ونحن على مشارف انقضاء آخر ساعات عام ٢٠١٦ لنودعه بما له وما عليه ونستنشق نفس عميق استعداداً لاستقبال العام الجديد، يملأ صدورنا الأمل والتفاؤل بقدوم الخير وجنى ثمار الغرس الطيب الذى تم زرعه خلال العام الماضى.
كما ندير ظهورنا ونغض أطرافنا عن كل السلبيات والعثرات التى عانينا منها وتحملناها كالعادة متحليين بالصبر والجلد إيماناً ويقيناً بأن القادم أحسن بإذن الله.
أما عن أمنياتى الشخصية فإننى أدعو الله أن تكون أهم إنجازات العام الجديد: هى القضاء التام على الفساد وإقصاء جميع المفسدين وعقاب كل الفاسدين.
وأظن أن أمنيتى على وشك التحقق وليست بحلم بعيد المنال، فقد لاحت بالأفق فعلاً بوادر الانتفاضة الجادة ضد الفساد الذى استشرى فى البلاد وتوغل وتمكن لينال من كل مواطن مصرى بشكل مباشر أو غير مباشر !
فقد اكتشفت الدولة أخيراً أن الفساد المتأصل المتمكن لن يترك مصر تنجو من عنق الزجاجة الذى مازالت تعانى للخروج منه فكلما اندفعت خطوة للأمام تجد موانع حصينة مترسخة من المعوقات ومسببات التراجع الناتجة كلها عن دوائر الفساد ذات اليد الطولى التى لا تترك مكان أو جهة فى الدولة إلا وقد تركت بها بصمتها وفرضت عليها سطوتها !!
فعلى مدار العام المنقضى تابعنا عدة قضايا فساد تمت فيها ملاحقة أسماء شهيرة وأشخاص يتقلدون مناصب كبيرة فى الدولة بشكل غير مسبوق لم نكن لنحلم بحدوثه من قبل !
فلم تترك جهات محاربة الفساد كل من يثبت تورطه بغض النظر عن منصبه حتى وأن كان وزيراً فى الدولة.
تحية وتقدير واجب لهيئة الرقابة الإدارية على تلك الضربات الموجعة التى وجهتها واحدة تلاحق الأخرى لأباطرة الفساد المحتمين بمناصبهم، وكانت آخر تلك الضربات وخير ختام للعام المنقضى القبض على موظف مجلس الدولة ورئيس الحى المتميز المرتشيين.
وما يدعو حقاً للتفاؤل والاستبشار بعام جديد أجمل وأكثر هدوءاً واستقراراً بالرغم من استمرار الأزمات المعتادة والمفتعلة وجنون الأسعار وغيرها من العثرات، أنه سوف يكون عام الحساب.
فقد أشارت كل تلميحات الرئيس السيسى أنه قد حان وقت الحساب والكشف عن المقصرين والمعوقين وإقصاء وعقاب جميع المفسدين.
وبما أن عقد المفسدين قد انفرط وبدأت حباته فى التساقط واحدة تلاحق الأخرى، فإنها حقاً بادرة خير ستقوى من عزائم المواطنين المخلصين وتمدهم بالمزيد من القدرة على الصبر وتحمل الأزمات التى كان وما زال هؤلاء سبباً بشكلً أو بآخر فى حدوثها.
ولكن أعزائى: الفساد متغلغل والفاسدين كُثر، وحبات العقد كثيرة جداً قد تستغرق وقتاً طويلاً لتنتهى فإنه ميراث سنوات طويلة تمت فيها تربيته وتأصيله وتأسيسه ليصبح جزءاً من تركيبة المجتمع، فكى نتمكن من هدم هذه التركيبة وإعادة صياغتها بعد استئصال هذا الجزء الخبيث قد نحتاج لسنوات.
ولكنها عدة خطوات على الطريق الصحيح وبادرة خير وأمل وتفاؤل فصبرٌ جميلٌ والله المستعان
وكل عام ومصر الغالية بخير وسلام محمية بفضل الله من الحقدة واللئام.