العالم يستعد لجولات جديدة، من الصراع الساخن والبارد فى سوريا، تتغير موازين القوة، وأوراق اللعب. ضمن واقع معقد ومتشابك، يبدو أحيانًا عصيًا على الفهم. وإن كان يتوقع تغييرًا وربما انقلابًا فى شكل العلاقات، نحو مزيد من الصراع، أو تصفية القضية السورية، لكن هناك من يدفع الثمن ويسدد الفواتير.. البعض يقف اليوم حائرًا، لايعرف «من مع من وضد من» فى سوريا، وقد بنى هؤلاء مواقفهم بناءً على صور وتقارير دعائية، بثتها قنوات مواقع ووكالات أنباء، حملات دعائية لحروب بالوكالة، ودعم إعلامى لأكثر التنظيمات الإرهابية عنفًا، وتكفيرًا، داعش والقاعدة وأخواتهما. لا ينافسها سوى حملة دعائية رافقت غزو أمريكا للعراق. كانت الصورة حكرًا على قنوات الجزيرة والعربية، وهيئات إعلامية مثل «بى بى سى» و«سى إن إن» فى ترويج ونشر تقارير عن فظائع، بينما كانت قطر ودول الخليج تمول عمليات نقل وتدريب وتسليح مقاتلين من كل أنحاء العالم، اختفى الجيش الحر، وتصدرت ميليشيات مرتزقة يقودها أجانب فرنسيون وشيشان وبريطانيون وسعوديون.وليس من بينهم سورى.
ولم يلتفت الذين ساندوا الحرب بالوكالة، إلى أن الدول التى تمول التنظيمات تقمع شعوبها، وتتحالف مع أكثر الميليشيات تطرفًا وعنفًا وتكفيرًا. وحتى السوريين الذين كانوا يعارضون نظام بشار، وجدوا أنفسهم فى مواجهة قاطعى الرؤوس ومفجرى السيارات. ومن شهادات بعض الفارين نكتشف أن اللعبة كانت أكبر من الجميع، تركيا التى كانت ممرًا للإرهابيين، عادت لتعلن التنصل منهم، واللاعب الرئيسى فى سوريا، واجهت تعثرًا داخليًا وإقليميًا ودوليًا، وتقف فى حيرة كونها جزءًا من حلف الناتو، وتسعى للتنسيق والحفاظ على العلاقات مع روسيا. وحتى هذه اللحظة كانت وكالات أنباء مثل رويترز ومواقع وهيئات إعلامية مثل بى بى سى تعتمد وتنشر صورًا لأطفال وضحايا، تنسبها لسوريا، لكن الحملات المضادة كشفت أنها من العراق قبل عشر سنوات أو من غزة، أو باكستان.
الدول التى دعمت داعش والنصرة، واجهت هجمات إرهابية من حلفائها السريين. لم تتعلم من تجارب تؤكد أن أحدًا لايمكنه ركوب الأسد، وأن التنظيمات الإرهابية تعمل لمن يدفع. وهذه الدول مجرد كيس فلوس. ومن تابع سياقات التحالفات والصراعات منذ خمس سنوات يمكنه رؤية تحولات خرائط المصالح، الخصوم السابقون يتحالفون، وربما ينقلبون. والأنظمة التى مولت الإرهاب والفوضى، بمئات المليارات، تدفع ثمن هذا أزمات اقتصادية، وتقف فى مواجهة حلفائها من تنظيمات، تبحث عن ملاذات آمنة. وعلى هذه الدول أن تسدد فواتير فى كل الأحوال.
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
الضباب
أعتقد موقف ترامب وتحذيره داعش وحلفائه له تأثير كبير في عدول هذه الدول وتخليها عن داعش والحرب في سوريا كما أن إصرار روسيا والتعاون الأمريكي الروسى بالنسبه ل داعش وحلفائه ربما يشكل تهديدا مباشرا لجميع الدول المشتركه في الصراع السوري
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود صالح
دروس وعبر
فى بداية الحرب العراقية الايرانية اجتاح العراق ايران ووصلت القوات العراقية الى مسافات بعيدة فى الاراضى الايرانية ولاح للجميع ان هذه الحرب ستكون قصيرة وستنتهى بمفاوضات يفرض فيها العراق شروط المنتصر ولكن مشعلوا الحرب لم يكن هذا هدفهم فالهدف الحقيقى هو استنزاف البلدين العراق كقوة وليدة تنتعش بعائدات نفطية شكلت طفرة كبيرة فى اقتصادها وجعلتها تتطلع الى تقوية نفسها عسكريا واولت اهتماما شديدا للبحث العلمى فى هذا الاتجاه وغيره وايران وشعار تصدير ثورة الخمينى والمستقبل المجهول للمنطقة فى حال نجاحها وبناء على ذلك تم امداد ايران بالاسلحة التى تحدث توازنا بالقوى وفضيحة الكونترا خير شاهد وتبع ذلك ايضا امداد العراق المهم ان يظل التوازن موجودا واستمرت الحرب ثمانى سنوات اتت على الاخضر واليابس فى البلدين هذا بالضبط الحادث فى سوريا طيلة خمسة سنوات كل حليف من الحلفاء يمدد فصيله بما يجعله يظل مستمرا فى المعركة دون احراز النصر النهائى دخول الجيش السورى حلب ليس نهاية المطاف وحتى لو توقفت هذه الحرب الان فقد حققت نسبة كبيرة من اهداف مشعلوها تم اضعاف الجيش السورى لاقصى حد وتدمرت مدن سورية بالكامل واصبحت سوريا منطقة نفوذ لكل اللاعبين وهنيئا لاسرائيل فى النهاية دروس وعبر ولكن من يستوعب ؟؟؟