مع بداية الستينيات ومع قرارات يوليو الاشتراكية وبداية تطبيق مشروع عبدالناصر للعدالة الاجتماعية أطلق الزعيم الراحل مشروعات بناء المساكن الشعبية فى معظم أنحاء مصر للفقراء ومحدودى ومتوسطى الدخل. ومازالت هذه المساكن قائمة حتى الآن وحملت بعد وفاته اسمه فأصبحت مساكن عبدالناصر.
مساكن عبدالناصر كانت - ومازال - مثار اهتمام وسائل الإعلام الناصرى وغيره كتجسيد لمشروع العدالة الاجتماعية لفترة الخمسينيات والستينيات، وإن كان المشروع لم يتحقق فعليا إلا بقرارات يوليو الاشتراكية فى بداية الستينيات، هلل الإعلام فى كل مرة كان عبدالناصر يفتتح فيها الوحدات السكنية واعتبر أن ما يحدث مشروع قومى تحقق به الدولة انحيازها الاجتماعى للفقراء ومحدودى ومتوسطى الدخل. وامتلأت مدن الجمهورية بمساكن عبدالناصر طوال فترة الستينيات واستكملت فى السبعينيات، بما فيها المدن التى تحولت إلى مقر للأغنياء والطبقة الجديدة من أثرياء الانفتاح فى السبعينيات وما بعدها، مثل مدينة الإعلام والمهندسين والصحفيين فى محافظة الجيزة.
لحسن الحظ أن افتتاح الزعيم عبدالناصر للوحدات الإسكانية كان يتم تصويره «أبيض وأسود» فلم تظهر ألوان السجاجيد أو السيارات أو البدل أو الكراسى فى حفل الافتتاح. فلم يجد الإعلام وقتها أى سجادة حمراء لينشغل بها عن المشروع القومى، ولم يجعل كل همه فى المساء أو بعد إذاعة الحفل الاهتمام «بتفاصيل وتوافه الأمور» وتتحول المسألة من مساكن تأوى الفقراء ومحدودى الدخل وانجاز قومى إلى «لون السجادة الحمراء» وطولها ومن تكفل بصناعتها، وكم يبلغ ثمنها. حتى تصبح الشغل الشاغل للناس بعيدا عن مشروع الدولة فى العدالة الاجتماعية الذى ينادى به السادة المتحذلقون.
ما يقوم به الآن الرئيس السيسى والدولة عموما هو مشروع قومى جديد وانحياز للعدالة الاجتماعية لبناء مئات الوحدات من الإسكان الاجتماعى ومن مشروع تحيا مصر وهو – لو تحقق واكتمل - سوف يصبح أكبر إنجازات الدولة فى عهد السيسى وسيذكرها المستفيدون منها بعد سنوات باسم مساكن السيسى. فالرئيس فى واقعة «السجادة الحمراء» لإعلام المساء والسهرة كان يفتتح مجمعا سكنيا ضخما ضمن مشروعات الإسكان الاجتماعى يفوق فى خدماته مشروعات سكنية كثيرة فى العالم. وأبدى حرصه واهتمامه على الاستمرار فى البناء والإسراع فى إنجاز المشروع فى كل أنحاء مصر لأنه أحد دعائم قضية العدالة الاجتماعية إلى جانب مشروعات تطوير القرى الفقيرة الذى طالب بالاسراع فيه خلال العامين المقبلين ليتم الانتهاء من 2700 قرية من القرى الأكثر احتياجا فى مصر للمياه والصرف الصحى والكهرباء والخدمات الصحية والتعليمية.
وبالأمس أعلن الرئيس السيسى إطلاق مشروع «تحيا مصر للإسكان الاجتماعى» للتخفيف عن كاهل محدود الدخل والارتقاء بمستوى معيشتهم، بإضافة 200 ألف وحدة سكنية للإسكان الاجتماعى خلال عام واحد فقط من بدء تسلم الأراضى. وهذه الوحدات إضافة إلى 256 ألف وحدة سكنية أخرى تم بالفعل الانتهاء من 101 ألف وحدة سكنية منها وجار العمل على إنشاء 155 ألف وحدة سكنية أخرى ليصبح ما سوف يتم تنفيذه فى عامين فقط 456 ألف وحدة سكنية بالمحافظات والمدن الجديدة.
أليس ما يحدث هو مشروع قومى حقيقى يستحق الاهتمام به أكثر من الاهتمام «بالسجادة الحمراء» وطولها ومن صاحبها وكم ثمنها؟ حتى يكون الإعلام صاحب دور فى معركة التنمية فى مصر سواء بالتوجيه وبطرح الأفكار أو بكشف الفساد أو حشد وتعبئة الناس خلف مشروعاته القومية الكبرى حتى لا يتحول إعلامنا إلى «إعلام السجادة الحمراء».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مراد
إعلام البامية وإعلام السجادة الحمراء
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
اعلام البامية واعلام السجادة الحمراء
عدد الردود 0
بواسطة:
/صر
مئات الألاف