تصوت الجمعية الوطنية (البرلمان) الكورية الجنوبية الجمعة المقبلة على مشروع قانون لمساءلة الرئيسة بارك كيون هيه بشأن فضيحة تتعلق باستغلال نفوذ. ورغم أن الرئيسة وضعت مصيرها فى أيدى البرلمان فى محاولة منها لتجنب الإقالة الفورية، فإن أحزاب المعارضة الثلاثة الرئيسية رفضت ودعت لتصويت يوم 9 ديسمبر الجارى.
وأبدت رئيسة كوريا الجنوبية اليوم الثلاثاء استعدادها للتنحى فى أبريل المقبل، على أن تجرى الانتخابات الرئاسية المبكرة فى يونيو 2017، وذلك تلبية لاقتراح حزبها الحاكم "سينورى" على خلفية تورطها فى قضايا فساد.
الحزب الحاكم: كيون تقبل نتيجة تصويت البرلمان
ونقل مسؤول كبير فى حزب سينورى عن الرئيسة التى تنتمى للحزب، قولها اليوم الثلاثاء، إنها ستقبل نتيجة التصويت فى البرلمان على مساءلتها هذا الأسبوع، لكنها أشارت إلى أنها لن تتنحى الآن كما تطالب أحزاب المعارضة.
وأكدت بارك استعدادها للرضوخ بكل هدوء لإجراءات المحكمة الدستورية إذا أجاز البرلمان الكورى الجنوبى مشروع قانون لتوجيه الاتهام ضدها فيما يتعلق بقضايا الفساد المتورطة فيها مع صديقتها المقربة، وذلك من أجل البلاد والشعب.
وذكرت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية، أن تعليق بارك جاء أثناء اجتماعها مع زعيم حزب سينورى الحاكم لى جونج-هيون وزعيم الكتلة البرلمانية عن الحزب جونج جين سيوك فى القصر الرئاسى اليوم الثلاثاء. وقالت بارك، أثناء الاجتماع، "سأبذل كل ما فى وسعى إذا تم تمرير مشروع قانون توجيه الاتهام فى البرلمان للعمل على استقرار الوضع"، كما طلبت الرئيسة التعاون من أجل الحزب.
وأوضحت بارك أنها أقرت قبول مقترح الحزب بتنحيها في شهر أبريل وإجراء الانتخابات الرئاسية مبكرا فى شهر يونيو القادم ، مضيفة أنها أيدت هذا المقترح بعد أن علمت به باعتباره قرار الحزب من أجل حل الوضع السياسى الحالى بصورة مستقرة.
مظاهرات شعبية مليونية فى الميادين
وتصاعدت مطالب تنحى رئيسة البلاد، عبر مظاهرات شعبية مليونية فى الميادين العامة بالعاصمة سيول على خلفية استغلال الصديقة المقربة لبارك تلك العلاقة للتدخل فى بعض شئون الرئاسة والحكومة رغم أنها لا تشغل أى منصب رسمى، كما أجبرت شركات كبرى على دفع هبات لمؤسسات غير رسمية لتستخدم تلك الأموال لأغراض شخصية.
وانضم إلى قائمة الذين يريدون أن تقدم الرئيسة استقالتها، المستثمرون ورجال الأعمال الذين تضرروا من حالة "الفراغ" السياسى وتأثيرها على الاقتصاد ووتيرة أعمالهم.
وقالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية إن زيادة التوقعات بشأن إقالة بارك بعد رفض أحزاب المعارضة الثلاثة عرضها بوضع مصيرها فى أيدى البرلمان ومطالبتها بالتنحى فورا، ألقت بظلالها على الأسواق وزادت المكاسب اليوم الثلاثاء مدفوعة بالشعور بالـ"تفاؤل" حيال تصويت الجمعية الوطنية الخميس على إقالتها.
وأضافت الوكالة أن أكبر رابع اقتصاد فى آسيا يواجه أول عملية إطاحة برئيس دولة منذ انتهاء الحكم العسكرى، بعد تواطؤ الرئيسة فى فضيحة متعلقة بصديقتها المقربة شوى سون سيل التى أُوقفت بتهمة الاحتيال واستغلال السلطة. وأوضحت الوكالة أن مؤشر البورصة "كوسبى" غلق على ارتفاع 1.4% ، وهى أعلى نسبة تقريبا فى شهر.
ويقول هي وبيل سوك، المدير التنفيذى فى "ميداس" لإدارة الأصول بكوريا الجنوبية إن "الحكومة الحالية فى حالة فراغ، والمستثمرون قلقون من ذلك، وبمجرد أن يتم إقالة الرئيسة، سيكون لدى السوق صورة أفضل بشأن مجريات الأمور، وكلما تشكلت الحكومة الجديدة أسرع، كان أفضل".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة