عن القومى للترجمة صدر حديثا كتاب "قانون دولى للرعاية الصحية" من تاليف "إيه.بى.دن إكستر" وترجمة أحمد زكى وعلاء غانم، ومراجعة محمود خيال.
يحتوى الكتاب نماذج قانونية للوصول إلى الرعاية، بداية من عرض صور المنظور الدولى لمبدأ الوصول إلى الرعاية الصحية ثم تغطية نماذج مختلفة لإصلاح النظم الصحية، كما يعالج الجزء الأول المفاهيم المختلفة للتضامن والعدالة كجزء كبير من خبرات الدول المختلفة، حيث يقدم الباحثون مساهمات متميزة وقيمة، إضافة إلى الجدل المحلى والعالمى حول الجوانب القانونية للسياسات الصحية التى تضمن القدرة المتساوية على الوصول إلى الرعاية الصحية فى مواجهة مفاهيم السوق واتجاهات النظر إلى المريض باعتباره مستهلكا أو عميل خدمة.
كما يغطى الجزء الثانى من الكتاب مشاركات متعددة على نظامين صحيين فى أوروبا، يعتبران نموذجين مختلفين تماما، نظام التأمين الصحى الاجتماعى فى هولندا، ونظام الخدمات الصحية الوطنى فى المملكة المتحدة، وعبر مداخل متعددة يؤكد المشاركون على البعد الجماعى والبعد الفردى فى القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية.
وفى الجزء الثالث من الكتاب، لجأت المحكمة العليا الكندية إلى توجهات مختلفة فى مثال شهير حول: وقت انتظار المرضى دور التأمين الصحى الخاص، ويناقش الكتاب استجابة الحكومة لحكم المحكمة الذى أثار الجدل، إضافة إلى الاستنتاجات الخاصة بالحكم حول تحرير القانون المتعلق بالتأمين الصحى الخاص ودعاويه المختلفة للرعاية الصحية التى تستند إلى الميثاق الكندى للحقوق والحريات.
وتحت عنوان الصحة فى شيلى "هل تبذل الحكومة كل ما فى وسعها لتحقيق العدالة الاجتماعية؟" يفحص الكتاب ملامح المشكلة التى تواجه النظام الصحى فى شيلى، وما يترتب عنها من مشكلات تتعلق بعدم وصول الدعم الصحى لكل أفراد المجتمع.
كذلك لا يغفل الكتاب وباء الإيدز المنتشر فى إفريقيا، حيث يصبح جليا أن حماية وترقية حقوق الإنسان، تعد من المفاتيح الأساسية فى الحفاظ على صحة الأفراد والسكان، وعلى منوال جنوب أفريقيا تكافح أغلب النظم الصحية فى إفريقيا وباء الإيدز وأحد الحلول التى تواجه به هذه البلاد هذه الأزمة الصحية هو التوسع فى برنامج العلاج الدوائى للإيدز.
أما كوريا الجنوبية والصين، فيناقش الكتاب عمليات الإصلاح للنظم الصحية وتعرض الأوضاع القائمة حتى اليوم للمشكلات المعاصرة والاتجاهات المستقبلية التى لا تزال معروفة حتى الآن خارج الإقليم، ففى فصل الإصلاح الصحى فى الصين هوية قطاع عام وسلوك قطاع خاص، الأسباب والنتائج فى العلاج يتم وصف المراحل المتنوعة لإصلاح القطاع الصحى فى الصين، بداية من الثورة الصحية الأولى، مباشرة على قرار تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949/أى فى بداية التنمية الصحية كانت هناك مساواة فى الخدمة الصحية، ثم استبدلت بعد ذلك بإصلاح غير ناجح اعتمد على نظام السوق، وخفض من شأن التضامن وتسبب فى قلاقل اجتماعية خاصة فى ريف البلاد، وعقب فشله حدثت تغيرات فى النظام الصحى الصينى بعد خصخصته التى دمرت نجاح النظام الصحى السابق، أدخلت الدولة بعد ذلك مفهوم السوق الاشتراكى، الذى أعاد للدولة دورها المفقود فى الرعاية الصحية كما دعم الحقوق الصحية بضمان القدرة على وصول الجميع لخدمات التأمين الصحى.
أما كوريا الجنوبية فقد نجحت فى الوصول إلى نظام تأمين صحى مبهر، وقد احتفلت بثلاثين عام على إنشائه مؤخرا.. لكن رغم هذا ما زالت شريحة مهمة من السكان تشمل من هم تحت خط الفقر، كبار السن وسكان الريف.. يواجهون عدم القدرة للوصول للرعاية الصحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة