قصة البطل الوهمى الذى صنعه السيناريست "قشوع" من كتاباته تحول لواقع عبر مواقع التواصل الاجتماعى والتى يصنع متابعوها أبطالا غير حقيقين كنماذج يجب الاقتداء بها والسير على خطاها، لكن سرعان ما تتبخر قصص بطولاتهم ونفس الأشخاص الذى ساعدوا على بروز قصة البطولة لهذه الشخصيات هم من يشهدون على انتهائها، وتبخرها، وانهيارها وأحيانا، ويواصلون مهاجمتها، ويطالبون بوضعها فى السجن أو محاكمتها على ما اقترفته، وربما هذا الأسبوع يجعل فتح ملفات هؤلاء الأبطال واجبا، بعد سقوط بطلين منهم، وهما عبد الرحيم راضى، القارئ المزيف أو الفائز المزيف بالجائزة العالمية لقراءة القرآن الكريم، وتيمور السبكى أدمن صفحة "يوميات زوج مطحون" الذى أصدرت النيابة اليوم الثلاثاء أمرا بضبطه وإحضاره.
"أبطال من سوشيال ميديا" هو المصطلح الذى يمكن إطلاقه على الأشخاص الذين احتفت بهم مواقع التواصل الاجتماعى، وخاصة فيس بوك، ورفعت من شأنهم، وبعد اكتشاف حقائق جديدة عن قصصهم الوهمية، تنهى قصصهم وأحلامهم وتدمر الصورة التى صنعها لهم متابعوهم من مستخدمى موقع التواصل الاجتماعى، فحينها لا ينفعهم عدد متابعيهم، أو عدد "اللايكات التى حصدوها" وكمية التعاطف التى امتلأت بها مواقع التواصل تجاههم، فحين تغضب مواقع التواصل من أحدهم فإنها تنفذ فيه حكم الإعدام، دون محاكمة، ويقع تحت المقصلة دون فرصة للدفاع عن نفسه.
ونرصد في هذا التقرير 5 شخصيات صنعت منهم السوشيال ميديا أبطالاً، ثم أجهزت عليهم لتقضى على حياتهم وطموحاتهم وأحلامهم.
تيمور السبكى.. اللعب مع "الصعايدة" خطر ويدمر المستقبل
لم يع "تيمور السبكى" أدمن صفحة "يوميات زوج مطحون" خطورة اللعب مع أهالى الصعيد، واعتقد أن متابعى صفحته الذين يتخطون المليون متابع، سيكونون سنداً له فى معاركه التى قرر خوضها عن الرجال غير "المطحونين"، ولم يدرك أن صفحته عبر فيس بوك _سبب شهرته الوحيد_ ستكون وسيلة محاربته ومهاجمته، وأن موقع فيس بوك الذى أوصله لأضواء الإعلام سيكون الوسيلة التى تذهب به إلى المحاكم أيضاً.
تيمور السبكى هاجم فى لقاء تلفزيونى نساء الصعيد، وزعم أنهن خائنات، وعندهن استعداد للانحراف، وهو ما لقى رفضا كبيرا من جموع المصريين، رفضاً لتصريحات السبكى غير المسئولة، وهو ما دعا الرافضين لأقواله تدشين حملات تطالب بمحاكمته، عبر فيس بوك نفس الموقع الذى أوصله للأضواء.
حملات فيس بوك لمحاكمة تيمور السبكى أوصلته اليوم، لقرار من النائب العام المستشار نبيل صادق بضبطه وإحضاره على خلفية البلاغات التى قدمها مئات المصريين ضده بتهمة سب نساء مصر، لينضم لقائمة ضحايا أضواء السوشيال ميديا.
عبد الرحيم راضى.. القارئ المزيف بين التكريم والهجوم
جدل واستياء كبير تسبب فيهما طالب كلية الصيدلة بجامعة الأزهر، عبد الرحيم راضى، بعد تداول أنباء فوزه بالمركز الأول فى مسابقة للقرآن الكريم فى دولة ماليزيا، وهو ما صاحبه احتفاء كبير عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعى، ومطالبات بتكريمه من مؤسسات دينية وحكومية على إنجازه الكبير، وهو ما دعا أهالى قريته أولاد خلف بسوهاج باستقباله بالطبل والزمار احتفاء بإنجازه المزعوم، كما تصارعت وسائل الإعلام ليظهر ضيفا فى برامجها.
لكن سرعان ما تحولت حالة الفرح والابتهاج لهجوم واستياء، بعدما تم اكتشاف حقيقة عدم فوزه بالمسابقة، والتأكد من عدم صدق ادعاءاته، وهو ما دعا الأزهر إلى إلغاء حفل تكريمه، وهو ما قابله مستخدمو موقع فيس بوك بهجوم عاصف، وتتحول التعليقات عبر صفحته على فيس بوك وسيلة لتصفيات الحسابات وتوجيه السباب له بعد قيامه بخديعة الأزهر وإحراجه وخداع أهالى قريته، لينضم إلى صفوف أبطال من سوشيال ميديا، كانت بداياتهم ونهاياتهم علي صفحات فيس بوك.
ما بين الجندوفلى والفريسكا.. رواد فيس بوك يذبحون جوزيف آدم
لم يكف الشاب يوسف السيد راضى الشهير بـ"بائع الفريسكا" أو "الجندوفلى"، عن إثارة الجدل على مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة بعد حصوله على منحة من "الجامعة الأمريكية" تشجيعًا له بعد انتشار مقطع مصور له على شبكات التواصل الاجتماعى يشرح فيه طريقة عمل "الفريسكا"، وظهر فيه بشكل أنيق محتفظًا بابتسامته معظم الوقت.
فبعد أن كان رواد فيس بوك هم السبب الأساسى فى انتشار قصته وحصوله على منحة "الجامعة الأمريكية" إلا أنهم انقلبوا عليه بعد تداول فيديو له على كونه بائع "جندوفلى" فى الإسكندرية "وهو ما وضعه فى مرمى نيران مرتادى فيس بوك.
هجوم المدونين عليه تخلله نشر صورة له برفقة فتاة استفزت مشاعر مرتادى فيس بوك، وبدأت وصلة الهجوم عليه بعد انتشار الصورة، لتدمر السوشيال ميديا نموذج وقصة "بائع الفريسكا".
رضوى جلال "مليكة" ..تصدم رواد فيس بوك فيقضون عليها
من منا لا يتذكر قصة الشاب "أحمد الجبالى" زوج "رضوى جلال" الذى توفى فى مُقتبل عمره بشكل مفاجئ، حيث كان الشاب يتوقع الوفاة وينتظرها على الرغم من صغر سنه، ووصل به الأمر إلى أن زار قبره هو وزوجته قبل وفاته بشهور قليلة، وأصر على أن يتم تصويره فى المدفن، وأن يأخذ هو وزوجته صورة "سيلفى" داخل القبر، وهو ما أثار مشاعر واهتمام رواد فيس بوك، وأدى لموجة تعاطف كبيرة مع زوجته "رضوى جلال" للحد الذى قدموا فيه مساعدات لها بجانب الدعم المعنوى.
واستيقظ رواد فيس بوك صباح يوم ليجدوا "رضوى"، صاحبة العلامة التجارية "مليكة" متهمة بالنصب وجمع 15 مليون جنيه والهرب خارج البلاد، بعد دعوة متابعيها على "فيس بوك" للدخول كشركاء فى علامتها التجارية الخاصة، وبيع أسهم من الشركة بأرباح سنوية عالية جدا، بالإعلان عن بيع أسهم من شركة مليكة قيمة كل سهم 70 ألف جنيه، والربح المتوقع من دراسة الجدوى من 3 إلى 4 ملايين جنيه سنويا.
وهو ما دفع مستخدمو موقع فيس بوك لفتح النيران عليها ومحاكمتها، وشن حرب ضارية عليها، ووصفها بـ"مستريحة الموضة" بعد أن كانوا من أبرز داعميها ومموليها، لتبدأ أسطورة رضوى جلال وتنتهى على صفحات مواقع فيس بوك، ومن ثم تنتقل للمحاكم لنظر قضايا النصب المتهمة فيها.
ندى سلامة.. عازفة الناى" الميتة الحية"
حالة من الحزن والاستياء انتشرت بين الشباب خلال شهر يونيو من العام الماضى، عقب تداول أنباء انتحار عازفة الناى الشابة "ندى سلامة"، وتحول موقع فيس بوك لسرادق عزاء، وبدأ النشطاء التعبير عن غضبهم تجاه البلد والأحوال الاجتماعية التى أدت بفتاة شابة لإنهاء حياتها، وتغنوا بندى وأعمالها وأنشطتها، وملأت صورها ساحات مواقع التواصل تعبيراً عن حزنهم على رحيلها، واستمر النواح لمدة حتى ظهرت ندى فجأة وأعلنت أنها "عايشة" وأنها مازالت على قيد الحياة عبر حسابها الشخصى على فيس بوك أيضا.
حالة التعاطف والحزن والاستياء انقلبت 180 درجة وتحولت للغضب وهجوم شديد، لدرجة توجيه السباب لشخص ندى واتهامها بالخداع والكذب لتحقيق مصالح خاصة، والتهرب من مشاكل خاصة بها، وهو ما دعا الأشخاص التى جعلت من ندى بطلة أن يهاجموها وتسقط تحت مقصلة قضاة وحكام السوشيال ميديا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة