ومن العشق ما قتل، وصاحبنا الناشط الذى يحمل شعار «لف وارجع» وصل إلى المرحلة الأخيرة من مراحل العشق المرضى المتقدم، الذى يفقد بعدها «العقل»، ويأتى بتصرفات غريبة وغير مسؤولة، بجانب عدم التحكم فى «تثوره اللاإرادى، والسلس الثورى»، وحالة «الهرش» الشديدة التى تنتابه كلما يتذكر أن معشوقه «كرسى السلطة» لفظه طوال 5 سنوات كاملة.
ومن العشق ما قتل رجالا ونساء تركوا قلوبهم للشيطان، يغويهم ويدفعهم للسير فى الطرق الملغمة لانتزاع ما ليس حقهم، سواء سلطة أو مالا أو نفوذا أو حتى قلب إنسان، فيضلهم الطريق ويخسروا الدنيا والآخرة.
وصاحبنا «العاشق الولهان كان يحمل شنطة سيدته زوجة الرجل الثانى فى نظام مبارك، قبل ثورة 25 يناير، طمعا فى دعمه للحصول على منصب قيادى فى وزارة الاتصالات، وعندما اندلعت ثورة يناير، تنصل من سيدته وتاج رأس وولية نعمته، وهال التراب على نظام مبارك وارتدى عباءة الثورة، ورمى «هلب» مركب مصالحه على شاطئ الدكتور محمد البرادعى، وعندما قفز الإخوان لصدارة المشهد وتراجع دور محمد البرادعى، نقل «الهلب» لجماعة الإخوان، وحمل من الحقد والكراهية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، ما يئن الجبال عن حمله، وشارك بشكل فاعل فى تدشين مصطلح العار «يسقط يسقط حكم العسكر»، وعندما أعطى الإخوان ظهرهم له، بعدما تكشفت لهم مواقفه وأنه «عبده مشتاق» لأى منصب والسلام، انقلب عليهم.
وعندما اندلعت ثورة 30 يونيو «لف ورجع» فى حركة دوران 360 درجة، بمنتهى الوقاحة، وغلظ العين، ودون إحساس منه أو إدراك بخطورة هذا «اللف والدوران» المستمر من النقيض إلى النقيض»، وأصبح المحامى والمدافع الأول لثورة 30 يونيو، وزاد من الشعر بيتا، وانضم لحملة المرشح للانتخابات الرئاسية عبدالفتاح السيسى، حينذاك، وانتظر المقابل.
ذهب وجلس فى مبنى المخابرات العامة، ومقرات جهاز الأمن الوطنى، وانتظر المقابل، منصب وزير الاتصالات، وإن لم يتيسر، فمنصب وزير «البيئة» وإن لم يتيسر فمنصب محافظ لأى محافظة، وإن لم يتيسر، فرئيسا لهيئة الصرف الصحى، وهذا أضعف «الاشتياق»، وعندما لم ينل ما تكبد من أجله عناء «اللف والدوران»، أصيب بصدمة عصبية أفقدته توازنه.
وانتظر الفرصة الأخيرة فى تعيينات أعضاء مجلس النواب، وهدد صراحة الأجهزة المعنية أنه لن يصمت وسيقيم الدنيا ولن يقعدها فى حالة تخطيه فى تعيينات مجلس النواب، وتم تخطيته بالفعل، فأصيب بحالة هيستريا، وبدأ يطرح اعترافات تدينه، من عينة أنه كان يجلس فى مقرات الأجهزة الأمنية، وغير ذلك من الاعترافات.
«عبده مشتاق» وبعد «الخمس سنين العجاف» وخروجه خالى الوفاض، قرر أن يعمل «بائع تويتات متجول» يتم تسخيره فى معارك بالإنابة لعدد كبير من رجال الأعمال، ومثيرى الشغب، والمحرضين، والذين لديهم خصومة وثأر شخصى مع النظام والحكومة، وعاد لسيرته الأولى قبل ثورة يناير، يحمل شنطة «مليئة بالتويتات المثيرة» ويتجول بها فى مكاتب نخب العار، عارضا خدماته لمن يدفع أكثر.
الرجل «المشتاق بسلامته» عينة حقيقية وكاشفة لكل «عبدة المشتاقين» للمناصب وجمع المغانم تحت شعارات الثورية والحرية والكرامة الإنسانية، ومكافحة الفساد، وهو السم الذى قدموه ليتجرعه الغلابة الأبرياء الذين صدقوهم وساروا خلفهم بنقاء وثقة كبيرة، فخذلوهم، واكتشفوا أن «عبده مشتاق» وأمثاله، أخطر على أمن واستقرار البلاد من «إسرائيل».
بائع «التويتات المتجول» لمن يدفع أكثر، ينطبق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان»، وكلها صفات تنطبق على حامل شعار «لف وارجع» وأمثاله.