أحمد إبراهيم الشريف

غياب الخيال فى ملتقى القاهرة للشعر

الجمعة، 02 ديسمبر 2016 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتهت الدورة الرابعة لملتقى القاهرة الدولى للشعر العربى، وحصل الشاعر محمد إبراهيم أبوسنة على جائزته، واعتذر البعض وحضر آخرون وصفق الجميع وغادر بعضهم راض وبعضهم غاضب، لكن هناك بعض الملاحظات التى يجب الانتباه إليها فى الدورات المقبلة.
 
منظمو الملتقى خاصة قياداته سيطر عليهم بشدة هاجس الرواية، فمنذ التصريحات الأولى فى افتتاح الملتقى كان التقليل من السرد شبح موجود داخل الكلمات، فمحمد عبد المطلب يتهم رواج الرواية بالأكاذيب وحلمى النمنم وزير الثقافة يقول بأن نجيب محفوظ هو صاحب فكرة ملتقى الشعر، وعز الدين المناصرة يصر على أن الجوائز الأدبية العربية الكبيرة مثل البوكر،بسبب قيمتها المادية قضت على ميلاد جيل من الكتاب الشباب الذين كانوا يبدأون كتابة الشعر وهم فى الجامعات.
 
ونقول لهم إن هذا الخوف من الرواية كان الأولى منه الحديث عن الشعر وعن جمالياته ودوره الثقافى، فهم يظلمون أنفسهم بخوفهم من السرد، مع أن الدرامية عامل أساسى فى الشعر وفى القصائد الحديثة بوجه خاص.
 
وفى إحدى الأمسيات حوَّل الشاعر محمد أبودومة وقته المخصص للشعر إلى عتاب حاد وجهه للجنة المنظمة، واصفا نفسه بالغريب فى بلده، وذلك لكون اللجنة لم تقم بترشيحه للحصول على الجائزة وهو من أعضاء لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، وقام محمد عبد المطلب مقرر الملتقى بالخروج غاضبا، فى مشهد غير جميل بالمرة، فى ظل وجود الشعراء والنقاد العرب المشاركين فى هذا الحفل، وبعد انتهاء الجلسة شاهدت أبودومة وعبد المطلب يتصالحان ويتعانقان خارج القاعة، فما فائدة العتاب الحاد إذن سوى إفساد الصورة.
 
بالطبع نبارك للشاعر الكبير محمد إبراهيم أبوسنة على فوزه بجائزة الملتقى، لكن تقريبا المفاجأة لم تكن موجودة أبدا، فمن قبل بدأ الملتقى كان الناس يعرفون أنها لن تبعد عنه كثيرا، ربما كان من المفترض أن تختار اللجنة العلمية شاعرا من خارج الصندوق حينها كنا سنعيش وقعا مختلفا للجائزة وجدلا كبيرا، وما أقوله لا يقلل من قيمة محمد إبراهيم أبوسنة، لكن أتحدث عن المفاجأة التى غابت عن هذا الحدث الشعرى.
 
هذا لا يمنع أن كثيرا من القصائد التى قيلت فى الملتقى كانت جميلة ودالة على أن الشعر لا يزال يحتفظ بوعيه كاملا وقدرته على تجديد نفسه والتواصل، لكن على العموم من خلال أداء الإدارة الفنية للمهرجان ومن سرعة الغضب والخلط بين الأشخاص والمواقف، واعتبار النقد تطاولا شخصيا يمكن القول إنه كان هناك غياب فى الخيال.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة