وهل يخشى الرئيس لقاء النواب؟.. عندما تأخر ميعاد إجراء الانتخابات البرلمانية، امتلأت الحياة السياسية بتكهنات عن قلق الرئيس من البرلمان، والتوتر الذى يسود أجهزة الدولة عند تشكيل مجلس النواب، انتهت الانتخابات وانعقد المجلس، وغدا اللقاء المنتظر بين الرئيس ونواب الشعب لأول مرة.
السيسى لم يز مقر مجلس النواب من قبل، هى الزيارة الأولى له، ولهذا السبب يحسب كل خطوة، وسيختار جيدا العبارات التى سيتخدمها، لن يعتمد على الارتجال بشكل دائم، وإن ارتجل فستكون فى جزء من الكلمة وليس كل الكلمة ارتجالا.
لقاء الرئيس بالنواب لا يعكس كيف ينظر السيسى للنواب، ولكن يعكس العلاقة بين مؤسسة الرئاسة ومجلس النواب السنوات الخمس المقبلة، الرئيس استقبل لقاءه بأعضاء البرلمان بالتعليق على قرار اتخذه البرلمان برفض قانون الخدمة المدنية، قبل أسبوعين، ووقتها وجه العتاب للنواب، وأعتقد أن لقاء الغد سيشهد نفس العتاب على رفض قانون الخدمة ولكن بصيغة أخرى، صيغة إشراك النواب فى حمل هموم البلاد، سيسع الرئيس للشرح المستفيض حول وضع البلاد واحتياجاتها، سيتحدث عن الأجور والمرتبات والصادرات والواردات والناتج المحلى، عن الكهرباء وأسعارها والضرائب وزيادتها.
أعتقد أن لقاء الرئيس السيسى بالبرلمان لن يكون لقاء بروتوكوليا مثلما كان يتم فى كل العصور السابقة، سيتعدى ذلك إلى لقاء تأسيسى لعلاقة جديدة بين الجهاز التنفيذى والجهاز التشريعى فى البلاد، فالرئيس يواجه بين ما يواجهه، وهو أن أحد أبرز الأعضاء التى اختارها هو لعضوية المجلس وهو المستشار سرى صيام، تقدم بالاستقالة وقد لا يحضر الجلسة الافتتاحية، وهو أمر يسبب حرجا، فضلا عن أن عضوا ثانيا اختاره الرئيس أيضا كان سببا فى الأسبوع الماضى للهجوم على المجلس، وهى الدكتورة لميس جابر، بسبب تصريحاتها ضد ثورة يناير وأن شبابها متآمرون، وأنها «ليست ثورة بل نكسة».
تلك النقاط رغم انخفاض درجة أهميتها إلا إنها ستكون فى بال الرئيس وهو يتحدث، خاصة أن الجميع ينتظر كلماته.
على الجانب الآخر، رجائى ألا نشهد فى الجلسة الافتتاحية نفس المشاهد التى شاهدناها فى افتتاحات سابقة، من كلمات الترحيب المبالغ فيها للرئيس ولإنجازاته ومشاريعه، نعم أنجز الرئيس ونقل البلاد للأمام، ولكن دور النائب فى الأصل هو الرقابة على الجهاز التنفيذى للدولة الذى يشغل فيه الرئيس مرتبة الموظف رقم واحد، نتمنى أن يكون النواب على قدر كبير من الإدراك أن سلوكهم فى هذا اليوم سيعكس لنا عقيدة البرلمان فى أمور التشريع والرقابة، سيعكس لنا هل سيكون البرلمان ذراعا قويا للشعب ضد الدولة إن جارت على حقوق المواطن أم سيكون أداة فى يد الدولة.
أخيرا، أذكر نفسى والقائمين على إدارة المراسم بالرئاسة ومجلس النواب، أرجوكم، لا تقعوا مرة أخرى فى فخ السجادة الحمراء التى شاهدناها بمشروعات الإسكان الاجتماعى، قبل يومين نشرت الصحافة أن البرلمان يستعد بالسجادة الخضراء، للرئيس الحق الكامل فى أن يتم الاحتفاء به وبتحركاته، فهو الرئيس وله بروتوكوله الخاص، ولكن للشعب الحق الكامل فى ألا يتم استفزازه، ولى أن أخبركم قبل نهاية المقال 5 معلومات عن الزيارة، فمواعيد حضور النواب ستكون فى السابعة صباحا، وممنوع الدخول بالسيارات إلا لذوى الاحتياجات الخاصة، ودعوات الحضور تم تخفيضها للسيطرة على أزمة المقاعد، والجلسة ستنعقد فى العاشرة صباحا، وممنوع على النواب دخول المجلس بهواتفهم المحمولة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
طارق
الســـــــيســــــــى ونـــــــــواب برلمانـــــــــــــــه