ناجح إبراهيم

عبدالقادر الجيلانى.. رؤية معاصرة

الأربعاء، 07 ديسمبر 2016 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا فلاح لقلبك وفيه أحد غير الله.. ولا ينفعك إظهار الزهد فى الأشياء مع إقبالك عليها بقلبك

مدعو التصوف كثيرون، أما المتصوفة بحق فهم عملة نادرة خاصة فى زماننا هذا، ومن أعظم المتصوفة فى عصرنا الحالى العلامة الكبير د. حسن عباس زكى، وزير الاقتصاد الأسبق فى عهد عبدالناصر والمستشار الاقتصادى الأسبق لأمير الكويت الذى جمع خصالاً من الخير قد لا تجتمع إلا نادراً فى عصرنا.
وقد كتب د. حسن عباس زكى كتاباً رائعاً سماه «مذاقات فى عالم التصوف» ذكر فيه جملة رائعة من نصائح العلامة الكبير عبدالقادر الجيلانى، وها أنذا أسوق بعضها للقراء لعظم قيمتها وقائدتها وعمق معانيها:
المؤمن غريب فى الدنيا مسجون فيها، وإن كان فى سعة من الرزق، فهو فى سجن الباطن، بشره وسروره فى وجهه، وحزنه فى قلبه، عرف الدنيا فطلقها.
أعمالكم عمالكم «أى حكامكم»، والحق «سبحانه» ليس بظلام للعبيد، اخدم الحق عز وجل ولا تشتغل عنه بخدمة السلاطين الذين لا يضرون ولا ينفعون، ماذا يعطونك؟ أيعطونك ما لم يقسم لك؟ لا شىء يستأنف من عندهم، لا تفسد آخرتك بدنيا غيرك.
من استغنى بالله عز وجل: احتاج إليه كل شىء، وهذا شىء لا يجىء بالتحلى ولا بالتمنى، ولكن بشىء وقر فى الصدور وصدقة العمل.
ليكن الخرس دأبك، والخمول لباسك، والتهرب من الخلق كل مقصودك، وإن قدرت أن تنقب فى الأرض سرباً تختفى فيه فافعل، يكون هذا دأبك، إلى أن يترعرع إيمانك، وتقوى قدم إيمانك، وتنفتح عينا قلبك، فحينئذ أطلق لسانك فى الكلام، واخلع لباس الخمول، واترك الهرب من الخلق، واخرج إليهم، فإنك دواء لهم، لا تبالى بإقبالهم وإدبارهم، وحمدهم وذمهم، فأنت مع ربك عز وجل.
حصل الرفيق قبل الطريق، والجار قبل الدار، والأنيس قبل الوحشة، والحمية قبل المرض، والصبر قبل البلية، والرضا قبل القضاء، كن مع الله صامتاً عند مجىء قدره وفعله، حتى ترى منه ألطافاً كثيرة.
إن لم تطعك نفسك فيما تريد من طاعة الله عز وجل، فعاقبها بسياط الجوع والعطش والذل والعرى والخلوة، فنفسك إن لم تركبها ركبتك.
لا فلاح لقلبك وفيه أحد غير الله عز وجل، لا ينفعك إظهار الزهد فى الأشياء، مع إقبالك عليها بقلبك، أما تستحى أن تقول بلسانك: توكلت على الله، وفى قلبك غيره؟!
لا تغتر ببعض العلماء، فإنهم علماء بحكم الله، جهال بذاته.
لا تيأس من رحمة الله عز وجل بمعصية ارتكبتها، بل اغسل نجاسة ثوب دينك، بماء التوبة والثبات عليها، والإخلاص فيها.
لا تكن كحاطب الليل، يحطب ولا يدرى ما يقع بيده، هذا شىء لا تحصل عليه بالتمنى والتحلى، والتكلف والتصنع، ولكن هو شىء وقر فى الصدر، وصدقه العمل.
اعمل ثم انفرد فى خلوتك عن الخلق، واشتغل بمحبة الحق عز وجل، فإذا صح لك الانفراد والمحبة، قربك إليه، وأدناك منه، وأفناك فيه.. ثم إن شاء الله، يظهرك للخلق.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة