لم تعد ظاهرتا السحر والشعوذة فى كرة القدم تقتصران على بعض المباريات المحلية فى بعض البلدان أو المباريات القارية فى أفريقيا، وإنما أضحت تطرق أبواب العالمية من بوابة نهائيات كأس العالم وهو ما حصل برسم المونديال الذى جرى فى صيف العام 2010 بجنوب أفريقيا.
حيث بادر أحد المشعوذين بذبح ثور قرب بوابة ملعب «سوكر سيتى ستاديوم» وهو أحد الملاعب التى احتضنت مباريات المونديال الأخير، وقد بررت مجموعة تدعى «منظمة المعالجين التقليديين» إقدامها على هذه الخطوة بإضفاء البركة على البطولة.
المدير الفنى السابق للمنتخب الإسبانى لويس أراغونيس الذى قاد لافوريا لاروخا «منتخب إسبانيا» لحصد لقب أمم أوروبا 2008، كان معروفاً بأنه يتشائم جداً من اللون الأصفر، وهو ما كان سيتسبب فى أزمة دبلوماسية بين بلاده ودولة ألمانيا عام 2006، حيث رفض أراغونيس باقة من الورد ذات اللون الأصفر لدى وصول أعضاء الوفد الإسبانى إلى مدينة دورتموند الألمانية التى تشتهر بهذا اللون.
كان المنتخب الجنوب أفريقى أول منتخب فى تاريخ نهائيات كأس العالم يخرج من الدور الأول لدورة هو البلد المنظم لها، إذ أن المستوى المتواضع لهذا المنتخب فى المونديال لم تنجح معه محاولات السحر التى قام بها المشعوذون الأفارقة الذين زعموا بأنهم سيساعدون بها منتخب بلدهم.
حيث يقال بأن لاعبى المنتخب الجنوب أفريقى قد استخدموا بعض الوصفات التى منحهم إياها المشعوذون من خلال استخدام بعض الخلطات النباتية والحيوانية وطلاء أرجلهم بها وهى الخلطات التى قال معدها بأنه معها لن ينجح حراس المرمى فى التصدى لأى من التسديدات التى يسددها أصحاب هذه الأرجل المطلية بهذه الخلطة السحرية.
التقطت الكاميرا التليفزيونية لمباراة منتخبى غامبيا والجزائر، فى تصفيات كأس أمم أفريقيا 2013 عدة لقطات لحارس منتخب غامبيا موسى كامارا أثناء قيامه بتنفيذ وصايا أحد مشعوذى بلاده، وذلك برش مادة بيضاء على خط مرماه حتى يمنع الأهداف، وهى ممارسات معتادة فى العديد من الدول الأفريقية.
شهدت مباراة نصف نهائى بطولة أمم أفريقيا 2002، بين مالى والكاميرون التى انتهت بفوز الفريق الأخير بثلاثية نظيفة، خروج مسؤولى المنتخب المالى باتهام رسمى للمنتخب الكاميرونى يؤكدون فيه أن منافسيهم اعتمدوا على السحر الأسود فى الوصول للفوز وأن لديهم الكثير من الأدلة الدامغة على ذلك، وهو ما لم تعترف به اللجنة المنظمة للبطولة، حيث إن لوائح الاتحاد الأفريقى لا توجد بها بنود معاقبة من يستخدم السحر والشعوذة والطلاسم. ولأن إدخال السحر والتنجيم والتطير فى عالم كرة القدم ليس مقصوراً على الدول الفقيرة والأقل حظاً من التعليم والمعرفة وحدها، نجد أن الكثير من نجوم الرياضة الأشهر فى العالم، يؤمنون هم أيضاً بتلك الغرائب.
يتخذ الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» موقفاً ليناً جداً من ظاهرة السحر والشعوذة الموجودة بكثرة، خصوصاً فى كرة القدم الأفريقية، حيث ترفض الهيئة الكروية الأعلى فى العالم سن وإقرار قوانين أو بنود تُجرّم وتعاقب هذه الظاهرة بحجة أن ذلك يدخل ضمن الموروث الثقافى لبعض البلدان. وبالتالى لا يمكن تجريمه ولو أنه يمكن منع البعثات الكروية من اصطحاب هؤلاء المشعوذين داخل الملعب، فى حين يبدو موقف الاتحاد الأفريقى لكرة القدم «الكاف» أكثر تشدداً تجاه هذه الظاهرة بحيث يمنعها ولكن ما باليد حيلة، حيث إنها تبقى منتشرة بقوة خصوصاً فى المباريات الدولية الأفريقية.
واعترف الاتحاد الدولى «فيفا» أنه لا يمكن أن يعاقب من يمارس عمل الطلاسم السحرية وتعويذات الشعوذة أو من استعملها، لأن ذلك داخل فى النسيج الثقافى لهذه القارة ومعتقداتها، لكن بالاستطاعة أن يمنع أى فريق من اصطحاب ساحر أو مشعوذ داخل الملعب.