ظاهرة خطيرة تطفو بتبجح على سطح المجتمع المصرى لا أعلم من ورائها و من يكرس لاستحكامها ويدعمها لتقوى يوماً بعد يوم فتتحول إلى أمر واقع مقبول ومستقر اجتماعياً.
وهى تصدر الأنصاف وغير المؤهلين و أشباه الموهوبين الصورة !!
فى حين تتراجع جميع الكفاءات والمواهب وأصحاب الإمكانات فى الصفوف الخلفية .
هل نعتبر هذا الوضع المعوج بفعل تطور الحياة الذى لا يتوقف ولكن فقط للأسوأ ؟
ولم تختص مصر والمنطقة العربية بشكل عام بهذه الظاهرة ؟
هل تعتبر تلك الظاهرة من أهم أسباب تراجعنا للخلف فى حين يتقدم العالم للأمام باستمرار دون توقف ؟
حيث تفردت مصر فى العقدين الماضيين بهذا الوضع المقلوب فى كافة المجالات وعلى كافة المستويات !
فلم تعد الكفاءة معيار لأى شىء، فليس بالضرورة أن يكون الطبيب الأشهر و الأعلى سعر هو الأكفأ ، و لا المغنى الأشهر هو الأكثر موهبة و الأجمل صوتا و لا الكاتب الأشهر هو الأفضل و الأبدع و لا الفنان المتربع على عرش النجومية و الأعلى أجراً هو المستحِق عن جدارة لأسباب النجومية !
فقد فوجئت عن نفسى من باب الصدفة بأشخاص أعرفهم. جيداً و أعرف مؤهلاتهم الدراسية و المهنية تتم استضافتهم كإعلاميين و محللين سياسيين ليتحدثوا عن الوضع الداخلى و الخارجى للبلاد و يصدرون أفكارهم لجماهير المشاهدين دون أدنى شعور بخطورة هذا الموقف الذى قد يتسبب بكوارث فكرية و تصدير وجهات نظر غير مسئولة تتداولها الناس و خاصة بعد تلقيها من فلان أو فلانة الإعلامى و المحلل المرموق كما تم التنويه عنه !
كما صادفت من هذه النماذج الكثير ممن أعلم جيداً أنهم حتى لم يكملوا مراحل الدراسة الثانوية و ليست فقط الجامعية !!
صحيح مولد و صاحبه غايب ، و كل اللى عنده واسطة و شوية. علاقات على حبة تسهيلات يتصدر المشهد و يُصدر أفكاره الهشة الفارغة المدعية إلى عدد لا بأس به من الجماهير ، ثم نتعجب بعدها ما الذى أصاب مجتمعاتنا بالجهل و التراجع و تدنى الأداء و فساد الأذواق ؟؟
لا أعلم من ذا الذى يتحمل المسؤولية المباشرة لهذا الجرم المجتمعى الذى لم يلتفت أحد لمدى خطورته على الأجيال الجديدة ، فقد أصاب جيلين أو ربما ثلاث و ما زالت الكارثة مستمرة بشراسة !
يا أولى الأمر فى كل المجالات :
افسحوا الطرق لذوى الكفاءات ، و امنحوا الفرص لمستحقيها الذين تواروا تحت أتربة الزيف و الكذب و البالونات الممتلئة بالهواء فحسب !
فإن حقاً تمت السيطرة على تصدر الأنصاف و عديمى الكفاءة ليخرج للنور و يفيد المجتمع كل موهوب و مؤهل فى مجاله دون وساطة أو محسوبية أو خلافه ، لربما تنصلح الأحوال و تستقيم الأوضاع المقلوبة و حينها ربما نستطيع أن نلحق بما سبقنا إليه غيرنا و نستقل آخر عربة فى قطار التطور و الانطلاق .