إلى متى يتصور داعمو الفصائل الإرهابية فى سوريا أنهم قادرون على رسم مصير ومستقبل الشعب السورى ونظامه الحاكم وحدود دولته، من خلال ضخ الأموال والأسلحة وشراء المرتزقة وإطالة أمد الحرب والقتل والتدمير؟
مليارات الدولارات تم ضخها لصناعة الموت والدمار والنتيجة تهجير الملايين من أبناء الشعب السورى إلى قارات العالم الست، ومقتل مئات الآلاف فى الحرب الأهلية المسعورة ودخول المقاتلين والمرتزقة من مختلف الجنسيات ليحاربوا على الأراضى السورية الحرب التى تعيد العالم إلى عصر القطبين مرة أخرى.
التدخل الروسى فى الحرب أوقف تقدم فصائل المرتزقة والدواعش وصبيان أمريكا، ومنح النظام السورى فرصة لالتقاط أنفاسه واستعادة المواقع المهمة فى ريف دمشق وتصفية جيوب الإرهاب فى حلب تمهيدا لاستعادة المحافظة بأكملها وهو ما فرض واقعا جديدا على الأرض انعكس فى مباحثات ميونيخ للتفاوض على الحل السلمى للأزمة.
واشنطن مصرة على كسر الروس واستنزافهم، لكنها فاشلة حتى الآن، وتشعر أن مشروعها فى المنطقة يتهاوى، ولذا تواصل إمداد المعارضة والمرتزقة فى سوريا بالسلاح والصواريخ عسى أن يكبدوا الروس أية خسائر تدفعهم لمراجعة خططهم، ومع الوقت تفكر فى توسيع نطاق الحرب ليشمل دخول قوات برية سعودية وتركية للأراضى السورية لمساندة الدواعش والمعارضة التى تصفها بالمعتدلة لاستعادة الأراضى التى حررتها قوات الأسد.
الحل الأمريكى ينذر بمواجهات عسكرية دامية على الأراضى السورية بين القوات الروسية والإيرانية من ناحية وبين الأتراك والسعوديين من ناحية أخرى، ويمكن أن يمتد إلى أراضى الدولتين والمصالح الأمريكية فى المنطقة، خاصة بعد التحذيرات التى أعلنها الروس، بأن دخول قوات تركية وسعودية برية إلى سوريا سيكون مستهدفا من الطيران الروسى لحماية الجنود الموجودين هناك. ومع الإصرار الأمريكى على إشعال المنطقة، وإدخال الأطراف السعودية والتركية فى الحرب، يبدو أن نطاق الحرب لن يتوقف عند الحدود السورية خاصة مع اصطدام قوات الحرس الثورى الإيرانى الموجودة هناك بالقوات البرية السعودية حال اقترابها من محيط دمشق، وكذا انتظار الروس لأية فرصة للانتقام من الأتراك بعد تعمدهم إسقاط قاذفة روسية. نحن إذن بانتظار جنون الحل الأمريكى الذى يريد إسقاط نظام الأسد بأية صورة لتفتيت الدولة السورية وإلحاقها بالعراق، حيث يمكن إنشاء دولة كردية وأخرى شيعية وثالثة سنية، لكن الأطراف التى تقبل بدور المنتج المنفذ، سواء كانت السعودية أو تركيا ستكونان فى طليعة الخاسرين من هذا السيناريو المجنون، ليس فقط لخطورة امتداد الحرب إلى داخل أراضيهما، ولكن لاحتمال إثارة النوازع الطائفية والإثنية داخل المجتمعين التركى والسعودى.
أردوغان يعلم تماما أن سقوط بشار الأسد وانهيار الدولة المركزية يعنى امتداد الدولة الكردية بين العراق وسوريا وتركيا وهو يسعى لاقتطاع شريط حدودى بعرض 40 كيلومتر داخل سوريا بطول الحدود بين الدولتين لإقامة منطقة عازلة ومنع الاتصال بين الفصائل الكردية، والسعوديون يريدون إسقاط بشار الأسد بأية طريقة لخصومتهم السياسية معه، لكن الصراع بصورته الحالية لا يخدم مصالح أيا من الدولتين ولن يحققها، فى ظل وجود العاملين الروسى والإيرانى، كما لن تتحقق الخطط الأمريكية اللهم إلا من ناحية إشعال المنطقة بحرب إقليمية مجنونة فهل تم التوافق على الجنون شعارا للسنوات المقبلة فى المنطقة؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الغامدي
بين الخيانة والخيانة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله
سؤالك موجه إليك!!
عدد الردود 0
بواسطة:
المستشـــــــــار
الي من يؤيدوا داعش
عدد الردود 0
بواسطة:
ممتاز سمير
محاربة داعش