيق بتفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية، فالعنف الذى تطبقه «داعش» والإخوان اليوم ضد المصريين ويجد له أكثر من سند ومرجع فى الموروث الفقهى الإسلامى، حيث تتعدد أسباب تبريرات ووسائل القتل باسم الله. وليس فكر ومواقف ابن تيمية إلا الجزء البارز من جبل الثلج الذى تتكئ عليه اليوم التنظيمات الإرهابية لتبرير أفعال القتل البربرى. أما الموروث الفقهى الإسلامى كما يراه الباحث على أنوزلا فهو مثل «سوق» كبيرة «سوبر ماركت» يمكن لكل شخص أن يعثر فيه على ضالته، سواء كنصوص أو تأويلات لنصوص، أو أحداث ووقائع. وبين ثنايا هذا الموروث نجد كل أشكال التعذيب والتنكيل من الضرب والجلد، والرجم حتى الموت، وتقطيع الأوصال، وسلخ الجلود، وقطع الرؤوس وحملها، إلى الإعدام حرقا، والشىّ، وللحديث بقية إن شاء الله.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة