لماذا لا تستخدم مصر هذه الأعمال لكى تنجح؟
هل تؤمن بحكاية السحر فى كرة القدم؟ ولماذا لا تستخدم مصر هذه الأعمال لكى تنجح حتى بدخول كأس العالم؟ لن أجيب عن أى سؤال من هذه الأسئلة، ولكن سأنقل لكم دراسة وتحقيقا لخبير الأنثروبولوجيا أرنولد بانبورغ موضوعه كرة القدم الأفريقية والدجل، لنعرف كيف يفكر الآخرون فى هذه القضية، يقول أرنولد بانبورغ إن أقوى أشكال السحر فى كرة القدم هو الاستعانة بإله مائى يدعى «مامى واتا» لحماية حارس المرمى ومنع دخول الكرات فى شباكه، ويوضح بانبورغ قائلا: «للتصدى لذلك ينبغى إلقاء حبة جوز الهند فى الملعب، لأنه أكثر ما يحب أكله مامى واتا».
هذه الأعمال السحرية التى تشتهر بها القارة السمراء دفعت الاتحاد الأفريقى لكرة القدم إلى القول بأن استخدام السحر الأسود يسىء لسمعة كرة القدم الأفريقية، ومن ثم فإن العديد من الاتحادات الأفريقية، مثل الاتحاد السنغالى، يمنع عادات السحر هذه المسماة أيضا التحصين بالشعوذة فى محيط ملاعب كرة القدم.
السحر الأسود الذى تشتهر به الأندية والمنتخبات الأفريقية لم يعد مقصورًا على القارة السمراء، لكنه تجاوزها إلى بعض المناطق فى أوروبا ومنطقتنا العربية، وداخل دولتنا هناك اعتقاد قوى فى السحر والعين والحسد، وهى أمور تتفق مع ديننا الحنيف، إلا أن البعض قد بالغ فى الأمر، وبات يتشاءم وينسب أى إخفاق إلى السحر والشعوذة، فالسحر بات الشماعة الجاهزة التى تعلق عليها إدارات الأندية إخفاقاتها المتتالية.
وقد قام نادى الوصل على سبيل المثال وليس الحصر مؤخرا بإذاعة آيات من الذكر الحكيم لأحد المشايخ الكبار فى مكبرات الصوت لمدة ثلاثة أيام متتالية فى ملعب الكرة الرئيسى، لتحصينه وطرد الأعمال والشياطين، خاصة أن هناك نوعا من الخلاف الداخلى الغامض بين الحرس القديم لإدارة النادى وأصحاب الإدارة الجدد الذين عانوا الإخفاقات المتتالية وبات مصيرهم مجهولا، مما يؤكد الإيمان القوى بالسحر، وإن كان الإخفاق إداريا أو فنيا واضحا للجميع.
البعض تعلل بأن إذاعة آيات من الذكر الحكيم هى نوع من التبرك وليس له علاقة من قريب أو بعيد بالسحر وغيره، كما أنه نوع من الفأل الطيب الذى يهدى النفس الطمأنينة ويزرع الثقة فى قلوب اللاعبين، والبعض الآخر أكد أن هناك من يقوم بالأعمال السحرية بالفعل لإفشال إدارة النادى، وأن شخصا ما يلجأ إلى دول مجاورة لإفشال الفريق وإلحاق الهزيمة به خاصة فى المباريات التى تقام على أرضه، لسهولة وضع السحر بالملعب.
ومن المفارقات أن الوصل تمكن فى أعقاب ذلك من تحقيق الفوز على فريق الظفرة ووصل إلى النقطة التاسعة التى أبقته فى صفوف الكبار بجهد لاعبيه فى المقام الأول ومدربهم المواطن والتعامل الإدارى المكثف إلى آيات الذكر الحكيم.
تزخر الشبكة العنكبوتية «الإنترنت» بالعشرات من القصص الغريبة التى ترصد وقائع حدثت بالفعل خاصة بالسحر والشعوذة وعلاقتها بكرة القدم، وتأخذ ظاهرة السحر والشعوذة فى كرة القدم وخصوصا فى القارة الأفريقية بعض الأشكال والطقوس الغريبة التى يقوم بها السحرة والمشعوذون الذين يدعون قدرتهم على التأثير فى نتائج المباريات.
وهى الطقوس النابعة من إيمان هؤلاء ببعض الخرافات والتقاليد الغريبة، فعلى سبيل المثال يوجد مشعوذان كاميرونيان شهيران يدعى الأول بوبيو والثانى اسمه مبينكين يقومان بخلط بعض المساحيق المجففة ويضيفان إليها مسحوقا أخضر مدعيين قدرة هذه الخلطة على التأثير فى نتائج المباريات لما تحدثه من إرباك على لاعبى المنافس وإثارة الشعور بالخوف فى أنفسهم.
ويوجد نوعان من السحرة فى كرة القدم، حيث يزعم النوع الأول بأنه يقوم باستحضار الأرواح والتحدث إلى الموتى، بينما يعتمد النوع الثانى على استعمال بعض الخلطات الموجودة فى بعض النباتات والحيوانات المنتشرة فى الطبيعة مع خلطها ومزجها مع بعضها البعض.
أما طريقة التنفيذ فتكون إما من خلال تناولها أو شربها، أو تعليقها كحجاب أو حرز فى مكان ما أو رشها إذا كانت سائلاً فى الأماكن التى تطؤها أقدام المنافس، ويعمد هؤلاء المشعوذون فى الغالب إلى إبقاء تلك الوصفات سرية خوفاً من انتقالها لغيرهم، أى أنهم يسعون دائما للحفاظ على ما يعتبرونه ملكية فكرية خاصة بهم.. وغدًا نستكمل الحديث عن السحر الأسود فى كرة القدم.