أحمد إبراهيم الشريف

أحمد مصطفى.. مبدع بدرجة فيلسوف

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وسائل التعلم فى حياة الإنسان كثيرة ومتعددة، أهمها وأخطرها ملاقاة أهل الحق فى الشىء، وقد حدث لى ذلك مؤخرا، عندما التقيت الفنان العالمى الدكتور أحمد مصطفى، وهذا شىء لو تعلمون عظيم.
 
أصبح اسم أحمد مصطفى، يتردد كثيرا فى مجالنا العملى فى قسم الثقافة بفضل اهتمام الأستاذ وائل السمرى به وبأعماله التى كانت تعجبنا جدا، وجعلتنا ندرك مدى تأخرنا فى التعرف على هذا الفنان الكبير الذى أثارت لوحاته إعجاب العالمين، رغم اختلاف الثقافات والحضارات، كانت الموهبة الكبيرة تطل من اللوحات وتظهر فى الانطباع الذى تتركه لدينا، وفى إحساسنا بالانبهار الدائم واكتشاف مستويات متعددة للوحة وعدم الاكتفاء بالانطباع الأول الجميل الذى وصلنا، فكلما تأملنا اكتشفنا، لكن أن تلتقى الفنان نفسه وجها لوجه وتتحدث معه، حينها ستكتشف عالما من السحر لم تكن تتخيله.
 
أحمد مصطفى قضى معظم حياته فى لندن يتعلم فى جامعاتها ويعلم فيها بعد ذلك الذى كانت لوحاته فى معرض السريالية الذى نظمته وزارة الثقافة منذ شهور قليلة، الأفضل، وذلك من وجهة نظر الكثيرين الذين رأوا أنه الأكثر تطبيقا لمفهوم «السريالية»، لكنه الآن يتفرغ للإبداع فى الخط العربى الذى يطلق عليه «فن الإسلام».
 
أحمد مصطفى لا يفعل ذلك لأنه موهوب فقط، لكنه يفعله لأنه يؤمن أن الفن ليس مبارزة بين فريقين، لكنه تحقيق لمعنى رحلة الإنسان على الأرض واستخراج المعنى فى كل شىء، لذلك استطاع أن يحقق نفسه ويحقق أسلوبه الخاص فى الفن والإبداع. 
يتحدث أحمد مصطفى عن هندسة الحرف العربى وعن تاريخه ومراحل قوته وضعفه، يحكى عن قدرة تصوير الحرف العظيمة على مخاطبة الروح الإنسانية والبحث داخلها على مناطق الجمال، والتعرف على مدى الخصوصية الموجودة داخل هذا الفن الذى يحتاج رعاية أكبر، من قبل الجميع، وأولهم الفنانون التشكيليون.
 
عندما تستمع إلى أحمد مصطفى ترى التاريخ الإسلامى يتجسد فى الفراغ، أمام عينيك، ويخرج من بين الخطوط التى يرسمها ويتحرك فى قوة وعنفوان، وترى حكايات ألف ليلة وليلة تتجسد أمام عينيك، وتلمح السحر العربى ينتشر فى الحال، ويتجسد فى حالة من الوجد تصير إليها، بعدما تشاهد تشكيل آية قرآنية فى هيئة فرسين عربيين أو تتخذ شكل الكعبة أو حتى شعر امرأة جميلة.
 
أحمد مصطفى يحدثك عن الصوفية، دون أن يسميها، يحدثك عن اكتشاف نفسك بالفن، والبحث عن خصوصيتك، يحدثك عن التوحيد الذى يعنى الخروج من الحادث والاتجاه للقديم، يقول لك لا تشغل نفسك بتناقضات الحياة فهذا شأنها الطبيعى، المهم أين تقف أنت من نفسك.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة