أحمد إبراهيم الشريف

البوكر

الخميس، 11 فبراير 2016 11:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ يومين تم الإعلان عن القائمة القصيرة لجائزة البوكر فى نسختها العربية، وانشغل المهتمون بالمبدعين وكتبهم، واستنكر البعض خروج روايات مهمة وأعجب آخرون بوجود شباب من الكتاب بما يفتح باب الأمل أمام الكتابة العربية، فـ«البوكر» العربية استطاعت ورغم سنواتها القليلة أن تصنع نوعا من الحركة فى الأوساط الثقافية، وأصبح الفوز بها أو حتى الاقتران بقائمتها شيئاً إيجابياً يضاف إلى الرواية، ومن ثم يضاف إلى الكاتب، لكن بعيدا عن الكتب التى وصلت للقائمة القصيرة هذا العام أو التى فازت فى الأعوام السابقة، سيكون سؤالنا كيف استطاعت الجائزة أن تحقق هذا التأثير الكبير على متلقى الرواية؟

والمقصود بالتأثير ليس الرضا ولا الإعجاب، لكن المقصود هو الاهتمام والمتابعة، فالمعروف أن «البوكر» العربية بدأت فى عام 2007 فى أبوظبى بدعم من مؤسسة جائزة بوكر البريطانية، ومن هنا تأتى الخطوة الأولى لصناعة جائزة لافتة للنظر وهى «الاعتماد على التاريخ»، فكل الثقل الذى تملكه الجائزة البريطانية التى تجاوزت الأربعين عاما انتقل معها إلى النسخة العربية.

كذلك من صانعى التأثير «العائد المالى المميز»، سواء للقائمة القصيرة أو للفائز، فهو بالنسبة للكتَّاب أمر فارق، ولنا أن نتخيل أن جوائز كثيرة فى مصر ما زالت قيمتها المادية لا تتجاوز مئات الجنيهات، وبالتالى هذا أمر غير مشجع بالمرة على المشاركة أو المتابعة أو تمنى الفوز.

كذلك فكرة القوائم، فقد ثبت من خلال جائزة البوكر أن القوائم فكرة صحيحة فى العمليات التى تقوم على المنافسة، لأن ذلك يؤدى للمتابعة المستمرة، فالبوكر تمر بثلاث مراحل، الأولى ما يسمى بالقائمة الطويلة والتى يتم فها اختيار 16 رواية، ثم تأتى المرحلة الخطرة التى تصل فيها 6 روايات للقائمة القصيرة، حيث تزيد نسبة المتابعة ويحدث نوع من التشويق اللازم والمطلوب فى هذا الحدث، خاصة أن القيمة المادية للفوز بدأت فى الظهور بـ«عشرة آلاف دولار»، وأصبحت فى جيب كل من وصل لهذه المرحلة، وأصبحت العيون متطلعة للرواية الوحيدة التى ستحصل على «خمسين ألف دولار» إضافية، وهذا التقسيم المرحلى بالطبع يترك أثرا طويلا يختلف عن الجوائز التى تعلن نتيجتها مرة واحدة، فسيكون تأثيرها قويا لكنه ليس دائما، الوحيدة التى لا ينطبق عليها هذا القول هى «نوبل»، لأن التاريخ والقيمة المعنوية والمالية فى صالحها.

كذلك فكرة الخروج من المحلية سواء فى فتح الباب أمام كل الدول العربية للمشاركة أو ما تتيحه الجائزة للروايات من ترجمة إلى لغات متعددة وما تمنحه من تغطية إعلامية مميزة تساعد على صناعة قارئ.

وعليه فإن الجائزة سواء اتفقنا معها أو اختلفنا، تعرف كيف تدير شبكة علاقاتها جيدا، ولديها طريقة تفكير تعرف من خلالها كيف تستفيد من الظروف العربية المتاحة حولها لكن بدون استفزاز.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة