أستكمل اليوم النقاش، الذى دار بينى وبين أحد رؤساء التحرير القطريين وقريب من الديوان الأميرى، أثناء وجودنا فى الكويت لمتابعة انتخابات مجلس الأمة الكويتى، والتى وصل فيها الرجل القطرى إلى نقطة مهمة ومعروفة لنا جميعًا، لكن أهميتها تكمن فى خروجها من شخصية قطرية، وهى أن الدوحة تتحرك وفقًا لما يريده «الكفيل الأمريكى».
الإعلامى القطرى المقرب من الديوان الأميرى القطرى، أكمل حديثه عن الكفيل الأمريكى بقوله: «فى الماضى كانت البرتغال أول من فطن لأهمية منطقة الخليج العربى قبل 400 عام، فسيطرت عليها، ووقتها كانت قطر والبحرين يمثلان كيانًا واحدًا، وتعاملنا مع البرتغاليين، وعندما جاء المحتل الإنجليزى تعاملنا معه، والآن لأن الولايات المتحدة هى القوة الكبرى فى العالم فلا مفر أمامنا سوى التعامل معها، بمنطق الكفيل، فهى تقول لنا ونحن ننفذ، وللعلم إذا أرادت واشنطن طرد الإخوان من قطر وتغيير سياستنا تجاه مصر لفعلنا ذلك، لكن هم يريدون بقاء هذا الوضع كما هو عليه الآن، فلا أمل فى التغيير، القرار ليس فى أيدينا، وعلى الجميع إدراك ذلك».
الرجل أسهب فى الحديث عن الكفيل الأمريكى بقوله: «الكل الآن يلومنا لأننا نستضيف قواعد أمريكية على أراضينا، لكن لماذا لا يستاء هؤلاء حينما استضافت السعودية أول قاعدة أمريكية فى المنطقة، ولماذا تستاؤون لأننا نبحث عن الحماية من الدولة الأكبر فى العالم، التى تعد بمثابة الكفيل لكل العالم، وليس لقطر فقط، ونحن سنظل على هذا الوضع إلى أن يظهر كفيل جديد، لكن طالما الولايات المتحدة باقية فنحن معها».
هنا سألت الرجل عن موقفهم من انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، وهل ستتغير المعادلة، فقال: «ترامب مثل أوباما، لأن الولايات المتحدة دولة مؤسسات ونحن فى قطر نتعامل مع هذه المؤسسات، وواهم من يعتقد بأن واشنطن ستغير سياساتها، وواهم أيضًا من يعتقد بأن الحل بتكتل خليجى فى مواجهة التغيرات الجديدة فى الولايات المتحدة، نحن فى قطر تكتلنا واضح مع أنفسنا مع الولايات المتحدة أيًا كانت الإدارة، لأن الأمر بالنسبة لنا هو أن أمريكا ما زالت القوية والكفيل والمسيطرة، فسواء جاء ترامب أو غيره فنحن معهم».
انتهى النقاش مع رئيس التحرير القطرى، الذى حاول أيضًا الحديث معنا عن الأوضاع الاقتصادية فى مصر، وأنه يأمل فى أن يرى مصر منطلقة، لكن حديثه لم يلق قبولا منا، لسبب بسيط أنه مثل السم فى العسل.
مجمل ما سمعته من الإعلامى القطرى يؤكد لى أن كل ما يقال بشأن وجود تحركات خليجية لإصلاح العلاقات المصرية القطرية لن يأتى بنتيجة على أرض الواقع، لأنه حتى إذا كانت فكرة «الكفيل الأمريكى» هى شماعة يستند عليها القطريون لتبرير ما يقومون به، فإنها تشير إلى وجود نية مبيتة لدى حكام قطر للاستمرار فى التدخل فى شؤون مصر الداخلية، من خلال استخدام بعض المرتزقة السياسيين ممن قبلوا أن يبيعوا أنفسهم وبلدهم مقابل المال، تمامًا كما يفعل الجواسيس فى الحروب، فلا فارق بين الجاسوس وبين ما يقوم به الإخوان الإرهابيون الممولون من قطر، وكذلك أيمن نور ومحسوب ونجل القرضاوى وغيرهم من تحركهم المخابرات القطرية.
القضية بالنسبة لى الآن أصبحت محسومة، نعم كانت محسومة من قبل لكن الأحاديث الخليجية عن المصالحة ربما فتحت بابا من الأمل فى الإصلاح، وأن تعود قطر إلى الحاضنة العربية، لكن الآن ليس لدى شك فى أن تميم وشركاءه فى حكم قطر لن يتوانوا فى استخدام كل ما لديهم من إمكانيات مالية للإضرار بمصر.
قطر بالنسبة لنا أصبحت عدوا، يجب أن نتعامل معه بكل الوسائل والطرق، دون أن نستبعد أيًا من هذه الوسائل.