ها هو عام 2016 يوشك أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، ويتركنا نرتب أنفسنا لاستقبال عام جديد، لكن علينا كـعقلاء أن نقف من أنفسنا موقفا حاسما قبل استقبال العام الجديد، ونتدبر فى حالنا الماضى حتى نعرف الصواب والخطأ ونتجنب الأخطاء ولا نكررها، لذا وجب السؤال: كيف كان العام الثقافى 2016 ؟.
فى المجمل لم يكن عام 2016 الثقافى مميزا فى أى شىء لا على المستوى العالمى ولا على المستوى المحلى، على العكس يمكن القول بأنه «سيئ، عدوانى، ظلامى»، لم تكن هناك أية ميزة ثقافية أو رؤى تنويرية فارقة، لم نسمع عن مبادرة تعيد تشكيل وعى العالم ولم نر ظاهرة غيرت ما يحيط بنا من جهل، كما أن الحروب الأهلية والإرهاب والاضطهاد والخراب الذى حدث فيه، يؤكد أن الثقافة لم تترك أثرها فى أى شىء فى حياة قادة هذا العام ولا حتى فى شعوبه.
على المستوى العربى لقد تدهور الحال، ولم نعد نسمع عن شىء إيجابى يحدث، كل الفعاليات معادة وبلا روح خاصة، والجوائز الأدبية تقليدية ومتوقعة ولم تكرس لكتابات جديدة، أما فى موضوع الآثار فقد تغيرت الخريطة العربية، ووصل الأمر لدرجة اختفاء مدينة النمرود الأثرية العراقية تماما بعد أن فجرها تنظيم داعش الإرهابى، وآثار سوريا ضاع جزء منها تم تدميره والجزء الأكبر تم بيعه للصوص أوروبا، أما ما حدث لأطفال ونساء ورجال أرض الشام فهو يدل على أن الثقافة لم تمر من هنا أبدا.
وعلى المستوى العالمى كان 2016 عام الجدل الثقافى فى كل شىء، حتى جائزة نوبل منحت جائزتها الأدبية للموسيقار الأمريكى بوب ديلان فيما يعد الاختيار الأغرب فى تاريخ الجائزة العالمية الشهيرة، ولم يكن «بوب» أقل منا استغرابا، ففى كلمته التى أرسلها إلى الجائزة قال لهم «هل حقا الأغانى أدب ؟».
وفى مصر لم يكن الحال بأفضل حالا، لا جديد، فلا حكايات جديدة يمكن أن نصف بها العام، فقد تم سجن أحمد ناجى فى أول العام بسبب نشره فصلا من روايته ولم يتم قبول طعنه إلا فى آخر السنة، ولم يتم الانتهاء من متحف نجيب محفوظ طوال السنة، وكثير من المشاريع المنتهية لم يتم افتتاحها للجمهور، وتجديد الخطاب الدينى ليس به جديد وقانون ازدراء الأديان باق فى مكانه، كما أنه كان هناك ما يسمى العام الثقافى المصرى الصينى هل سمعتم عنه؟
لذا وداعا 2016 غير مأسوف عليك، ونتوقع خطط أفضل لإدارة عام 2017 ثقافيا، ونتمنى أن يكون الحال أفضل فى كل شىء.