خلال نهاية العام وبداية آخر، يروج موسم التنجيم، ويتبارى المنجمون فى توقعاتهم، لا أحد يتوقف ليراجع التوقعات ليكتشف أن أغلبها لا يتحقق، خاصة فى عالم السياسة، حيث تتجاوز تقلبات السياسة ومناوراتها أى توقعات، قد يكون عام 2017، امتدادا لسنوات الصراعات مع إعادة ترتيب أوراق، حيث يتحارب الحلفاء السابقون، ويتحالف الخصوم السابقون، فى انقلابات ترهق المنجمين وقد تصدمهم، يختفى من كانوا يقودون المشهد، ليطفو هؤلاء الذين كانوا يغطسون.
خلال السنوات الخمس الماضية توقع منجمون أن يختفى بشار الأسد لكن العام الجديد يبدأ ويرحل باراك أوباما عن البيت الأبيض، ويستعد رجب أردوغان تركيا للقاء مع بشار الأسد، معطيا ظهره لخمس سنوات من الحرب ضد بشار، قبلها كادت الحرب تقع بين تركيا وروسيا، لكن أردوغان يجلس فى حلف بوتين.
وتبقى ورقة داعش والنصرة وميليشيات الإرهاب، على حد الانقلابات، تحولوا من حلفاء لأردوغان إلى أعداء، يحرقون جنود تركيا علنا، الرئيس التركى يواجه مستقبلا جديدا، ينقلب على حلفائه السابقين، بينما الأسد يستقبل عاما جديدا، أفضل من سنوات الصراع على سوريا، بينما داعش تهدد أردوغان والخليج.
توعد خطيب داعش بـ«حدث قريب» فى الخليج ، وتوعد أردوغان بـ«مزيد من الدماء»، مشيرا إلى «الذئاب المنفردة» فى تركيا وغيرها، ويشير إلى تعليمات أبو بكر البغدادى للأعضاء بالبقاء فى بلدانهم وانتظار «ساعة الواجب»، مع إشارة إلى تأسيس 10 ولايات فى الخليج العربى.
داعش يخوض حربا فى مواجهة القوات التركية فى «الباب» السورية، ردا على انقلاب أردوغان وانضمامه إلى تحالف مضاد لداعش، مع روسيا. هناك تهديدات داعشية لدول خليجية، وفى مشهد على الإنترنت، ظهر ثلاثة دواعش يحملون جوازات سفر سعودية وبحرينية، مزقوها ساخرين من رفض عودة الإرهابيين الذين قاتلوا فى سوريا، وهى الأزمة التى تواجه كل الدول التى سبق وأرسلت مقاتلين إلى سوريا والعراق، فيما ظهر أمير تنظيم داعش فى تركيا «بايانجوك» وكنيته أبوحنظلة، وهو يفتى بجواز حرق الناس أحياء، إعادة التذكير بفتوى، «أبوحنظلة» تتزامن مع إحراق جنديين تركيين حيين فى مدينة الباب شمالى سوريا، وقالت الصحف إنه تم اعتقاله والإفراج عنه، عندما كان داعش قريبا من أردوغان، فهل يتغير الحال بعد الانقلاب المتبادل، ثم إن تهديد داعش لدول الخليج تأتى متزامنة مع استعداد آلاف المقاتلين العودة لبلادهم، أو تتحرك ذئاب منفردة، لتنتقم من دول سبق لها ودعمتهم؟.. إنها أسئلة تتجاوز المنجمين وتنبئ بالمزيد من الانقلابات.