كريم عبد السلام

إنقاذ الثقافة المصرية بالإبداع

الثلاثاء، 06 ديسمبر 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تحتاج الثقافة المصرية إلا إلى رؤية تراهن على التيارات الحية فى المجالات الثقافية والإبداعية المختلفة، تتبناها وتقدمها وتسمح لها بالنمو والازدهار ، إضافة إلى دمج الرؤية الثقافية فى العملية التعليمية من خلال الأنشطة المختلفة.
 
معنى أن يراهن المسؤولون عن الثقافة فى مصر على التيارات الحية، أن يتجنبوا التيارات التقليدية ويفتحوا المجال أمام الموجات الجديدة من الإبداع فى المسرح والسينما والشعر والرواية، لتقود قاطرة الثقافة بما تحمل من دينامية وتدفق وتعبير عن الحاضر والمستقبل، كل دول العالم الحية تفعل ذلك، وتسعى وراء شباب المبدعين بما يحملون من وعى جديد، ونحن فعلنا ذلك عدة مرات فى تاريخنا، كان آخرها عندما صنعت الثورة السياسية فى 1952 رافدًا ثوريًا ثقافيًا ليكون قادرًا على إدراك المرحلة الجديدة والتعبير عنها.
 
ورغم أن الرافد الجديد كان مصنوعًا بقرار سياسى فوقى، إلا أن مجرد المراهنة على التحولات الجديدة فى الثقافة والإبداع والسماح لها بالنمو  أثمرت عن تيار عريض حقق نقلة كبرى فى مختلف المجالات الثقافية، وتلقف التكنولوجيا الجديدة آنذاك فى النشر وظهور التليفزيون ليحقق صناعة ثقافية ثقيلة مازلنا نحيا على آثارها حتى الآن.
 
من ينكر دور الهيئة العامة لقصور الثقافة فى تشكيلها الأول، وكيف أثمرت فى نشر الثقافة فى القرى والنجوع، فضلا عن المراكز والمدن التى لم تكن تعرف الأنشطة الثقافية، كما كان لها أعظم الأدوار فى تحقيق ازدهار المسرح ليس فقط فى العاصمة، ولكن فى بيوت وقصور الثقافة من الإسكندرية إلى أسوان.
 
ومن ينكر أن مجرد دخول الشاعرين الشابين آنذاك صلاح عبد الصبور وأحمد حجازى لجنة الشعر، وفتح المجال أمام قصيدة التفعيلة فى وسائط النشر، وتمثيل مصر فى المهرجانات الدولية، أسهم بشكل كبير فى نقلة نوعية للشعر المصرى، حيث كان بشارة لاتجاه جديد وحركة واسعة من الإبداعات أغنت القصيدة العربية. 
 
إذن لا يمكن أن تزدهر الثقافة المصرية مادامت الرؤية الحاكمة لأدمغة المسؤولين عنها تراهن على الموتى، والموتى الأحياء والتيارات التقليدية المتخشبة فى الإبداع، لايمكن أن تزدهر ثقافة تراهن على الماضى، وتكرس له بينما تخاصم التجديد والإبداع ، فالثقافة التى لا تستشرف المستقبل وتسعى إليه هى بالضرورة محكومة بالموت والجمود، وللأسف هذا هو حالنا اليوم.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة