سادت حالة من الحزن قرية برج مغيزل التابعة لمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ لمصرع ثلاثة أشقاء من أسرة مصطفى أحمد نعمة الله "صياد "والذى لم يمر على وفاة نجلته الصغرى ياسمين مصطفى سوى أسبوع بعد أن غرقت فى "مسقاه" أمام منزلهم بالقرية، مما أصاب والدى الأشقاء بصدمة شديدة وتم نقلهما لمستشفى رشيد العام لتلقى العلاج اللازم وما زاد من ألام ربى الأسرة أن الأشقاء الثلاثة تم دفنهم دون حضور لحظات تشييعهم ودفنهم بمقابر العائلة مما أنعكس سلباً على والدى الضحايا.
قال محمد سعد محمود، صياد من قرية برج مغيزل، أن والدى الأشقاء الثلاثة فى حالة سيئة نظراً لمصرع ياسمين مصطفى عامين" طفلتهما الصغرى" لغرقها منذ أسبوع فى مسقه أمام المنزل، وعندما استيقظت والدتهما، صباح أمس الثلاثاء، من نومها وحاولت إيقاظ الأشقاء الثلاثة فوجدتهم فارقوا الحياة فانهارت من أثر الصدمة.
وأضاف أن سبب وفاة الأشقاء الثلاثة الجهل كسمه غالبة لوضع مولد الكهرباء فى مطبخ المنزل فى بعض الأسر البسيطة ،وعندما يصاب أبناءهم بمكروه، لا يلجئون للأطباء ولكن تابعهم لمرة واحدة معالج روحانى.
قال عيد أحمد نعمة الله عمهم" عم الأشقاء الثلاثة، أن سبب وفاة الأشقاء الثلاثة ليس بسبب تشنجات أو علاج روحانى كما تردد ولكن بسبب عادم مولد الكهرباء الذى وضعه شقيقه فى المطبخ وكان يرقد الأشقاء الثلاثة فى حجرة مجاورة للمطبخ التى بها مولد الكهرباء مما أدى لاستنشاقهم لغاز أول أكسيد الكربون فأودى بحياتهم.
وأضاف نعمة الله ،إن شقيقه وزوجته أصيبا باختناق بسيط نظراً لنومهما فى الدور الثانى ولكن أبناء شقيقه كانوا ينامون بالدور الأول بجوار المطبخ الذى به المولد الكهربائى، مؤكداً تم إغلاق النوافذ لشدة البرودة فأثر عادم المولد على أبناء شقيقه فلقوا مصرعهم.
وقال نعمة الله تم نقل شقيقه وزوجته لمستشفى رشيد العام لإصابتهم باختناق، وتم إنقاذهم من الموت، مؤكداً أن زوجة شقيقة الأخر هى التى يتردد عليها أحد المشايخ بالمنزل لعلاجها من مس.
وقال أحمد نصار نقيب الصيادين، أن معظم أهالى قرية برج مغيزل لديهم مولدات كهربائية لتوليد الكهرباء لتكرار انقطاعها، وينعكس بالسلب على الأسر ويستنشق الأطفال أول أكسيد الكربون مما يؤثر على حالة الأطفال وهذا ما حدث للأشقاء الثلاثة.
وأضافت سعدية محمود عبدربه " ربة منزل " إنها جارة مصطفى أحمد، ولاحظت تعرض الأشقاء الثلاثة لحالات تشنج ولم نكن نعلم أن سبب التشنجات استنشاق الأشقاء لعادم المولد الكهربائى، وتم اللجوء للعلاج الروحانى لمرة واحدة فقط وبعدها لقوا مصرعهم نتيجة استنشاقهم لعادم المولد.
وقال أحمد محمود البهلوان " صياد " أن الخطأ الذى وقعت فيه الأسرة أنه وضعت مولد الكهرباء داخل المنزل والمفروض يوضع خارج المنزل حتى لا تتأثر الأسرة بعادم المولد الكهربائى.
وأضاف الدكتور أحمد الصياد " بمستشفى الصدر " أن هناك عدد كبير من الأطفال يصابون بضيق فى التنفس مما يؤدى لتعرضهم لتشنجات من جراء تكرار استنشاق غاز أول أكسيد الكربون الناتج عن مولد الكهرباء ويؤثر على المخ، وكان يجب على الأسرة أن تتجه لمستشفى أو طبيب متخصص لإجراء الكشف الطبى على الأشقاء، فالمتسبب الأول فى موت الأشقاء الثلاثة جهلهم بحالة الأشقاء إضافة لعدم وجود الوعى بأهمية اللجوء للأطباء بدلاً من الاعتقاد فى خرافات.
قال مصطفى أحمد نعمة الله " والد الأطفال " إنا لله وإنا إليه راجعون " كنت نائم فى الطابق الثانى من المنزل واستيقظت والدتهم ونزلت للطابق الأول لتوقظهم، ففوجئت بعدم ردهم عليها وسمعت صوتها فنزلت مسرعاً على الخبر المفجع ولم يشعر بنفسى إلا فى مستشفى رشيد العام.
وأضاف والد الأشقاء: ماتت نجلته ياسمين منذ أسبوع غارقة فى مسقه أمام المنزل، وما زاد ألمى فقدى لأبنائى الثلاثة ،ولم يكن متواجد أثناء تشييع جثمانين أبناءه لإصابته بغيبوبة لتأثره بعادم المولد الكهربائى.
وأضافت سامية سعد 33 سنة ربة منزل "والدة الأشقاء"، لم تعلم أن وجود المولد الكهربائى داخل المطبخ سيؤثر على حياتهم وتكون نهايتهم بسببه، مؤكدة أن الكهرباء دائمة الانقطاع ونضطر للجوء لمولدات الكهرباء وما أخطأنا فيه إننا وضعنا المولد داخل المنزل وليس خارج المنزل وأغلقنا الأبواب.
وقالت إنها لن تنسى الموقف الذى مرت به عندما توجهت لإيقاظهم فلم يردوا عليها، فانهارت لموتهم، داعياً الله إلا يرى أى أم هذا الموقف الصعب وأحسبهم شهداء عند الله، فهم أطفال صغار لم يذنبوا ولم تتخيل أن تكون نهايتهم بهذا الشكل.
وكان اللواء سامح مسلم مدير أمن كفر الشيخ، تلقى اخطارًا، من اللواء أشرف ربيع مدير المباحث الجنائية بالمديرية، يفيد بمصرع ثلاث أشقاء بمنزلهم بقرية برج مغيزل التابعة لدائرة مركز مطوبس.
وجاء التصريح بدفن الجثة عقب إجراء الكشف الطبى على الجثث، وتبين أن سبب وفاة الأشقاء "أحمد مصطفى أحمد نعمة الله 16 سنة صياد، وشقيقتيه "ليلى" 13 سنة، و"شيماء" 6 سنوات"، هو الاختناق لاستنشاقهم غاز أول أكسيد الكربون لوجود ماكينة لتوليد الكهرباء بالمنزل بالقرب من الحجرة التى كان يبيت بها الأشقاء الثلاثة المتوفين، وتسبب فى وفاتهم لاستنشاقهم له، ولا توجد إصابات ظاهرة.
وتم تشييع جثامين الأشقاء الثلاثة مساء أمس بحضور الآلاف من أبناء قرية برج مغيزل وتم دفنهم بمقابر العائلة.
والد الأشقاء الثلاثة
والدة الأشقاء الثلاثة وسط سيدتين
أعمام الأشقاء الثلاثة
جانب من أهالى القرية
أحمد مصطفى أحد الضحايا
لحظة تشييع الجثامين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة