عملية مفضوحة لضرب مصالحنا مع إيطاليا
ماذا يعنى أن تنشر نيويورك تايمز تقريرا يقول: إن مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى فى القاهرة، ربما يكون مطروحا على اللقاءات التى ستجمع المسؤولين المصريين والأمريكيين خلال الفترة المقبلة؟ ما علاقة أمريكا بالموضوع أصلا؟ ومن هو ريجينى هذا الذى يهتم به المسؤولون الأمريكيون؟ وما الذى كان يفعله بالضبط فى مصر؟ وهل كان مكلفا بمهام معينة من قبل الأمريكان وفشلت المهمة بمقتله؟
ريجينى هذا، بحسب نيويورك تايمز، كان طالب دكتوراه فى جامعة كيمبردج البريطانية، وموضوع دراسته هو الحركات العمالية المستقلة فى مصر، وجاء للقاهرة من أجل إتمام موضوع دراسته،فهل يهم هذا الموضوع واشنطن فى شىء؟ وهل يذكرنا موضوع دراسة ريجينى بالحركات السياسية المشبوهة المرتبطة بالعمال مثل 6 إبريل، والنقابات العمالية المستقلة التى ظهرت خلال السنوات الأخيرة بعدد محدود من الأفراد لتلعب دورا سياسيا معارضا تحت لافتة المطالبة بحقوق الفئات التى تمثلها؟
هل كان ريجينى هذا مكلفا بمهمة تتعلق بحصر الحركات السياسية المتصلة بالعمال والنقابات العمالية المستقلة، والتواصل معها لتمرير رسائل محددة تتعلق بالإضرابات المتزامنة ودعوات تعطيل العمل بالمصالح الحكومية فى ذكرى 25 يناير؟ وهل تسبب فشل ريجينى فى تحقيق مهمته، بالإضافة إلى انكشاف الكثير من خطط حروب الجيل الرابع واختلاف المزاج العام فى مصر من التوجه للفوضى إلى العمل والاستقرار، فى اتخاذ قرار التخلص من ريجينى بأيدى العناصر التى كانت تعمل على توجيهه واستخدامه ؟
وهل تمت عملية التخلص منه لضرب العلاقات المصرية الإيطالية التى تشهد تطورا ملحوظا على المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية، فالشركات الإيطالية العاملة فى مجال الطاقة استطاعت تحقيق نجاحات كبرى بمصر، وفى مقدمتها شركة إينى الذى اكتشفت حقل ظهر العملاق فى البحر المتوسط، الذى يقلب موازين الطاقة فى المنطقة، ويدفع أوروبا للهاث وراء مصر للحصول على الغاز البديل للغاز الروسى، كما أن روما والقاهرة ينسقان بقوة فى ملفات الإرهاب واللاجئين والهجرة غير الشرعية، كما يتفاهمان جيدا حول مواجهة التنظيمات الإرهابية فى ليبيا، التى تهدد المصالح المصرية والإيطالية معا.
الأصابع الاستخباراتية الغربية وخصوصا الأمريكية فشلت فى تحقيق أهدافها فى مصر خلال الشهور الماضية، وباستثناء حادث الطائرة الروسية، تم بالتأكيد إحباط الكثير من المخططات التى تستهدف عرقلة النمو الاقتصادى فى مصر، وتحويل عملية التنمية المستدامة التى نسعى إليها إلى عدم استقرار مستدام، ومن هنا يأتى تصميم حادث الشاب الإيطالى الذى يذكرنا بمقتل المواطن المالطى فى الإسكندرية 1882 والذى اتخذته بريطانيا ذريعة لغزو مصر واحتلالها، بالطبع لا تجرؤ أى دولة على غزو مصر حاليا، لكن هناك قوى لا تريد لها النهوض وتعمل على تحطيمها بوسائل مختلفة، ومنها نشر الفوضى على أراضيها ودعم الفئات المتطرفة وإمدادها بالسلاح والأموال، وكسر علاقاتها بالدول الأوروبية المؤثرة ومنها إيطاليا وفرنسا، ولا نستبعد أن يتم عمل ما بهدف التأثير السلبى على العلاقات المصرية الفرنسية قبل تسليم حاملتى المروحيات ميسترال إلى مصر.
على أية حال، أثق فى أن أجهزة الأمن المصرية ستكشف لغز مقتل الشاب الإيطالى ومن وراءه، والأسباب الحقيقية التى أدت لقتله، وكذا علاقاته بالأطراف الخارجية، كما أثق فى أن هذا الحادث لن يؤثر على العلاقات الوثيقة بين مصر وإيطاليا، وعلى خططهما المشتركة لتعظيم التعاون الاقتصادى، ومواجهة الإرهاب ودحر داعش فى ليبيا، وتحيا مصر.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ايه يا عم
نسيت حاجه مهمه
عدد الردود 0
بواسطة:
المصرى
كلام منطقى
عدد الردود 0
بواسطة:
ناديا
ما حصل اساءة لمصر