فهل كانت الجنة من نصيب من يروع النفوس وتجرى على لسانه كلمات الباطل كأنها حق ويدعون كذبًا وجهلًا وخبلًا أنهم على الحق المبين؟!
الكلمات المؤلمة تتوقف فى أعلى قلمى فلا تطاوعنى..
وتمسك الأحرف عن التعبير.. فلا توجد لغة من لغات الأرض تستطيع وصف صدمتى وصدمة كل من شاهد الفيديوهات المنتشرة على «اليوتيوب» لأم منتقبة تقبل بناتها قبل أن يفجروا أنفسهم.
وهذا آخر ملتحى يدعى كذبًا أنه أبوهم والأبوة منه براء، ويحث أولاده على عدم التراجع والتقدم ونيل الشهادة.
بكل الأعراف شككت أن هذه الفيديوهات مفبركة، وأن هؤلاء الأطفال يقدمون «شوه إعلامى» لتلين قلوب أعدائهم.
لكن الوقائع والأرقام والجثث والصور الحقيقية تثبت بما لا يدع يقينًا للشك فى احتمالية أن تكون هذه فيديوهات مصطنعة.
وودت لو لطمت خدى وشققت ملابسى، كما فى الجاهلية، حسرة على أرواحهم زهور الجنة الخالدة.
وكأن هؤلاء المخبولين لن أقول الإرهابين ولا التكفيريين قد ضربوا بـ1400 عام عرض الحائط.. وكأنهم مزقوا كتاب الله «القرآن الكريم» وداسوا على سنّة رسوله.. ولا حول ولاقوة إلا بالله العلى العظيم.
وأتساءل بحرقة أم رأت أخرى تنتزع قلبها من بين ضلوعها ليفجر نفسه أو تفجر نفسها وتتحول إلى أشلاء.
بالله عليكم هل تصدقون أن هؤلاء الذين يطلق عليهم كل الألقاب التى تتخيلونها بكامل قواهم العقلية.. وكأنهم لم تمر على مسامعهم الآية القرآنية، قال تعالى: «إنه من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا».
الحقيقة أن ما وصل إليه حال الفئة التى للأسف بدأت تكبر وتزيد وتتوغل.. ذلك السلاح الذى استخدمه الغرب لمحاربة وتمزيق الأمة العربية والإسلامية ينالهم من الحب جانب.. بل أن هذا السلاح البشرى من المجندين الذين يكفرون العالم شرقه وغربه مسلميه ومسيحييه فيما عدا من دخل فى ظلهم وسار على نهجهم.
فاق كل الأعراف وداس على كل المشاعر وتحول الانتقام من الكون بأسره هو حلمهم.
لا أصدقهم حينما يقولون إنهم يريدون إقامة شرع الله.. أى شرع هذا الذى تريدون إقامته بدماء وأكباد أطفالكم قبل أطفال أعدائكم.
أى دولة تلك التى تتمنون إقامتها على خراب البلاد والعباد.
الكارثة الحقيقة أن هؤلاء المخبولين فى ازدياد وتحولت كلمة الجنة إلى كلمة السر التى يدخل المضللون بها إلى ذوى النفوس الضعيفة.
ليقتلوا ويستحلوا الدماء، ويهتكوا الأعراض، فهل يدخل الجنة إلا مؤمن طيب كريم؟ لم تلوث يداه بدماء إخوانه وأولاد بلده وملته.
فهل كانت الجنة من نصيب من يروع النفوس وتجرى على لسانه كلمات الباطل كأنها حق ويدعون كذبًا وجهلًا وخبلًا أنهم على الحق المبين.أبشروا أيها المخبولين أنكم فى جهنم وبئس المصير فأى عقل داخل رؤوسكم يدفعكم إلى تقديم فلذات أكبادكم قربانًا لأوهامكم.. ووهم إقامة دولة الخلافة الإسلامية على الدماء والقتلى.. متخذين من الفتوحات الإسلامية العبرة رغم اختلاف العصر والزمن فعندما فتح الرسول مكة خير أهلها مابين الإسلام وترك مكة.. وقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء..
عندما فتح عمرو بن العاص مصر.. لم يجبر أحدًا على الإسلام لكنه فرض الجزية على أهل الكتاب وأشاع الخير والأمن والأمان فدخل المصريون أفواجًا فى دين الإسلام.
قال تعالى «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين».. أما أنتم فلا خير ورحمة ولا خوف ولا شفقة تحجرت قلوبكم أدام الله شقائكم وتشردكم وكفانا شركم».
لقد حولتم دين المحبة والنية والخير إلى دين قتل وتنكيل، والنتيجة نراها على شاشات التليفزيون، ونحسها فى عيون الغرب كلما سافرنا نحن المسلمون العاديون فلا نجد إلا نقمة ولا نعامل إلا بازدراء.. رغم أن هؤلاء من صنيعة حكومات غربية تآمرت واتفقت للقضاء على أمتنا العربية والإسلامية.. وانقسمنا إلى شهداء يذهبون إلى الجنة الزائفة ومضطهدون يلاقون أسوأ معاملة بلا ذنب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة