البطل الحقيقى فى قصص السحر فى ملاعب أفريقيا ومنها مصر هم المشعوذون الذين يستغلون النفوس المريضة فى الملاعب المصرية والأفريقية، ومحاولة البعض الانتصار على الخصم بكل الطرق، مما حول لعبة كرة القدم إلى لعبة سحر وشعوذة، والغريب أنه فى الوقت الذى نجحت الفرق الأوروبية والأمريكية فى أن تقود العالم فى لعبة كرة القدم بدون سحر مازلنا نعيش فى زمن «شمهور وكركور وبهجور». المفاجأة أن بعض المشعوذين يعقدون جلسات روحانية مع اللاعبين، كما تذبح الماعز على الخطوط الخارجية للمستطيل الأخضر للملعب كاعتقاد بأنها قربان تقدم للأسلاف قبل المباريات، فيما يعمد بعض السحرة الآخرين لرش المنطقة التى سيمر منها لاعبو الفريق المنافس بالدم، ومرارة الماعز، إضافة إلى إلقاء بعض الخلطات على لاعبيه، والشرط الوحيد حسب هؤلاء المشعوذين لكى تنجح وصفاتهم هذه هو الإيمان بها، وعدم التصريح بها، أى إبقائها فى طى السرية.
وصلت طقوس السحر والشعوذة فى كرة القدم الأفريقية إلى درجات يصعب تصورها، إذ وفى تحقيق تليفزيونى قامت به إحدى القنوات التلفزيونية العالمية فى الموزمبيق، كشف بأن هناك أحد الأندية الكروية يستعين قبيل مبارياته دائمًا بأحد السحرة المعروفين هناك، حيث يقوم هذا الأخير قبيل المباراة بتسليم الفريق يد قرد، نعم يد قرد. وذلك بحسب زعمهم حتى تقوى يد حارس المرمى، ويتمكن من التصدى لجميع هجمات الفريق المنافس، بل وقد زعم هذا الساحر بأن خلطاته الغريبة تبقى فعالة جدًا، شريطة أن يؤمن بها من يريدها، بحسب ما يدعيه.
على هامش مباراة جمعت المنتخب المصرى بنظيره السنغالى فى بطولة كأس أمم أفريقيا سنة 2002، عثر مراقب المباراة على كيس مشبوه تحت مقاعد بدلاء المنتخب المصرى، وبعد فتحه عثر داخله على مجموعة من عظام الحيوانات، إضافة إلى قصاصات من الورق عليها كتابات غريبة، قيل إنها مجموعة من «الحروز» الأفريقى.
وفى عام 2010، عانى المنتخب المصرى من الوقوع تحت هذه الأجواء الغريبة، حينما وصل إلى دولة النيجر لخوض مباراة ضد منتخب الدولة ضمن تصفيات كأس أمم أفريقيا 2012، حيث قام الكثير من السحرة والمشعوذين بالالتفاف حول لاعبى المنتخب المصرى، وأخذوا يرشونهم بماء غريب، ويتفوهون بكلمات غير مفهومة. وهو ما سبب التوتر للاعبين وكادوا يشتبكون مع هؤلاء الأشخاص، لولا تدخل الشرطة وبعض أعضاء البعثة المصرية المرافقة للمنتخب، والذين أكدوا للاعبين أن مثل هذه الطقوس السحرية لا تنتهى فى دول أفريقيا، وأن الأجيال السابقة قد عانت أكثر من ذلك فى أدغال القارة السمراء، بينما كانوا يبحثون عن البطولات.
المدير الفنى الفرنسى ريمون دومينيك عُرف عنه أنه يختار تشكيلة المنتخب الفرنسى تبعًا لحالة الأبراج الفلكية، وأنه يتجنب اختيار أى لاعبين من مواليد برج العقرب، لأن هذا البرج أحد صفاته الكسل، لكن الأبراج لم تشفع لـ«دومينيك» الذى أضاع منتخب بلاده خلال نهائيات كأس العالم 2010، وهو ما دفع الاتحاد الفرنسى لإقالته.
ولأن إدخال السحر والتنجيم والتطير فى عالم كرة القدم ليس مقصورًا على الدول الفقيرة والأقل حظًا من التعليم والمعرفة وحدها، نجد أن الكثير من نجوم الرياضة الأشهر فى العالم، يؤمنون هم أيضًا بتلك الغرائب. فقد اعترف جون تيرى قائد المنتخب الإنجليزى وفريق تشليسى بأنه كان يقوم بعدة أشياء مهمة قبل كل مباراة كى يضمن الفوز، وكان أهمها ارتداء نفس واقى القدم لمدة تزيد على 10 سنوات، لأنه كان يتفاءل به ويعتبره سر الفوز، حتى ترك هذه العادة بعدما خرج فريقه تشليسى من دور الـ4 فى بطولة دورى أبطال أوروبا 2009، بهدف متأخر من الرسام «إنييستا». يتخذ الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» موقفًا لينًا جدًا من ظاهرة السحر والشعوذة المتواجدة بكثرة، خصوصًا فى كرة القدم الأفريقية، حيث ترفض الهيئة الكروية الأعلى فى العالم سن وإقرار قوانين أو بنود تُجرّم وتعاقب هذه الظاهرة، بحجة أن ذلك يدخل ضمن الموروث الثقافى لبعض البلدان.