أكرم القصاص

مقامرة أردوغان الأخيرة إلى حلف بوتين وبشار

الجمعة، 30 ديسمبر 2016 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أن يبدأ العام الجديد، ويطوى عامنا هذا آخر صفحاته، تقف سوريا على أبواب متغيرات جديدة، لا تتعلق فقط بانتصارات ميدانية انتهت بطرد داعش والقاعدة والميليشيات التى أسهمت فى الفوضى طوال خمس سنوات، لكن أيضا فيما يبدو أقرب إلى الانقلابات السياسية، خاصة فى الموقف التركى الذى تتجاوز فيه مواقف الرئيس التركى أردوغان أى خيال، فقد أعطى أردوغان ظهره للتحالف الدولى بقيادة أمريكا، وانضم إلى روسيا وإيران، بل وأعلن تأييد بقاء بشار الأسد رئيسا لسوريا، وربما يلتقى بشار خلال أيام، وربما لا تكون المفاجأة هى الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار فى سوريا، بين روسيا وتركيا وإيران، لكن اتفاقا بين الأطراف الثلاثة يضمن بقاء بشار الأسد فى رئاسة سوريا، على الأقل للأعوام القليلة المقبلة، وأعلن وزير الخارجية التركى مولود أوغلو، أن تركيا وروسيا مستعدان لضمان الهدنة.
 
أردوغان يعود لحلف بوتين، وينقلب على داعش، ويخوض حربا ضد من كانوا حلفاء حتى وقت قريب، ويعطى ظهره للتحالف الدولى بقيادة أمريكا، وليس هذا فقط، بل ويتهم التحالف الدولى بدعم داعش والتنظيمات الإرهابية، طبعا أمريكا وصفت اتهامات أردوغان للتحالف بأنها «مضحكة»، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، مارك تونر، اتهامات أردوغان بدعم التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة لجماعات إرهابية فى سوريا بأنها «مضحكة» و«سخيفة».
 
ولم يكن أكثر المحللين شططا يتصور أن يعلن أردوغان حربا على داعش، وينضم إلى حلف روسيا، بل ويتهم أمريكا والتحالف الغربى بدعم التنظيمات الإرهابية، خاصة داعش، مع الأخذ فى الاعتبار أن أردوغان ما يزال داخل حلف الناتو، وقواعد الحلف على الأراضى التركية، بل وما تزال مكاتب تنظيم داعش والنصرة، داخل تركيا التى تخوض حربا ضدهما، وبالتالى فإن أردوغان عرف بأنه براجماتى، اعتاد أن يتقلب بين مواقفه، لكنه هذه المرة، ينقلب على أكثر من حليف، بحثا عن خروج من شبكة علاقات وصراعات معقدة، كان هو أحد رعاتها.
 
قبل أربع سنوات كان أردوغان يقود حملة تفكيك سوريا، ويقسم بأن هدفه إسقاط الأسد، وكان يستقبل مقاتلى داعش والنصرة، ويسمح لهم بالمرور إلى سوريا، بل واستقبلت المستشفيات التركية جرحى هذه التنظيمات. واليوم هو ينقلب على داعش، ويقصف مواقعها، ويرد داعش بقصف جنود تركيا وحرقهم أحياء. انقلابات أردوغان ليست فقط ضد داعش وأمريكا، لكنها ضد ممولى داعش فى الخليج، فهل تنجح مقامرة أردوغان الأخيرة؟!






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة