مطالب برلمانية بإنشاء هيئة مستقلة للسياحة العلاجية.. نواب البرلمان: مصر تمتلك كل مقوماتها وينقصها رؤية وعقلية لإدارتها والتسويق لها.. وإعداد قاعدة بيانات عن أعداد السائحين القادمين بغرض الاستشفاء

الإثنين، 19 ديسمبر 2016 06:00 ص
مطالب برلمانية بإنشاء هيئة مستقلة للسياحة العلاجية.. نواب البرلمان: مصر تمتلك كل مقوماتها وينقصها رؤية وعقلية لإدارتها والتسويق لها.. وإعداد قاعدة بيانات عن أعداد السائحين القادمين بغرض الاستشفاء لجنة السياحة وواحة سيوة
كتب محمود حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

طالب بعض نواب البرلمان الحكومة بوضع خطة لتنمية السياحة العلاجية فى مصر والتسويق لها خارجيا، فى ظل توفر كافة مقوماتها، منتقدين إهمال هذا النوع من السياحة وعدم استغلاله.

 

تقدمت الدكتورة شادية ثابت، عضو مجلس النواب، بسؤال إلى وزيرى الصحة والسياحة عن إهمال السياحة العلاجية، متسائلة عن سبب عدم الاهتمام بالسياحة العلاجية فى مصر على الرغم من وجودها وتوفر مقوماتها.

 

وتساءلت النائبة: "لماذا تقصير الحكومة فى تنمية السياحة العلاجية على الرغم من أنها مورد لا يكلف الدولة موازنة بل يجذب لنا الموارد؟، رغم ما تمتلكه مصر من مقومات هائلة تجعلها تحتل المركز الأول بمنطقة الشرق الأوسط فى مجال السياحة العلاجية، فإن هذا النوع من السياحة مازال خارج دائرة الضوء، ما أفقد مصر حقها فى الحصول على نصيبها العادل من إيرادات تلك السياحة الجاذبة، لاسيما وأن مفهوم السياحة العلاجية ليس الاستشفاء فقط، ولكن علاج الأمراض المزمنة أيضا بغرض جلب الوفود السائحين من مصر والدول العربية والأجنبية للاستشفاء والعلاج".

 

وقالت ثابت أن حجم إنفاق السياح العرب وخاصة دول الخليج نحو 27 مليار دولار على السياحة العلاجية عام 2015 من إجمالى 100 مليار دولار على مستوى العالم، وإن عدد من دول شرق آسيا سحبت البساط من تحت أقدام مصر والتى تمتلك مقومات السياحة العلاجية بكافة أنواعها، واستحوذوت على السياح الخليجيين الوافدين للسياحة العلاجية "الاستشفائية"، وذلك بسبب تقصير الحكومة فى تنمية هذا النوع من السياحة.

 

وأضافت أن السياحة العلاجية تدر دخلا يؤثر فى زيادة الناتج المحلى لقطاع السياحة، ما يستدعى الاهتمام بها، حيث تمثل السياحة العلاجية نسبة تتراوح من 5% إلى 10% من حركة السياحة العالمية، ما يعنى القدرة على زيادة أعداد السياحة المتوقعة إلى مصر، واستعادة دورها الريادى فى هذا المجال، كما أن السائح العلاجى يتميز عن السائح العادى بطول مدة إقامته فى مكان العلاج، وهذه المدة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع وقد تصل إلى خمسة أو ستة أسابيع، وغالبا ما ينصح الأطباء هؤلاء السائحين بالراحة مدة عشر أيام أخرى أو أكثر قبل العودة إلى أعمالهم وهذه المدة الإضافية يقضيها أكثرهم كسائحين عاديين.

 

وأوضحت أن مصر كانت ملجأ للسياحة العلاجية، ولديها من الفرص والإمكانيات ليضعها على خريطة السياحة العالمية، للحصول على نصيبها العادل من حجم السائحين الوافدين للعلاج، فمصر ينتشر بها ما يقرب من ‏1356‏ عينا للمياه الكبريتية والمعدنية‏ موزعة على جميع أنحاء محافظات مصر، ويوجد بها مستشفيات متطورة ومعامل تحاليل متقدمة، يمكن استغلالها فى تقديم الخدمة الصحية للسائحين فى إطار برنامج شامل لزيارة المناطق السياحية والإقامة الفندقية للمريض ومرافقيه.

 

 وتابعت: "إذا ما اهتممنا بالسياحة العلاجية، سترتفع إيرادات السياحة المصرية لـ2 مليار دولار على الأقل حال الاهتمام، ويجب إنشاء هيئة مستقلة للسياحة العلاجية تابعة لوزارة السياحة أو الخارجية، تحت إشراف وزارة الصحة، لإحياء القرار الوزارى الخاص بإنشاء وحدة كاملة متكاملة ومتخصصة للسياحة العلاجية مهامها رصد الوضع الحالى للسياحة العلاجية فى مصر والعالم من خلال جهاز لمتابعة ودراسة الأسواق وتحديد الاحتياجات وإعداد قاعدة بيانات عن أعداد السائحين القادمين بغرض الاستشفاء والمقاصد التى يتجهون إليها‏".‏

 

وتتولى "الهيئة" التنسيق بين كافة الإدارات المختصة بوزارات الصحة والسياحة والطيران المدنى والتعاون الدولى بالتعاون مع القطاع الخاص والاستثمارى، كما تتولى الهيئة إنشاء مركز معلومات متكامل حول الخدمات الصحية فى مصر وأسعارها وأفضل الطرق لحجزها وتوفير الراحة للمرضى وذويهم المرافقين لهم، وتتولى أيضا دراسة الأسواق الخارجية فى الخدمات الصحية ومعرفة عناصر القوة والضعف لديها وتوظيفها لتحقيق التطور المطلوب فى السياحة العلاجية بمصر.

 

وأشارت النائبة شادية ثابت إلى بعض مقومات السياحة العلاجية فى مصر، مثل محافظة مطروح وسيناء من خلال منطقة حمام "موسى" الذى يقع على بعد 5 كيلومترات من طور سيناء بواحة كثيفة من أشجار النخيل ويتمتع بمياه كبريتية متعددة العناصر المعدنية أهمها الصوديوم وهو عنصر كاوٍ يساعد على سرعة التئام الجروح والماغنسيوم الذى يساعد خلايا اللون بالجلد على استعادة حيويتها وإعادة اللون الطبيعى للجلد وله تأثير قوى على علاج الأمراض الجلدية المختلفة كالبهاق والصدفية والزوائد الجلدية، وأيضا لدينا حمام "فرعون" الذى يقع بالقرب من مدينة أبو زنيمة وهو عبارة عن مغارة جبلية يتفجر منها ينابيع المياه الكبريتية شديدة السخونة يتراوح درجة حرارتها من 55 إلى 75 درجة مئوية أى تقترب من حد الغليان وتصب بعد ذلك فى مياه البحر دون الاستفادة منها. كما تحظى جنوب سيناء بعيون أخرى للمياه الكبريتية الدافئة تقع على بعد 20 كيلو متر من مدينة رأس سدر بالقرب من منطقة "وادى غرندل"، ويمكن الاستفادة منها فى علاج آلام المعدة والقولون وعسر الهضم وقرحة المعدة والبطن من خلال تناول كميات منها.

 

وذكرت أن المقومات الأساسية لنجاح السياحة العلاجية متوافرة فى مصر ومنها البيئة الطبيعية التراث التاريخى والأثرى‏، ‏ فمصر تتمتع بموقع جغرافى فريد كما تتمتع بالمناخ الجاف المعتدل بجانب انفراد مصر وغنائها بعيون المياه المعدنية والكبريتية العادية والساخنة والتى تبلغ نحو ‏1356‏ عينا موزعة فى جميع أنحاء البلاد، كما أن مصر تطل على ساحلين طويلين على البحرين المتوسط والأحمر وهو ما يعنى تنوع شواطئها ومياه بحارها بما لها من خواص طبيعية مميزة وما تحتويه ترتبها من رمال وطمى صالح لعلاج العديد من الأمراض‏.‏

 

وتابعت: "لدينا واحة سيوة التى تمتاز بمناخها الجاف طوال العام والرمال الساخنة التى تساعد فى علاج آلام المفاصل والعمود الفقرى، كما تتميز بكثرة عيون المياه التى تتدفق من باطن الأرض، وعامل الطقس الجاف فى هذه الواحة يساهم فى الاستشفاء من أمراض الجهاز التنفسى، والرمال الساخنة الموجودة بجبل "الدكرور" بها إشعاعات تساعد فى علاج الروماتيزم وشلل الأطفال والصدفية والجهاز الهضمى، ونبع الحمراء بحيرة تقع فى قرية الحمراء بمركز وادى النطرون تستقطب الزائرين من أجل السياحة العلاجية، وهذه البحيرة تتميز بمساحتها الكبيرة نسبيًا، وملوحتها العالية وخصائصها العلاجية تحديدًا للأمراض الجلدية، وكانت هناك بالفعل محاولة لوضع هذا المكان على خريطة مصر السياحية إلا أن المحافظ السابق لم يتحمس للفكرة".

 

من جانبه، طالب النائب محمد عبده، عضو لجنة السياحة والطيران المدنى بمجلس النواب، الحكومة بوضع استراتجية ورؤية للنهوض وتنمية السياحة العلاجية فى مصر خلال المرحلة المقبلة نظرا لأهميتها الكبيرة ولتوفر مقوماتها فى مصر. وقال "عبده" فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن السياحة العلاجية معروفة فى مصر منذ سنوات طويلة، وأسوان معروفة أنها أشهر مكان فى مصر للسياحة العلاجية، ومن ضمن مقومات السياحة العلاجية فى مصر أن الشمس فيها طول السنة وذلك أمر غير موجود فى أوروبا وآسيا، بالإضافة للمناخ المعتدل على مدار السنة.

 

وتابع: "الناس تحتاج للشمس عشان فيتامين دى والكالسيوم وعلاج هشاشة العظام وغيرها، وهناك كثير من الأماكن السياحة علاجية بالإضافة للسياحة الشاطئية والثقافية، مثل مدينة العلمين المشهورة بأنها شهدت أكبر معركة للدبابات فى الحروب على مستوى العالم".

 

واستطرد: "ربنا أعطانا كل مجالات ومقومات السياحة العلاجية وينقصنا العقلية التى تدير هذه المنظومة حتى لو هنستوردها من الخارج، فينقصنا التسويق للسياحة العلاجية وعلى الحكومة أن تهتم بذلك حتى لو استدعى الأمر أن تستورد مصر ناس من الخارج للإدارة تستفيد منها فى تنمية السياحة العلاجية والتسويق لها، وألا تعتمد على موظفى السياحة الذين لا يعنيهم سوى مرتباتهم، عايزين ناس عندهم رؤية وتخيل، ونتعشم فى القريب العاجل أن نرى نتائج ملموسة فى هذا الملف على أرض الواقع".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة