بادئ ذى بدء.. أنا أحد الخاسرين فى ماراثون البوكر الأخير
هذا هو ما سيهاجموننى به، لذلك أنا أمنحه لهم أولاً، أنا أحد الخاسرين فى هذا الماراثون الزائف، كلا، لم تكن هذه هى قواعد اللعبة التى ارتضيتها لم أتفق أن أتقدم بكتابى لمسابقة يتآلف أعضاء لجنة تحكيمها من صحفيين، وأعنى هنا الأساتذة الأفاضل سيد محمود والشاعر عبده وازن، الصحفى بجريدة الحياة اللندنية، لم تكن هذه هى القاعدة التى ننتظرها، أن يحكم كتبنا، صحفيون، لا أعرف حقيقة كيف يسمح انشغالهم بالعمل الصحفى اليومى الذى يلتهم حياتنا، وذرات أنفاسنا -وأنا صحفى وأعرف ما أقول وما يجرى فى العمل الصحفى اليومى- بالتفرغ لتحكيم جائزة تستقبل أكثر من مائتى عمل أدبى، بعضها تصل صفحاته إلى 400 صفحة، والبعض الآخر 500.
لا أشعر بأى أسف أو خوف من انتقاد هؤلاء الأشخاص، أو انتقاد الجائزة، الجائزة ليست ربنا الأعلى والمحكمون ليسوا الأنبياء المعصومين، ويحق للخاسرين أيضًا أن يتكلموا فلم يعد لديهم ما يخشون عليه، لقد خسرنا، لأن لجنة أمناء جائزة البوكر العربية انتقت مجموعة من الصحفيين ووضعتهم فى مقاعد المحكمين ونقاد الأدب، فهل فعلت الجائزة ذلك لحراستها من الانتقادات، هل تظن الجائزة أننا سنخشى انتقاد الأساتذة سيد محمود وعبده وازن، لأن لكل منهم أعمدة صحفية مهيبة ومجلجلة، وشبكة علاقات صحفية واسعة فى الوسط الثقافى العربى؟
والحقيقة لا أعرف أى نظرية نقدية قدمها الأساتذة سيد محمود وعبده وازن ليجلسا فى مقاعد حكام الأدب؟
أنتهز فرصة خسارتى وخروجى من ماراثون البوكر، وأهاجمها، لعل وعسى.. أجيء محكمًا فى دورتها المقبلة.. ولما لا وقد فعلها أحد أعضاء الدورة الحالية.. لعلى أفلح أنا أيضًا، ألم يهاجم الأستاذ عبده وازن جائزة البوكر منذ عام؟ وجاء هذه السنة محكمًا، هأنا أفعلها وأسير على خطاه، لعل جائزة البوكر تخشانى، مثلما خشيته، لكننى أعدكم، أعدكم أننى لن أفعلها، لأن لا وقت لدى لقراءة هذا الكم الهائل من الأعمال الذى تتلقاه الجائزة، فى هذه الفترة القصيرة بين شهر يوليو وإعلان القائمة الطويلة فى يناير .
لا أهاب أى تهكم سأناله فى جلسات نميمتكم ولا أخشى خصوماتهم وبعضهم أصدقائى وقد هنأت سيد محمود على صفحتى الخاصة على موقع فيس بوك بوجوده فى عضوية تحكيم الجائزة، لكننى هنأته لأنه صديق، لكن هل يملك الصديق سيد محمود قدرات الناقد الأدبى ليجلس فى مقعد التحكيم فى الجائزة؟
بجانب كتابتى الرواية أعمل صحفيًا، ولا أشغل أية مناصب فى جريدتى، ولذلك أكتب كتبى كلما تسنى لى الوقت، وأقرأ فى المواصلات، أخترع وقتًا للكتابة والقراءة، بجانب ثقل العمل الصحفي، فكيف نبت هذا الوقت الهائل لتحكيم جائزة أدبية هائلة مثل جائزة البوكر لدى زملاء صحفيين أعرف جيدًا حجم مشغولياتهم الصحفية مثلما أعرف أصابعى التى تكتب هذه السطور الآن؟ كيف نبت هذا الوقت ؟ لدى رئيس تحرير صحيفة ثقافية مثل "القاهرة" التى يصدرها الأستاذ سيد محمود أسبوعيًا؟
هل وجد الأستاذان سيد محمود وعبده وازن وقتًا كافيًا لقراءة هذا الكم الكبير غير الهين من الروايات المتقدمة للجائزة، بجانب أعمالهم الصحفية وترددهم اليومى على مؤسساتهم التى يعملون بها؟
١٥٩ رواية هو عدد الأعمال التى نافست فى المسابقة هذا العام فى الفترة من يوليو 2015، حتى إعلان النتائج فى 2016، كما حسبها الصحفى السورى فايز علام، بما يعنى أن نقادنا الصحفيين قرأوا 159 رواية خلال 190 يومًا، بما يجعل نصيب كل كتاب قد يتراوح حجمه بين 300 صفحة و٥٠٠ صفحة حوالى يوم وساعتين.
هل تدرون كم ساعة يعملها الصحفى؟ وكم ساعة يحتاجها أى بشر للتحكيم فى جائزة مهمة مثل البوكر ولديه مهام جسيمة أخرى لا يستطيع التخلى عنها مثل إصدار صحيفة أسبوعية مثل القاهرة؟ أو مثل الكتابة فى صحف عربية أخرى على سبيل المثال "السفير اللبنانية" التى انتظم الناقد الصحفى سيد محمود فى كتابة أربع مقالات فى شهرى نوفمبر وديسمبر 2015، السابقين لإعلان الجائزة بفترة وجيزة، هل تحبون أن أدلكم على تواريخ المقالات، كتب الأستاذ سيد محمود عضو لجنة تحكيم جائزة البوكر مقالاً بعنوان "الثقافة تفقد رموزها والاستقطاب يسود" بتاريخ 28 ديسمبر 2015، وبتاريخ 12 ديسمبر كتب مقالاً فى نفس الصحيفة بعنوان ألبير قصيرى المنسى، وبتاريخ 2 ديسمبر 2015 كتب مقالاً بعنوان كنيسة التحرير، وبتاريخ 27 نوفمبر كتب مقالاً بعنوان مصر التزوير علة العلل.
هذا نشاط صحفى هائل فى شهر واحد لدى الأستاذ سيد محمود وهو الشهر الذى لا يملكه، بل تملكه الجائزة التى عينته ليكون محكما فيها، هل هذا النشاط الصحفى الوافر، يدل على تفرغ صاحبه لتحكيم جائزة كبرى مثل جائزة البوكر العربية؟ جائزة يضع المشاركون فيها جل أمالهم وأحلامهم فى الحصول على التقدير الأدبى ويتنافس فيها أدباء كبار، وضعت أمانة الجائزة أعمالهم بين محكمين ليسوا متفرغين هذا التفرغ المقدس لإنجاز المهمة.
لن تقنعنا البوكر العربية أنها جائزة كبيرة، فى ظني، وإن اعتبره أى منكم ظنًا محدودًا، الجائزة تقاس بقيمة من يمنحها، الأسماء البازغة فى مجال النقد الأدبي، فما هى الفكرة فى انحراف الجائزة لتعيين نقاد صحفيين، وما هو المبتغى من أن يجلب عليها هؤلاء النقاد الصحفيين الحرج، خاصة حينما يتورطون فى وضع اسم طالب الرفاعى رئيس جائزة القصة القصيرة الوليدة، الملتقي، فى القائمة الطويلة، ثم نكتشف فيما بعد أن روايته لا ينطبق عليها الشروط، وهذا أيضا يطرح تساؤلاً مهمًا، هل وجود الناقد الصحفى سيد محمود فى مجلس أمناء جائزة الملتقى -تلقيت بيانًا من الجائزة يتضمن اسمه وصورته ضمن مجلس أمناء الجائزة الكويتية- هل تسبب وجود الناقد سيد محمود هناك وهنا فى تحكيم جائزة البوكر، هذا الالتباس؟ هل هو من جامل طالب الرفاعى وأدخل روايته فى قائمة البوكر الطويلة؟
أعلم أننى خسرت أشياء كثيرة بكتابتى هذا المقال، لكن هذا الإنسان الذى يخسر كثيرًا، لن يفكر إلا فى جنى المزيد من الخسارات.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفي الشيخ
الجوائز
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد شريف
المبررات