قال الرئيس عبدالفتاح السيسى فى آخر مداخلة هاتفية له فى برنامج القاهرة اليوم مع الإعلامى عمرو أديب كلاما مهما كثيرا، ولكنى توقفت عند قوله إن إحنا خلال السنوات المقبلة «هنشوف العجب والتقدم، وربنا هيساعدنا عليه، لأن كل الضمائر مخلصة، وكل النوايا أمينة وشريفة، وكل العمل لوجه الله تعالى ولأجل الناس الغلابة البسطاء فى مصر».
يجوز أن الرئيس يشعر بذلك فعلا، ولديه حسن النية فى كل المسؤولين، ولكن هناك تصريحات وأفعالا من بعض هؤلاء المسؤولين يراها الشعب ويقيمها ويقف عندها ليرى مدى مطابقة ذلك للواقع الذى يعيش فيه.
وهناك أمثلة عديدة على ذلك، فمثلا رئيس هيئة الطرق والكبارى المسؤول عن سلامة الطرق وإصلاحها، من أجل الغلابة والبسطاء صرح وقال إنه «كلما ازداد سوء حالة الطريق قل عدد الحوادث، لأن الطرق المكسرة بتجبر السائق على تخفيض سرعته، وبالتالى تقل نسبة الحوادث»، مشيرا إلى أن %5 فقط من حوادث الطرق سببها حالة الطرق.
وكوبرى الجامعة الجديد بمحافظة سوهاج الذى انهار بعد 7 شهور فقط من تشغيله وتدخلت العناية الإلهية ولم يحدث خسائر فى الأرواح. فماذا يمكن أن نقول عن المسؤولين عن جهاز التعمير فى محافظة سوهاج؟!
وزير الصحة أشار فى أحد تصريحاته إلى أن «كليات الطب بمصر تخرج 9 آلاف طبيب سنوياً، 8 آلاف منهم لا يستطيعون ممارسة المهنة بالمعلومات التى حصلوا عليها فى كلياتهم، حيث لا توجد لهم برامج تعليمية ولا يجدون من يعلمهم»، حسب قوله، «هل هذا التصريح وما ينتج عنه يصب بالفعل فى مصلحة البسطاء والغلابة؟!»
ما انتشر على صفحات الجرائد فى أسبوع واحد مثل «أطباء مستشفى المطرية يغلقون الاستقبال نتيجة سحل 8 أمناء شرطة لطبيبن». «تظاهر ممرضات تأمين صحى المنيا احتجاجا على إهانة ضابط شرطة». «بالفيديو أمين شركة يصفع امرأة فى المترو رفضت ركوب رجل عربية السيدات». «أمين شرطة يصفع ممرضة على وجهها بمستشفى كوم حمادة بالبحيرة». هل كل هذه الحالات فى أسبوع واحد حالات فردية أم هو خلل فى منظومة أمنية كاملة؟ لابد أن نعترف بذلك فى البداية، ونضع الأسس والقوانين، لوقف مثل تلك الأفعال التى لا تخضع أبدا تحت مظلة الضمائر المخلصة.
هل الشعب رأى أن المسؤولين عن مشهد سجادة الرئاسة الحمراء التى تحرّك عليها موكب الرئيس خلال افتتاح عدد من مشروعات الإسكان والخدمات بمدينة 6 أكتوبر يضعون الغلابة والبسطاء نصب أعينهم بالفعل؟!
هل منظومة الإعلام فى مصر تعمل على نشر الوعى العام للجمهور المصرى أم تعمل على تغيب وعيه وارتفاع نسبة الجهل وطمس الحقائق؟
كيف قيم الشعب تصريح رئيس الجمارك «أن مصر أصبحت سلة نفايات العالم ونستورد منتجات بها صراصير»؟. وتصريح المتحدث باسم وزارة النقل عندما قال «قررنا التعاقد مع شركة عالمية لإدارة السكة الحديد لأننا فاشلون فى الإدارة؟».
هذه بعض الأمثلة فقط فى الأسابيع القليلة الماضية، ولكن أكيد هناك الكثير فى قطاعات أخرى فهل الله سبحانه وتعالى فعلا سيقف معنا وسيساعد تلك العينة من المسؤولين؟ هل سينظر الله لهم بعين العطف ويقدم لهم المساعدة؟! أشك، فالله يجازى الإخلاص فى العمل واحترام كرامة المواطن وآدميته والله اسمه «العدل».. فهل نعيد تقييم أفعال وسلوك تلك العينة من المسؤولين، ونحن نطلب من الله عز وجل المساعدة!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مى حسين
يسلم فمك
عدد الردود 0
بواسطة:
Assemfahmy
أحداث مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
أشرف فاروق
الثواب والعقاب