هل تتخلى هيومان رايتش ووتش عن الوجه الإخوانى؟.. كل يوم تكشف منظمة «هيومان رايتش ووتش» عن وجه جديد لها، يضاف إلى الوجوه الكثيرة التى ارتدتها طيلة السنوات الماضية، وآخر هذه الوجوه هو الشكل الإخوانى، الذى امتد مع المنظمة الأمريكية منذ عدة سنوات وما زال يصاحبها حتى الآن، وربما سيستمر معها لفترة طويلة، ما دام أنه سيحقق لهذه المنظمة ما تريده من وجود وتمويل أيضا.
المنظمة التى تناست كل الجرائم الإرهابية التى ارتكبتها جماعة الإخوان فى مصر، منذ ثورة الشعب على نظامهم الفاشى فى 30 يونيو 2013، ما زالت تدافع عنهم وتعتبرهم شعب الله المختار، الذى لا يجب محاكمتهم أو الاقتراب منهم، هم إرهابيون لكنهم شعب الله المختار من وجهة نظر المنظمة الأمريكية، التى انتفضت قبل أسبوع، وطالبت الرئيس عبدالفتاح السيسى بإدانة تصريحات وزير العدل، المستشار أحمد الزند، التى قال فيها: إنه لن يكون راضيا حتى يُقتل 10 آلاف عضو من جماعة الإخوان مقابل كل قتيل بالقوات المسلحة، وأصدرت المنظمة رسالة مفتوحة إلى السيسى، طالبت فيها بـ«رد قوى» على ما وصفته بـ«دعوة للقتل الجماعى»، مؤكدة أن تصريحات الزند «تتنافى مع الدستور المصرى ومع القانون الدولى».
المنظمة عولت على تصريحات وزير العدل، وحاولت التدليل من خلالها على كل أكاذيب الجماعة الإرهابية بأن الدولة تمارس ضدهم عمليات قتل جماعى، والتعذيب والاختفاء القسرى.
سارت هيومان رايتش ووتش على نهج الإخوان الكاذب، دون أن تقدم دليلا واحدا على ما تقوله، اعتبرت تصريحات الوزير الدليل، رغم أنها تعبر عن شعور داخلى لمسؤول تنفيذى ليس له سلطان الآن على القضاء المصرى، فالزند منذ أن تسلم حقيبة العدل انقطعت صلته بالسلك القضائى، ولا يمكن اعتبار ما يقوله معبرا عن توجه قضائى، فالقضاء عنوانه لدينا هى الأحكام التى تصدر عن المحاكم الطبيعية التى يحاكم أمامها قادة الجماعة الإرهابية، والتى تخضع لدرجات التقاضى المنصوص عليها فى الدستور والقانون، دون أى تعديل ولا وضع استثنائى.
الوجه الإخوانى لهيومان رايتس ووتش واضح ولا مجال للشك فيه، سواء من تقاريرها التى تساند دوماً الإخوان فى كل ما يقولونه ويفعلونه، بل إنها أصبحت كثيراً لسان حال الجماعة فى التجماعات الحقوقية الدولية، والمعبرة عنهم، لدرجة أن المنظمة الأمريكية تناست الدور الذى يجب أن تقوم به، نعم مصر ليست الدولة الخالية من الانتهاكات الحقوقية، فبها تجاوزت لكن المعيار الأساسى هو كيفية تعامل الدولة مع هذه التجاوزات.
والأمر الثانى، هل ما تتعرض له مصر من إرهاب منظم من جانب الإخوان والجماعات المرتبطة بها لا يدخل ضمن اختصاصات المنظمة، وهل استشهاد أبناء مصر على يد الإرهاب الغادر لا يحرك ساكناً لدى هذه المنظمة؟
لماذا يعادى قيادات المنظمة مصر؟.. قبل يومين، كتب مدير الطوارئ فى منظمة «هيومن رايتس ووتش»، بيتر بوكاريت، تدوينة على موقع تويتر، انتقد فيها الرئيس السيسى معتمداً على ما نشر فى وسائل التواصل الاجتماعى، حول قضية السجادة الحمراء، أثناء افتتاح الرئيس عددا من المشروعات فى مدينة 6 أكتوبر، ورغم صدور توضيح كاشف للواقعة من الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة فإن بوكاريت سار فى نفس الاتجاه الذى سار فيه الإخوان وعدد من المعارضين المصريين، حينما تجاهلوا الحقيقة تماماً، وصمموا على أن واقعة السجادة أمر «مستفز»، وتوجيه أوصاف للرئيس لا تتناسب مطلقاً مع الحقيقة ولا طبيعة الحدث، وإن دل ذلك على شىء، فإنما يدل على النية المبيتة لدى هؤلاء لتجاهل الحقائق، وتضخيم الأكاذيب للإساءة للدولة المصرية.
ما كتبه بيتر بوكاريت الذى يتناقض مع ما أعلنه العميد إيهاب القهوجى، مساعد مدير الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة بأن السجادة الحمراء هى عبارة عن مادة من القماش الخفيف، ولا تعبر عن أى بذخ أو تبذير، وكان الهدف منها «تجميل الشكل العام»، يؤكد أن نية معاداة مصر ساكنة فى قلوب قيادات هيومان رايتس ووتش، وأن مصر هى أول هدف لهم يريدون العمل على تعجيزها بكل الطرق والوسائل، سواء بالتقارير الكاذبة أو المضللة، أو من خلال التدوينات على مواقع التواصل الاجتماعى التى تهدف إلى خلق رأى عام معادٍ للنظام فى مصر، والهدف بالتأكيد هو خدمة الإخوان الإرهابيين.