«وزارة السعادة» نجحت قبل أن تبدأ
هى صدمة لكنها صدمة جميلة، وزارة للسعادة، هذا هو اسمها، وفى الحقيقة فإن الإعلان عن نجاح هذه الوزارة التى استحدثتها حكومة الإمارات، برئاسة الشيخ محمد بن راشد، لن ينتظر حتى تعمل هذه الوزارة وتثبت كفاءتها، لكننى أؤكد أنها نجحت منذ أن تم الإعلان عنها، فهى على الأقل قد أثبتت أن الإمارات تسعى بكل قوة لإسعاد مواطنيها، والعمل على راحتهم لتسير تلك الدولة التى تشبه المعجزة بهذا الإعلان إلى صناعة نموذج خاص فى العالم الحديث، نموذج يكتب باسمها، وتجربة تحفر اسمها فى أذهان البشرية كواحدة من أكثر دول العالم القابلة للتطور، والحاضنة للحداثة، والمتفاعلة مع أهم وأرقى الأفكار الخلاقة.
من حق الإماراتيين أن يفخروا بوطنهم وحكامهم، وأن يستعرضوا إنجازاتهم بكل حب، فقد أثبت حكام الإمارات العربية المتحدة أنهم يعشقون شعوبهم، فاستحقوا حب شعبهم، كما أثبتوا من جملة ما أثبتوا أن الاتحاد قوة، وأن التنوع قوة، وأن التسامح قوة، والتحديث «إرادة»، وفى الحقيقة فإن هذا الإنجاز الذى حققته الإمارات فى الفترة الأخيرة لم يأت من فراغ، إنما جاء بعد سعى حقيقى نحو التحديث، والاستعانة بجميع الوسائل التى قد تساعد على التحديث والإنجاز، كل هذا يتم تحت رقابة صارمة، وعين لا تغفل عن فساد محتمل، ولك أن تعرف أن الإمارات تعد أقل الدول العربية فسادًا ومن أكثرها محاربة للفساد، حيث صعدت الإمارات إلى المرتبة الـ23 عالميًا ضمن أكثر بلدان العالم شفافية، والأفضل على مستوى مكافحة ممارسات الفساد ضمن مؤشر مدركات الفساد 2015، وهو الترتيب الذى حصلت فيه مصر على المركز 88 هذا العام، مقارنة بالمركز الـ 96 فى العام الماضى، أما الإمارات فقد حصلت العالم الماضى على المرتبة الـ25، ووفقًا لهذا التصنيف فقد حصلت الإمارات على تقييم قدره 70 نقطة بفارق 21 نقطة عن الدنمارك، صاحبة المركز الأول، التى سجلت 90 نقطة من إجمالى 100 نقطة، متساوية فى ذلك مع فرنسا وإستونيا وتشيلى، ومتفوقة على إسبانيا وكوريا الجنوبية والبرتغال وبولندا.
أشرت هنا إلى هذا المؤشر وحده دون التطرق إلى بقية المراكز المتقدمة التى تحتلها الإمارات فى المؤشرات الأخرى، لأهمية هذا التصنيف، مقارنة بالوضع فى مصر التى تقدمت عبر سنتين فحسب 26 مركزًا فى التصنيف ذاته، ولأؤكد فى الوقت ذاته أن الفساد عدو السعادة، وأن الفساد أساس هلاك الشعوب، وأنه لا سبيل إلى التقدم من دون أن نحارب الفساد بجدية حقيقية، وبأساليب علمية مجربة، لا عن طريق الارتجالية، والردح المتبادل بين المعارضين والحكوميين، ولنا فى دولة الإمارات الشقيقة التى نفرح لها وبها «أسوة حسنة».
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة