كريم عبد السلام

23 ديسمبر صفعة على وجه إسرائيل

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قرار مجلس الأمن الدولى، الذى ينص على وقف وإدانة بناء المستوطنات الإسرائيلية فى الأراضى المحتلة، هو قرار تاريخى بكل المقاييس، وسيظل يوم 23ديسمبر محفورًا فى أذهاننا، باعتباره يوم عودة الروح للقضية الفلسطينية العادلة فى المحافل الدولية، ويوم انتصار الشرعية والقانون الدولى، بعد  ظن الكثيرين أن القضية الفلسطينية قد ماتت وانتهت إلى الأبد، وأن مسميات القانون الدولى والشرعية الدولية واتحاد العالم وراء حقوق المظلومين والشعوب المناضلة، لم تعد فاعلة أو موجودة أصلًا.
 
الغضب الإسرائيلى المسعور، يكشف بوضوح أهمية وتأثير القرار الذى يعتبر الاستيطان والمستوطنات فعلًا لاغيًا وباطلًا وغير شرعى بما لهذه الإصطلاحات من تأثير على الأرض فى أية مفاوضات مقبلة مع الطرف الفلسطينى، وهى قادمة قادمة، فهذه المستوطنات التى أنفقت عليها الدولة العبرية مليارات الدولارات فى عشرات السنين لا مصير لها إلا أن تؤول إلى الشعب الفلسطينى بعد عودته لأراضيه أو أن تدمرها تل أبيب لتسلم الأرض المحتلة لأصحابها الشرعيين.
دلالة على الغضب والارتباك الإسرائيليين، واستشعارها بالخطر المحدق بمشاريعها الاستيطانية بعد قرار مجلس الأمن، سيطرت الروح الانتقامية على بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الذى يحتفظ لنفسه بحقيبة الخارجية واستدعى السفير المصرى وجميع سفراء البلدان التى صوتت بالإيجاب على مشروع القانون لتوجيه اللوم لهم كما استدعى سفيرى بلاده فى السنغال ونيوزلندا الدولتان شاركتا متضامنتين مع ماليزيا وفنزويلا بإعادة طرح القرار المصرى للتصويت، ولولا عدم وجود سفراء لإسرائيل فى ماليزيلا وفنزويلا لاتخذ إجراءات دبلوماسية تصعيدية ضد الدولتين.
 
أسمع من يقول إن إسرائيل تضرب بالقانون الدولى عرض الحائط ويعينها على البلطجة والعدوان المساندة الأمريكية المطلقة ، وما تصريحات ترامب الرئيس الأمريكى المنتخب إلا تصعيدًا وقحًا فى الاتجاه نفسه، لكن الرد على ذلك يبدأ بأن إسرائيل مهما طال الزمن لن تظل دولة معزولة ومدانة ومنبذوة بالاحتلال ، فهى تكاد تكون الدولة الوحيدة فى العالم الموصومة بأنها دولة مختلة وتتبنى التمييز العنصرى ضد الشعب الفلسطينى تحت الاحتلال، كما أنها لن تظل للأبد شوكة فى خاصرة الدول العربية، وسيأتى يوم قريب يشهد جلوس المفاوض الإسرائيلى إلى نظيره الفلسطينى راجيًا منه أن يمنحه صك المشروعية، فلا تظنوا أبدًا أنها مسألة هينة، بل هى ضمانة وجود للإسرائيليين وحاجز ضد اضمحلال الدولة المزدهرة الآن، والشعب الفلسطينى يعرف ذلك ويتمسك بمفاتيح بيوته فى القدس وسائر المدن المحتلة كما يتمسك بحق العودة من الشتات، وهما الأمران الكفيلان بانتصاره فى معركة الوجود.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة