بصرف النظر عن نتيجة مباراة القمة، واتساع الفارق بين الأهلى المتصدر، والزمالك لسبع نقاط، فالحل بالنسبة للزمالك بطل الدورى والكأس ليس إقالة الجهاز الفنى للفريق، والبدء من جديد، سواء بمدير فنى محلى أو أجنبى، فليس هناك أى ضمان للجهاز الجديد يدفعه للعمل باطمئنان دون ضغوط الإقالة، وليس هناك ضمان لعدم تعثر الفريق فى مباراة أو اثنين، ولو غيرنا الجهاز مع كل خسارة، على أساس أن الفريق البطل لا يخسر، فلن يفوز الزمالك بأى بطولة يلعب فيها، كما لن يعود للفريق تماسكه وروحه وقدرته على المنافسة.
يا إدارة الزمالك، هاتى السير ألكس فيرجسون صانع أسطورة مان يونايتد، وأشهر مدربى العالم مديرا فنيا للزمالك، ولنرى هل سيفوز بجميع المباريات ويحصد كل البطولات التى يلعب فيها؟ لأ طبعا، هذا الأسطورة صنع مجد المان يونايتد بالاستقرار والاستمرار على مدى أكثر من عشرين عاما، بنى فيها أكثر من فريق وعاصر أكثر من جيل للفريق البطل، وفى عهده حصد الفريق أهم البطولات فى تاريخه نعم، لكنه تعرض لإخفاقات واهتزازات، عند تجديد الدماء، ولكن كانت الإدارة دائما تجدد فيه الثقة وتمنحه الفرصة للعمل والاستقرار، الأمر الذى ساعده بالتأكيد على تحقيق إنجازاته.
ولننظر إلى حالة فريق تشيلسى الإنجليزى، كيف بناه جوزيه مورينيو وحصد به بطولة البريميرليج العام الماضى، وعندما تعثر هذا العام صبرت عليه الإدارة فترة طويلة، رغم تكبد النادى مبالغ طائلة فى شراء لاعبين، والتخلص منهم حسب الحالة المزاجية للسبيشيال وان، ولم تفسخ الإدارة تعاقدها معه إلا بعد انقلاب اللاعبين على مديرهم الفنى واتهامه لهم بالخيانة، المنطق فى الإدارة هو الاختيار الصح ثم منح الثقة للجهاز الفنى وإعطائه الوقت حتى تظهر بصماته على الفريق واللاعبين، والثنائى ميدو وحازم يعشقان الزمالك وقادران على لم شمل اللاعبين، وعمل توليفة تضم الخبرة والشباب وتقديم شكل للفريق فى الملعب، بالإضافة إلى الحفاظ على روح الفوز فى جميع المباريات، وهى الروح الكفيلة بتحقيق البطولات، والتوفيق فى النهاية من عند ربنا
هل تذكرون كيف حقق الأهلى سنوات الانتصار الطويلة والفوز المستمر بالدورى، حتى إن هناك أجيالا نشأت وكبرت ولم تر الزمالك يفوز بالبطولة؟ حققها بفلسفة الراحل الكبير صالح سليم فى الإدارة، كان صارما وتربويا إلى أقصى درجة، لكنه كان فاهم الفرق بين دور الإدارة وواجباتها ودور الجهاز الفنى ومهمة اللاعبين فى الملعب، ومن جهته كان يرفع شعار المدير الفنى المناسب للأهلى والحساب آخر الموسم، يدقق ويدرس السير الذاتية للمدربين، وينظر فى تاريخهم التدريبى وإنجازاتهم وشخصياتهم، وما إذا كانوا سيصلحون لتدريب الأهلى، ويختار ما يخدم مصالح النادى بتروٍ، ثم يوفر له كل ما يطلبه من أدوات ولاعبين وانتظام فى صرف المستحقات، وعدم التدخل فى عمله وعدم التشويش عليه بالتصريحات الإعلامية، ثم يحاسبه آخر الموسم، ولذلك كان دائما للأهلى روحه وجماعيته واستقراره ونفسه الطويل فى المنافسة على البطولات والفوز بها، أو ما يسمى اختصارا بروح الفانلة الحمراء.
هل يمكننا القول باطمئنان إن هذه العناصر متوفرة فى نادى الزمالك؟ وهل يمكننا بناء روح الفانلة البيضاء فعلا؟ كيف ذلك والإدارة لا تقبل أصلا مبدأ الفوز والخسارة، الذى هو أساس أى لعبة رياضية؟ كيف والإدارة تغير الجهاز الفنى كل مبارتين؟ كيف وهى تفرض عليه عناصر فى الإدارة؟ كيف وهى تشرشحه فى وسائل الإعلام؟ كيف وهى تتدخل فى تشكيل الفريق وخطة اللعب؟ مقولة إن الفريق البطل لا يخسر أكبر خطأ، وهى لا تشبه إلا عبارة الجيش الذى لا يقهر، وهى دلالة غرور وكبرياء بلا أساس ونتيجتها الهزيمة المرة والانهيار، ويا ريت نستبدلها فى الزمالك بعبارة الرياضة مكسب وهزيمة، والمهم بناء فريق متجانس ينافس على البطولات والتوفيق فى النهاية من عند ربنا، وللمرة الثانية أكرر، إقالة جهاز ميدو وحازم خطأ.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة